قيود الحرب تُكبل عدن

كبلت قيود الحرب المتواصلة منذ أكثر من شهرين في محافظة عدن (جنوب) بين اللجان والمقاومة الجنوبية وميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح، الحياة في عدن بما فيها الجوانب الإبداعية وحالت دون تواصل عرض تلك الأعمال التي يقدمها عدد من الفرق المسرحية وأبرزها فرقة «خليج عدن»، بعدما اعتاد الجمهور انتظارها خصوصاً مع حلول شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك خلال السنوات القليلة الماضية.
وبحسب الواقع من المنتظر أن يأتي شهر رمضان وعيد الفطر العام الحالي على عدن وسكانها الذين يعيشون في مآسٍ ومعاناة، في ظل أوضاع سيئة ببعض المديريات، نظراً للنقص الحاد في مقومات الحياة الأساسية، وأسوأ في المديريات الأخرى المحاصرة والتي يُسيطر عليها المتمردون من أتباع الحوثي وصالح.
يقول رئيس فرقة «خليج» عدن المخرج الشاب عمرو جمال في تصريح ل«الخليج»: «إن ظروف الحرب الحالية أوقفت كل أعمالنا»، ولفت إلى أنهم أوقفوا تصوير مسلسل جديد، لأنه من المستحيل القيام بتصوير أو عمل بروفات لأي عمل، ودعوة الجمهور لحضور عرض مسرحي في ظرف الحرب بالبلد، كون المسرح الجماهيري بحاجة إلى استقرار لتنفيذ أي عمل.
من جانبه، لفت مروان علي مفرق، إلى أن المدينة تعيش مأساة حقيقية نتيجة معاناة السكان، فالناس تموت بطرق ووسائل مختلفة صنعتها آلة القتل التي وجهها ويوجهها نحوهم أنصار الحوثي وصالح، فبعضهم يموت برصاص القناصة وقذائف العدوان، وآخرون يموتون جوعاً ومرضاً ومن يعش يموت قهراً، كون الوضع بات سيئاً في مديريات المنصورة والشيخ عثمان والبريقة التي يسيطر عليها المسلحون الجنوبيون ونزح إليها المدنيون، الذين تُقدر أعدادهم بعشرات الآلاف، حيث يُعاني هناك البعض من صعوبة الحصول على المأوى، كما تُعاني تلك المديريات من نقص حاد في كل مقومات الحياة أهمها الغذاء والخدمات الأساسية كالماء والكهرباء وندرة في الوقود وغاز الطبخ، وسوء خدمات الاتصالات والإنترنت التي يتم أحياناً فصلها بشكل مفاجئ ولعدة أيام، وبالتالي ليس بالامكان أن يفكروا في العروض المسرحية التي كانوا يتابعونها في مثل هذا الوقت من كل عام.
هكذا يبدو الحديث عن المسرح والأنشطة الفنية في المدينة نوع من الترف، بل البعض يعتبر أن الأمر خارج السياق العام الذي يعيشه الناس، ومبعث للاستهجان.
يضيف الشاب مفرق أن الوضع أسوأ في مديريات ومناطق كريتر وخورمكسر والمعلا والتواهي والقلوعة التي سيطر عليها المتمردون، وفي تلك المدن يكون كل شيء في آخر وصفه «الموت»، فالغذاء والماء أصبح وجودهما والحصول عليه مثل الحلم للكثير من الناس الذين ما زالوا باقين فيها، بسبب عدم مقدرة بعضهم على مغادرتها لعدم امتلاكهم المال الذي يستطيعون من خلاله الخروج وإيجاد مسكن يؤويهم في المناطق الأخرى، فكيف لهم أن يفكروا بشيء آخر كالمسرح والأنشطة الفنية.
المصدر: الخليج
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها