كذبة طفلة يمنية ادعت قيام والديها بتزويجها المبكر بصنعاء
قالت منظمة سياج لحماية الطفولة أن الطفلة ندى الأهدل (11عاماً) لم تتعرض لمحاولة تزويج حقيقية؛ وأن ما حدث كان عبارة عن طلب خطوبة أو ما يسمى بـ"الحجز المبكر" والذي قوبل برفض من قبل والديها لتنتهي المسألة عند هذا الحد حسب إفادة والدي الطفلة ندى للمختصين في المنظمة وبحضور عمها عبدالسلام الذي لم ينكر ذلك.
سياج وفي بلاغ توضيحي صادر عنها اليوم الخميس طالبت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل حول تعريض حياة وسلامة وسمعة الطفلة "ندى" للخطر والسعي لاستغلالها من خلال إقناعها بأن والديها سيقومان بتزويجها مبكراً وكذا التحقيق في هروب الطفلة من الحديدة إلى صنعاء مسافة 226 كم في ظروف خطرة.
وذكرت المنظمة أنها توصلت بعد التحري ومقابلة جميع الأطراف ودراسة المعلومات والمواقف والانفعالات بما في ذلك مقطع اليوتيوب ورسائل الفايس بوك أن ثمة محاولة لاستغلال الطفلة "ندى" وذلك بتقديمها للرأي العام كضحية زواج مبكر من أجل الحصول على مكاسب مالية واستضافات خارجية أسوة بما حصلت عليه الطفلة نجود الأهدل قبل سنوات.
واشار البلاغ إلى أن خوف الطفلة من أمها وأبيها غير حقيقي وهذا ما تمت ملاحظته خلال لقاءها معهما في مقر المنظمة فضلاً عن كون البيئة التي تعيش فيها "ندى" مع عمها الذي لم يتزوج إلى الآن ويسكن شقة مشتركة مع بعض زملاءه في العمل، غير ملائمة لطفلة في سنها.
كما تحدث بلاغ سياج عن حرمان "ندى" من سنة دراسية العام الماضي حيث لم يقم عمها بتسجيلها في المدرسة، لافتاً إلى أنه وبالرغم من قيام السلطات المعنية في وزارة الداخلية بإيداع الطفلة إحدى دور الرعاية التابع لاتحاد نساء اليمن مطلع الأسبوع الحالي إلا أن صفحتها على الفايس بوك لا زالت نشطة حتى اللحظة وهو ما يؤكد -حسب البلاغ- أن شخصاً آخر يدير الصفحة الخاصة بها باللغتين العربية والانجليزية وهذا فوق مستوى الطفلة التعليمي وقدراتها.
ولمح البلاغ إلى أن عم الطفلة ندى لا يخفي نيته السفر بها إلى الخارج للمشاركة في فعاليات حقوقية ستقام في الهند وهولندا ولبنان والنرويج -حسب إفادته للمنظمة.
وبحسب بلاغ "سياج" فإن هناك عوامل عدة ساعدت في إخراج القصة بهذا الشكل منها: ذكاء الطفلة وقدرتها على التعبير وتقمص دور الضحية بشكل جيد، ورغبتها الجامحة في أن تكون نجمة ومشهورة- حسب إفادتها- بالإضافة إلى الاهتمام الإعلامي والحقوقي بمناصرة ضحايا تزويج الصغيرات وضعف والدي الطفلة وفقرهم وخوفهم من التعرض لمشكلات أمنية أو تشويه السمعة إن هم واجهوا المشكلة أو حاولوا التصدي لها في بداية الأمر.
كما اعتبر البلاغ أن تعلق الطفلة بعمها نظرا للفترة الزمنية التي أمضتها في العيش معه لأكثر من سنة ونصف، وكذا المتاحات التي تتوفر للطفلة في صنعاء كمدينة مقارنة بالقرية التي تعيش فيها أسرتها، تعد من أهم العوامل التي ساعدت على افتعال القصة وإخراجها بهذا الشكل.
وأوصت منظمة سياج في بلاغها بتسليم الطفلة لأسرتها باعتبارها هي المكان الطبيعي والأنسب لها والعمل على إدماجها بشكل تدريجي وذلك باللطف والإقناع وليس بالقوة، وأخذ تعهدات من والدي ندى بالإحسان إليها وعدم المساس بها على خلفية ما حدث منها ومن عمها.
كما شددت المنظمة على ضرورة تمكين الطفلة من مواصلة دراستها وعدم تكرار انقطاعها عن المدرسة وتنمية مواهبها والتعامل معها بخصوصية تتناسب مع مستوى النضج والطموح الذي تتمتع به وكذا ابعادها عن الاعلام وخاصة فيما يتعلق بهذه القضية.
واختتمت "سياج" بلاغها بتقديم الشكر للإدارة العامة لحماية الأسرة في وزارة الداخلية اليمنية ممثلة بالعميد سعاد القعطبي واتحاد نساء اليمن على الجهود التي بذلوها ويبذلونها لحماية الطفلة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها