قلق من استهداف صحفيي اليمن
أثارت محاولة اغتيال تعرض لها صحفي في مدينة عدن اليمنية أول أمس الأربعاء وتزامنت مع إبطال عبوة ناسفة زرعت في مقر مؤسسة المصدر للإعلام وقناة يمن شباب بالعاصمة صنعاء، قلق الصحفيين ومخاوفهم على مستقبل الصحافة باليمن، في ظل تعقيدات وخطورة المرحلة السياسية التي تمر بها البلاد.
واعتبر إعلاميون وحقوقيون هذا التطور في تهديد الصحافة اليمنية سابقة خطيرة وتحولا مخيفا في الاستهداف، وذلك من مجرد التهديدات والاعتداءات المحدودة إلى القتل وزراعة عبوات ناسفة كادت أن تودي بحياة العشرات من الصحفيين لو لم يتم إبطالها في اللحظات الأخيرة.
مرحلة خطيرة
وقال رئيس مؤسسة حرية للحقوق والحريات الإعلامية الصحفي خالد الحمادي إن عمليات استهداف الصحفيين تطورت إلى مستويات خطيرة هذا الأسبوع بعد حادثة محاولة اغتيال صحفي بعدن ومحاولة تفجير مقر يضم قناة تلفزيونية وصحيفة يومية.
ولفت إلى أن مؤسسة حرية رصدت منذ بداية يناير/كانون الثاني الماضي وحتى اليوم 82 حالة انتهاك، تم فيها استهداف 105 صحفيين وإعلاميين، كما رصدت في نفس الوقت 34 قضية رفعت ضد الصحفيين لدى محكمة الصحافة والمطبوعات في اليمن.
وانتقد الحمادي في سياق حديثه غياب دور الحكومة اليمنية في حماية الحريات الإعلامية وحماية الصحفيين وإصدار التشريعات لضمان حقوق الإعلاميين وتحسين وضع الحريات الإعلامية.
رصاص
وكان الصحفي في مكتب صحيفة 26 سبتمبر الحكومية منصور نور قد أصيب مساء الأربعاء برصاص مسلحين ملثمين في مديرية دار سعد بمحافظة عدن جنوبي اليمن.
وقال مدير المكتب الصحفي للصحيفة في عدن مدين مقباس للجزيرة نت إن نور كان قد خرج من مجلس عزاء للذهاب إلى مقر عمله، وأثناء مروره في الشارع العام هاجمه ثلاثة مسلحين وأصيب بعيار ناري أحدث إصابة بالغة في قدمه نقل على إثرها إلى المستشفى.
وفي صنعاء قالت صحيفة المصدر اليومية على موقعها الإلكتروني إن البحث الجنائي تمكن الأربعاء الماضي من إبطال عبوة ناسفة يصل وزنها إلى 400 غرام من نوع "تي.أن.تي"، وضعت أمام مدخل البناية التي تضم مقرها ومكاتب قناة يمن شباب.
ونقل الموقع عن ضابط في البحث الجنائي حضر إلى مقر الصحيفة قوله "إن اللغم المستخدم روسي الصنع، بينما الصاعق أميركي، ولا تستخدمه سوى الاستخبارات العسكرية، والمادة المتفجرة خطيرة جدا وكان بإمكانها نسف المبنى بالكامل".
وتعليقاً على ذلك قال علي الفقيه نائب رئيس تحرير الصحيفة في حديث للجزيرة نت إن هناك من يشعر بأن الصحافة هي وراء التغيير الحاصل في اليمن، وبالتالي هناك محاولة للانتقام منها.
وأشار إلى أن الصحافة اليمنية ارتفع أداؤها وسقف حريتها وأصبحت تتناول قضايا كان تناولها محظورا في الماضي مثل قضايا الفساد داخل الجيش، وأضاف أن هناك مراكز قوى تريد إيصال رسالة إلى الصحفيين مفادها عدم حدوث تغيير في البلد.
ولفت الفقيه إلى احتمالية أن تكون المجموعات المسلحة التي نشأت خلال فترة الانفلات الأمني والفوضى التي رافقت الثورة، قد أصبحت قادرة على بعث رسائل عنيفة لمن ترى فيهم تهديدا لمصالحها. وقال إن ذلك يعني تصعيد حدة العنف ضد الصحافة لتصل إلى درجة عبوات ناسفة "كما حدث لنا".
عدو مشترك
من جانبه اعتبر راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق اليمنية في حديث للجزيرة نت أنه في السابق كانت الحكومة والأجهزة الأمنية تمارس الانتهاكات ضد الصحافة، مشيرا إلى أن الوضع تغير اليوم وأصبحت الصحافة تتمتع بحرية أكبر.
وقال "إن مصدر الاعتداءات هو عدو مشترك للحكومة وللصحافة، ويريد عبرها تصفية حساباته مع الصحافة الحرة والشجاعة التي تقف بالمرصاد لكل الممارسات الخاطئة، وفي نفس الوقت يريد إظهار عجز الحكومة الحالية" عن حماية هؤلاء الصحفيين.
وأدان بادي جميع الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، ووصف حادثة صحيفة المصدر بالعمل الجبان، مطالبا بإيقاع العقاب بحق منفذيه.
المصدر:الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها