بلا قيود ترصد أكثر من 442 حالة انتهاك لحرية الصحافة خلال 2011
قالت منظمة صحفيات بلا قيود في تقرير لها اليوم أن العام 2011م شهد "442" حالة اعتداء بأساليب مختلفة طالت العاملين في مجال الصحافة ومختلف وسائل الإعلام في اليمن.
واعتبرت المنظمة في تقريرها السنوي الخاص برصد وتوثيق الانتهاكات والاعتداءات على الصحفيين أن عام 2011 يُعد الأسواء من حيث انتهاكات حقوق الإنسان إجمالاً وأن الإعلاميين كانوا على رأس أولئك.
وأتهم التقرير النظام السياسي بتعمد استهداف الصحفيين ووسائل الاعلام لأنه كان المعني الأول في نقل الحقيقة إلى العالم والذي عمل بكل الوسائل وسخر كافة إمكانياته للحيلولة دون نقل تلك الحقيقة إلى الرأي العام المحلي والعالمي بحسب التقرير.
ورصدت وحدة الحقوق والحريات في المنظمة (442) حالة انتهاك طالت حرية الصحافة في العام الماضي واعتمدت الوحدة في تقريرها والذي تصدره للعام السابع على التوالي على متابعة ما تم نشره في الصحف والمواقع الإخبارية ومن استقبال مباشر للبلاغات من قبل الجهات التي تعرضت للانتهاك إضافة إلى بيانات نقابة الصحافيين.
وأشارت المنظمة الى تنوع أساليب التعامل مع الصحافيين حيث تعرض العديد منهم للابتزاز و لسياسات الترغيب والترهيب فالنظام السياسي كما يقول التقرير لم يتوانى عن استخدام الوسائل اللاإنسانية في التعامل مع السلطة الرابعة واختلفت وقائع الانتهاك لهذا العام ما بين القتل والشروع في القتل والاعتداء الجسدي والتهديد والتحريض والتشهير والخطف والاعتقال والسجن والمحاكمة والإصابات بالغازات السامة ومادة الاسيد للصحفيين ,والمصادرة ومنع الطباعة والحرق والاحتجاز للصحف ,والحجب و الاختراق والقرصنة للمواقع الالكترونية, والقصف المنظم والعشوائي على المنازل ومقرات وسائل الإعلام المختلفة ,ومصادرة المعدات الصحفية ومنع التصوير.
وكشف التقرير أن السلطات الأمنية (الأمن القومي – الأمن المركزي- نقاط التفتيش –الحرس الجمهوري- الأمن السياسي ) تصدرت قائمة الجهات التي قامت بالاعتداءات على الصحفيين ووسائل الاعلام وحظيت بالنصيب الأكبر تليها ما يسمى بالبلاطجة ومن ثم القناصة فالمجهولون .. وجهات أخرى ذكرها التقرير.
وتمثلت وقائع الانتهاكات ب (131) حالة اعتداء, والمصادرة والإحراق وإتلاف واحتجاز الصحف (80) حالة ،والتهديدات (54) حالة, ومصادرة المعدات (28) حالة ,والشروع في القتل (25) حالة ,والاعتقال (25) حالة ,والاحتجاز(24) حالة, والحجب والقرصنة (20) حالة ,والاختطاف(18) حالة,وإيقاف المرتبات وتوقيف عن العمل وإيقاف بث قنوات إعلامية (10) حالات ,والملاحقة والمحاصرة (8) حالات ,و القتل (7) حالات ,والمحاكمات (6) حالات ,والاتهامات (3) حالات ,و أخيراً ترحيل الصحفيين الأجانب (3) حالات..
لبنى القدسي مسؤولة وحدة الحقوق والحريات بالمنظمة تقول أن عام 2011م أسوءا الأعوام من حيث حالة حقوق الإنسان في اليمن تزامناً مع اندلاع الثورة الشبابية فقد شهد صور شتى وجسيمة للانتهاكات التي لم يكن الصحفي بعيداً عنها فقد كان في قلب الحدث ينقل للعالم أحداث ثورة كانت ...انتفض فيها الشعب على الحاكم المستبد مطالباً بإسقاط نظامه .. الذي لم يجد أمامه سوى القيام بارتكاب كل الجرائم ضد الإنسانية معتقداً بذلك قدرته على خرص الألسنة ومنع الكلمة والصورة من الانتشار.
وكان الصحفي ينقل تلك الجرائم بالصوت والصورة والكتابة للرأي العام ليلقى ما يلقاه الآخرين من تعذيب وقتل واختطاف واعتداء الخ
وأضافت القدسي أن صور الانتهاكات لهذا العام كانت مخيفة وخطيرة فجميعها كانت منافية لمجمل الحقوق التي كفلتها الشرائع السماوية والنصوص والمواثيق الدولية وعملت على ضرب حرية الرأي والتعبير في الصميم.
وحول حالة التغيير السياسي الذي تشهده البلاد تقول لبنى القدسي : إننا في منظمة صحفيات بلا قيود نأمل ونحن نطوي عهدا شهد خلاله شتى أصناف الانتهاكات الصحفية بأن نشهد عهداً جديداً تصان فيه الحقوق وتحترم فيه حرية الرأي والتعبير كحق إنساني أصيل تقوم عليه بقية الحقوق 00وأن يتم فيه الدفع بعجلة العمل الصحفي الهادف إلى الأمام وبما يخدم قضايانا المختلفة .. وان يكون لدينا حرية صحافة سقفها السماء.
انتهاكات في ظل حكومة الوفاق الوطني
أما فيما يتعلق بما رصدته المنظمة من انتهاكات سيما بعد توقيع المبادرة الخليجية في نوفمبر 2011وتشكيل حكومة الوفاق فقد أكدت لبنى القدسي أن الأمر لم يتغير كثيراً فهناك إعتدءات وانتهاكات طالت الحريات الصحفية في ظل حكومة الوفاق وتنوعت ما بين الاعتداء الجسدي والتهديد والاعتقال وحرق ومصادرة الصحف والفصل التعسفي وإيقاف الراتب والتحريض والتشهير ومحاولة الاغتيال والمحاكمات والتقطع لموزعي الصحف ومحاصرة مقرات ومكاتب المؤسسات الإعلامية وحجب مواقع اليكترونية ومن نفس الجهات إضافة إلى جهات أخرى (الأمن القومي والحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع وأنصار الحراك ومجهولين وغيرها).
وأضافت القدسي وهي بصدد الانتهاء من تقرير نصف سنوي عن مجمل الانتهاكات للعام الحالي أن الانتهاكات الصحفية خلال هذا العام طالت من يعمل مع النظام السابق ومن هم محسوبين على الثورة الشبابية.
وذكرت المدير التفيذي للمنظمة أفراح الاكحلي ان المنظمة وجدت نفسها في طليعية الثورة الشبابية الشعبية طوال السنة والنصف الحاسمة .. وكان لها دور اساسسياً في الثورة وبفضل الجهود المبذولة الشجاعة في توثيق الانتاهاكات وجرائم العائلة المختلفة وبثها عبر وسائل الاعلام المختلفة وايصالها الى منظمات دولية .. رغم صعوبات وتهديات عديدة.
الجدير بالذكر إن بلا قيود قامت بعمل كتاب جمع فيها التقارير التي طالت الحريات الصحفية منذ عام 2005م وحتى 2011م كما عملت على إنتاج فلم وثائقي بعنوان ( العهد الأسود ) تحدث عن قمع الحريات الصحفية في ظل النظام السابق.