صحيفة الجارديان البريطانية: يجب إحالة قادة الجيش المصري إلى الجنائية الدولية فقد دأب على الإفلات من العقاب
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن قادة الجيش في مصر لن يفلتوا من المحاكمات الدولية بسبب جرائم الحرب التي ارتكبت وترتكب ضد مؤيدي الرئيس محمد مرسي، وأحدثها المجزرة التي وقعت اليوم الإربعاء، ضد معتصمي رابعة العدوية والنهضة، مشيرة إلى أنه يمكن محاكمتهم أمام المحكمة الجنائية الدولية رغم عدم توقيع مصر على ميثاق روما لحقوق الإنسان.
وأضافت الصحيفة فى تقرير لها اليوم، "إنه مع تصاعد حدة التوتر في مصر وقتل الأمن للكثير من مؤيدي الرئيس محمد مرسي اليوم في ميدان رابعة العدوية ونهضة مصر، فإن العديد من المحامين فى مجال حقوق الإنسان سوف يستخدمون "مبدأ الاختصاص العالمي" لمحاكمة مرتكبي الجرائم الدولية، فقد حان الوقت للمجتمع الدولي لإلقاء نظرة فاحصة على ما يحدث في مصر، ومحاسبة المسئولين عن إراقة الدماء".
وتابعت "إلا أن هناك مشكلة أن مصر ليست خاضعة لاختصاص المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان لأنها لم توقع على ميثاقها، وهذا يعني أن المحكمة الأفريقية لا يمكنها الفصل في الفظائع التي ارتكبها الجيش المصري، وبالمثل فإن مصر لم توقع على النظام الأساسي لميثاق روما، وبالتالي فليست خاضعة للمحكمة الدولية الجنائية".
وأوضحت "إلا أنه ورغم ذلك فإن واضعوا ميثاق روما كانوا يعلمون أن الكثير من الأنظمة لن توقع عليه حتى لا تخضع للمحاكمة، ولذلك وضعوا مادة في الميثاق يمنح المحكمة الجنائية الدولية الاختصاص لممارسة ولايتها، حينما يحيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إحدى قضايا الجرائم الدولية للتحقيق فيها، وهذا قد تم في قضية الرئيس السوداني عمر البشير الذي وجه إليه الاتهام في المحكمة الجنائية بعد إحالة قضيته من قبل مجلس الأمن".
وأشارت الجارديان إلى أنه ينبغي على الدول الديمقراطية ألا تسمح للديمقراطية الوليدة بمصر أن تكون سوريا أخرى أو مثل الدول التي وقع فيها انقلابات كثيرة مثل باكستان، ويجب على الحكومة البريطانية أن ترفع مستوى مسئولياتها وتتخذ دور القيادة العالمية بشأن هذه المسألة بوصفها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، فمن المهم أن المحكمة الجنائية الدولية تتخذ خطوات حاسمة ضد قادة الدول الغير موقعة على ميثاق روما أو الغير الراغبة في محاسبة أولئك الذين يستخدمون القوة المميتة لتقويض سيادة القانون والديمقراطية.
وأوضحت "أن الجيش المصري ينطبق عليه مثل هذه الظروف فهو لن يقدم قادته الذين ارتكبوا هذه الفظائع، وينبغي أن يكون واضحًا أن الجيش والشرطة وحكومة الانقلاب لن تسمح بمحاكمة المسئولين عن قتل المدنيين".
وشددت الصحيفة على أنه في الوقت الذي يقتل فيه المدنيين بالرصاص الحي تفكر الحكومة البريطانية وبقية المجتمع الدولي في أفضل كلمة لاستخدامها لوصف "الانقلاب"، والمنظمات غير الحكومية والمحامين المدافعين عن حقوق الإنسان يستعدون لتنظيم أنفسهم لمقاضاة مرتكبي الجرائم الدولية باستخدام "مبدأ الولاية القضائية الدولية".
واستدركت قائلة "مقاضاة القادة العسكريين باستخدام مبدأ الولاية القضائية العالمية يمكن أن يكون وسيلة لجلب حقوق المواطنين، ففي يناير الماضي تمكن ضباط الشرطة البريطانية المتخصصة في اعتقال مجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان القبض على العقيد "كومار اما" النيبالي المتهم بانتهاك حقوق الإنسان في بلاده".
ومضت قائلة "إن عسكر مصر دأبت على الإفلات من العقاب، وقد حان الوقت للحكومة البريطانية أن توقد الطريق لجلب المتهمين للمحاكمة، فالوضع في مصر يجب أن يحال إلى المحكمة الجنائية الدولية من قبل مجلس الأمن، وإذا تعذر ذلك، فإن المحامين المتخصصين فى حقوق الإنسان سوف يرفعون قضايا في جميع أنحاء العالم ضد عسكر مصر مع أدلة على ارتكابهم جرائم دولية بشعة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها