مليونية المكلا قد تنهي سطوة البيض على الحراك الجنوبي.. تحليل
![](/uploads/pics/1373121387.jpeg)
قبل ساعات من إقامة فعالية احتجاجية بمدينة المكلا يقول منظموها أنها ستكون "المليونية الثامنة في الجنوب" وهو الوصف الذي دأب نشطاء سياسيون في الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي ) على إطلاقه على الفعاليات السياسية التي تنظم في جنوب اليمن ، يجاهد هؤلاء على انجاز جميع ماتبقى من تحضيرات بهدف الخروج بفعالية يقولون أنها يجب ان تكون "مشرفة".
تعكس الدعوة التي أطلقت قبل أسابيع إلى تنظيم فعالية احتجاجية كبرى في المكلا ودعت إليها قيادات في الحراك الجنوبي على خلاف سياسي مع الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" حجم المأزق الذي بات يعاني منه الحراك الجنوبي في الداخل بسبب الخلافات الحاصلة بين قيادات الخارج .
كيف انطلقت الدعوة إلى مليونية المكلا ؟
أطلقت الدعوة إلى تنظيم فعالية مليونية من قبل القيادي الجنوبي البارز "حسن باعوم" والذي يقول مناوئوه انه بات اشبه بالدمية في يد عدد من اللاعبين السياسيين وهو اتهام يرفضه الموالون لباعوم ويقولون انه يمضي بارادة حرة .
تمثل الحالة الصحية للقيادي الابرز في حركة الاحتجاجات السلمية في الجنوب "حسن باعوم" احد ابرز القضايا المثيرة للجدل في الشارع السياسي في الجنوب .
يقول المناوئون لباعوم ان الحالة الصحية للرجل وقدراته الذهنية والعقلية لم تعد بالقدر الكاف الذي يؤهله لممارسة حياة سياسية بشكل صحي وهو الاتهام الذي يرفضه الموالون له .
أطلقت الدعوة إلى مليونية المكلا قبل أسابيع من اليوم عبر بيان سياسي صادر عن الرجل وفي المقابل وجه الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" الدعوة إلى عصيان مدني شامل في عموم مدن الجنوب .
عكست هذه الدعوات المتناقضة حجم الخلاف والصراع القائم داخل اروقة الحراك الجنوب ، خلال السنوات الماضية بات ينظر إلى الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" على اعتبار انه رجل جمهورية ايران الاسلامية في جنوب اليمن وخلال الأشهر الماضية بات ينظر إلى "حسن باعوم" على انه رجل المملكة العربية السعودية في اليمن رغم نفي الرجل لذلك.
مثل الخلاف بين الرجلين منطلق صراع سياسي رغم تأكيد كليهما ان العلاقة بين الطرفين جيدة وعلى الواقع انعكست الخلافات الناشئة بين الطرفين على نشاط الحركة الوطنية الجنوبية .
خلال السنوات الماضية كانت الحركة الوطنية الجنوبية متماسكة رغم حالة التباين والاختلافات إلا ان القيادات الميدانية على الارض كانت متوحدة إلا ان الخلاف بين البيض وباعوم بات يشكل مصدر قلق لحركة الاحتجاجات في الداخل .
ماهو موقف البيض من مليونية المكلا ؟
ابدى الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" موقفا سياسيا مناهضا لهذه الفعالية منذ الوهلة الأولى ادرك الرجل ان نجاح "باعوم" بتنظيم فعالية سياسة مماثلة للتي دعا لها الرجل في الـ 21 من مايو 2013 سيكون لها اثر كارثي على حضوره السياسي .
اصر الرجل على ان الفعاليات التي يجب ان تقام في الـ 7 من يوليو 2013 يجب ان تقتصر على عصيان مدني شامل في جنوب اليمن فيما اصر على الطرف الأخر على ان ينظم فعالية مليونية يشارك فيها مئات الآلاف من الجنوبيين في المكلا .
ادرك كلا الرجلين ان نجاح فعاليته يعني الكثير للأخر ، في حال ما تمكن تيار باعوم من انجاح فعالية المكلا بذات الزخم الذي انجز به "البيض" فعاليته في الـ 21 من مايو الماضي فانه سيتمكن من فرض وجوده السياسي كرمز سياسي مماثل للبيض ، وفي المقابل يرى "البيض" ان نجاح دعوته للعصيان المدني ستكون خاتمة لقمع إي تمرد سياسي ضد شرعيته السياسية التي يتحدث عنها دائما.
موقف القيادات الجنوبية الأخرى من فعالية مليونية المكلا :
تبدو مليونية المكلا فرصة سانحة للكثير من القيادات الجنوبية الأخرى التي ترى في تزعم الرئيس البيض لحركة الاحتجاجات في الجنوب لكي تنهي هذه السيطرة التي فرضها منذ العام 2009 وهو العام الذي أعلن فيه البيض خروجه من منفاه في العاصمة العمانية مسقط.
لا يواجه البيض في معركته السياسية الحالية "تيار باعوم" وحده ولكنه يواجه إلى جانب ذلك عدد من القيادات السياسية الجنوبية الأخرى التي نافسته الزعامة .
وجدت هذه القيادات وبينها "علي ناصر محمد" وحيدر ابوبكر العطاس والقيادي المقرب من الحكومة اليمنية "محمد علي احمد" في تاييد فعالية مليونية المكلا فرصة لضرب القبضة الحديدية التي احكمها البيض على الحراك الجنوبي منذ العام 2009 وحتى اليوم .
ساندت هذه القيادات الدعوة إلى هذه الفعالية وقالت انه يجب المشاركة فيها ، تدرك هذه القيادات ان نجاح هذه الفعالية يعني بداية النهاية لعصر سيطرة الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" على فعاليات الحراك الجنوبي .
دفعت هذه القيادات بكل ثقلها وادواتها في سبيل انجاح هذه الفعالية وهو ماتسعى له منذ أسابيع ومع اقتراب العد العسكي لهذه الفعالية يمكن القول أنها قد تنجح في حال ماسارت امورها على مايرام .
كيف تعامل فريق البيض مع معركته الأخيرة ؟
يوصف الفريق السياسي المحيط بالرئيس البيض في الوقت الحالي بأنه من اسوأ الفرق السياسية التي يمكن لها ان تحيط بزعيم سياسي يواجه معارك شتى .
يتهم "يحيى غالب الشعيبي" وهو قيادي في الحراك الجنوبي غادر قبل أشهر صوب العاصمة اللبنانية بيروت بأنه احد الأشخاص الذين جروا البيض صوب الكثير من المعارك الداخلية الخاسرة .
عزز الرجل قبضته السياسية على مكتب الرئيس البيض قبل أشهر من اليوم رغم ان تقارير عدة صدرت من مكتب البيض نفسه قالت ان الرجل طلب زيارة البيض لكنه رفض العودة واصر على ان يكون ضمن طاقم مكتب البيض وهو ماحققه خلال الفترة القادمة .
يتهم الرجل بأنه اغرق "البيض" في الكثير من المعارك السياسية الخاسرة التي تسبب بخلق الكثير من العداوات للبيض لاحقا .
يتهم الرجل ذاته بأنه نظم حملة مضادة لحملة شعبية لجمع مليون توقيع لأجل استقلال الجنوب ، تسببت حملة المعاداة التي قادها "الشعيبي" عبر مكتب البيض ببروز تيارات معادية للبيض كان بامكانه ان يكسبها في صفه .
يمكن للبيض ان يغرق سياسيا خلال الفترة القادمة والاتهامات بهذا الصدد قد توجه إلى الفريق السياسي المحيط به .
خلال أشهر قليلة فقط تمكن هذا الفريق من خلق الكثير من العداوات السياسية مع أطراف أخرى ، رغم ان البيض تمكن من تحقيق نصر سياسي كبير في الـ 21 من مايو 2013 حينما استجاب لدعوة اطلقها للتظاهر قرابة مليون جنوبي إلا ان سياسية المحيطين به قد تتجه به صوب خسارة سياسية قد تكون الأخيرة في حياته السياسية .
كيف يمكن للبيض تجاوز مليونية المكلا ؟
يرى كثيرون ان "البيض" كان بامكانه ان يتجاوز هزيمة يمكن لها ان تحدث في حال ماتمكن منظموا مليونية المكلا من حشد مئات الآلاف من المتظاهرين وذلك عبر تأييده الدعوة إلى التظاهر في المكلا والحث عليها .
ويرى هؤلاء ان الفريق السياسي المحيط بالبيض دفع إلى عدد من المعارك السياسية الأخرى ومن بينها المعركة التي خاضها أعضاء من مكتبه ضد حملة المليونة بصمة في الجنوب وهو الأمر الذي دفع بتيارات شبابية وسياسية أخرى مستقلة نظمت حملة المليون بصمة للوقوف إلى جانب مليونة "المكلا" نكاية وردا على المواقف العدائية التي اتخذها المقربون منذ "البيض" ضد الحملة السياسية.
قبل ساعات من مليونية المكلا
يحبس الجميع انفاسهم قبل ساعات فقط من تدشين مليونية المكلا والسيناريوهات المحتملة لما سيحدث هي فعالية ضخمة يشارك فيها مئات الآلاف من المتظاهرين الأمر الذي يعني إنهاء لسيطرة فرضها الرئيس الجنوبي السابق "علي سالم البيض" لسنوات طويلة على الحراك الجنوبي حيث ستتمكن هذه التيارات السياسية الأخرى من ايصال رسالة سياسية مفادها أنها قادرة على اخراج قوة جماهيرية مساوية لما يخرجه البيض.
والسيناريو الثاني هو تنظيم فعالية ولكن بحشد بسيط وهنا يمكن للبيض ان يوجه رسالة سياسية ولكن في الاتجاه المعاكس ومفادها انه هو القادر على الدعوة لتظاهرات حاشدة كتلك التي شهدتها مدينة عدن في الـ 21 مايو 2013
صحيفة عدن الغد
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها