سجين يمني: غوانتنامو يقتلني
"لن آكل حتى أستعيد كرامتي" صرخة مدوية أرسلها من غياهب سجن غوانتنامو المعتقل اليمني، سمير ناجي حسن مقبل، في مكالمة سرية لمحاميه في منظمة ريبريف الخيرية، ونشرت مضمونها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تحت عوان "غوانتنامو يقتلني".
مقبل القابع في هذا السجن السيئ الصيت منذ العام 2002 مضرب عن الطعام ضمن 40 آخرين يحتجون على ما يقاسونه من إهانات بدنية ونفسية ومن اعتقال لا تبدو له نهاية.
تحدث مقبل في رسالته الشفوية عما يعانيه المضربون عن الطعام من هزال شديد ومن تغذية قسرية هي الموت بعينه، ومن تقيؤ دم وحصص أخرى من العذاب البدني والنفسي. كما تحدث عن آمال شاب في الـ35 من عمره يحلم بأن يرى الحياة ويرى عائلته ويعيش حياته الخاصة.
يروي مقبل كيف حول الإضراب المفتوح عن الطعام أجسام المضربين إلى هياكل عظمية تزن في أحيان 34 كيلوغراما فقط، وكيف فقد هو نفسه 15 كيلوغراما منذ بداية إضرابه في 10 فبراير/شباط الماضي.
ويقول محامون إن الإضراب عن الطعام جاء احتجاجا على عملية تفتيش لمقتنيات السجناء ومصاحفهم وصفوها بأنها كانت بمثابة تدنيس.
وقد اعترفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في وقت سابق بأن عدد المضربين عن الطعام وصل الخميس إلى 43، بينهم 11 يتم إطعامهم بالقوة بواسطة أنابيب.
يسرد مقبل قصة حياته كيف قاده حظه العاثر إلى أفغانستان بعد أن زين له صديق طفولة، كذبا، السفر إلى أفغانستان بحجة وجود عمل هناك، وكيف فر إلى باكستان بعد سقوط حركة طالبان. وكيف أرسل إلى قندهار ووضع على أول طائرة إلى غوانتنامو لتبدأ قصة العذاب اللامتنتهي.
يقول "لقد اعتقلت في غوانتنامو لمدة 11 عاما وثلاثة أشهر. لم يسبق لي أن اتهمت بارتكاب أي جريمة. لم تعقد لي أي محاكمة". ويصف اتهام الأميركيين له بأنه كان حارسا لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن بأنه "هراء" وكأنه "جزء من الأفلام الأميركية التي اعتدت على مشاهدتها".
"سمير مقبل:لن أنسى أبدا المرة الأولى التي مرر فيها أنبوب التغذية أعلى أنفي. لا أستطيع أن أصف كم هو مؤلم ذلك دفع الأنبوب فيّ. شعرت برغبة في التقيؤ. أردت أن أقيء لكن لم أستطع. كان هناك ألم مبرح في صدري وحنجرتي ومعدتي"
تغذية بطعم الموت
يستعيد مقبل بألم قصته مع التغذية القسرية عندما انهال عليه ثمانية ضباط من الشرطة العسكرية، وهو مريض في مستشفى السجن في 15 مارس/آذار الماضي وربطوا يديه وقدميه إلى السرير ليستمر على هذه الحال 26 ساعة، دون أن يسمح له بالصلاة أو الذهاب إلى المرحاض، وحيث غذي قسرا عن طريق أنابيب دفعت إلى معدته دفعا.
ويقول "لن أنسى أبدا المرة الأولى التي مرر فيها أنبوب التغذية أعلى أنفي. لا أستطيع أن أصف كم هو مؤلم ذلك" ويضيف "دفع الأنبوب فيّ. شعرت برغبة في التقيؤ. أردت أن أقيء، لكن لم أستطع. كان هناك ألم مبرح في صدري وحنجرتي ومعدتي".
ويروي كيف استمر الوضع على هذه الحال منذ ذلك الوقت، حيث يدفع فيه الأنبوب أحيانا بمقدار 18 بوصة في معدته، وكيف أن الأطباء لا يبالون بتلك التغذية القسرية وما إذا كانت تتم وفق ما هو معقول.
ويقول "آمل أن عيون العالم -بسبب الألم الذي نعاني منه- سوف تتجه مرة أخرى إلى غوانتنامو قبل فوات الأوان".
وتحتجز الولايات المتحدة في القاعدة الأميركية بخليج غوانتنامو في كوبا 166 معتقلا، معظمهم أسروا منذ أكثر من عشر سنوات في عمليات جرت في إطار الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة على ما يسمى "الإرهاب".
وقد تمت الموافقة على إطلاق أو نقل نحو نصف المحتجزين، لكن الكونغرس الأميركي جعل نقل السجناء من معسكر غوانتنامو أكثر صعوبة، ولم ينفذ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمرا أصدره عام 2009 بإغلاق المعتقل.
المصدر:الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها