واشنطن بوست: القادم أسوأ في الشرق الأوسط
حذرت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها من أنه قد يكون الأسوأ قادما في الشرق الأوسط.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "الهدف الرئيسي للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط يجب أن يكون التأكيد على الموازنة بين القوى المتنافسة التي تدعم المصالح الأمريكية الجوهرية: السلام، بما في ذلك مع إسرائيل، والتحديث الاقتصادي، والتسامح الديني وحقوق الإنسان".
وتفيد الصحيفة بأن "الرئيس باراك أوباما تبنى هذه الأجندات، مع أنه ارتكب أخطاء فادحة، أما الرئيس دونالد ترامب فإنه اختار دون تنازل أو مساءلة الوقوف مع محور واحد من محاور المنطقة، الذي تقوده السعودية وحلفاؤها السنة، والدعم التكتيكي لإسرائيل، وقد ساعد هذا على عدد من الكوارث، بما فيها أسوأ كارثة إنسانية في العالم، حرب اليمن وقتل الصحافي جمال خاشقجي، والأسوأ قادم".
وتشير الافتتاحية إلى أن "أكثر مناطق العالم اضطرابا يحركها جزئيا النزاع الطائفي بين السنة والشيعة، الذي يمتد من العراق إلى لبنان وسوريا واليمن، وتقوم إيران، زعيمة الكتلة الشيعية، بمحاولات لتأكيد نفسها بصفتها قوة مهيمنة على المنطقة، من خلال شن حروب بالوكالة، ومتابعة برامجها لإنتاج الأسلحة النووية، ويجب مواجهة عدوانها، لكن ليس من خلال دعم الولايات المتحدة الجهاد السني الطائفي ضد الشيعة".
وتلفت الصحيفة إلى أن "السنة منقسمون إلى مستبدين قوميين، مثل عبد الفتاح السيسي في مصر وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأولئك المتعاطفين مع الإسلام السياسي، مثل قطر وتركيا بزعامة رجب طيب أردوغان، وفي هذا المجال مالت إدارة ترامب، وبطريقة غير حكيمة لطرف ضد آخر، أي مع السعوديين، مع أن الموقف الصحيح هو دفع الطرفين لتبني التسامح واتخاذ خطوات نحو الديمقراطية".
وتجد الافتتاحية أنه "من الصعب تحقيق التوازن، وعادة ما أخطأت إدارة أوباما في محاولاتها لبنائه، وتركت المجال أمام التركيز فقط على توقيع اتفاقية معيبة للحد من النشاط الإيراني النووي، ومن أجل تحقيق هذا فإنها ترددت في مقاومة العدوان الإيراني في سوريا، وأقنعت نفسها، مخطئة، بأنه يمكن الدفع بإيران من أجل التخلي عن طموحاتها الإمبريالية، وكان أوباما على تناقض دائم مع السعوديين والإسرائيليين، وفي محاولاته العاجزة ليوازن بين اتفاقيته النووية، فدعم في البداية الحملة بقيادة السعودية على اليمن، ووافق على بيع المملكة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار".
وترى الافتتاحية أن "ترامب وصل إلى السلطة راغبا في القضاء على إرث أوباما، وتم خداعه بحملة غش وعلاقات سعودية، وتبنى محمد بن سلمان بطريقة شجعته على الاعتقاد أن واشنطن تدعم مغامراته المتهورة، مثل محاصرة قطر، والتصعيد في اليمن، ويقال إن ولي العهد غضب وصدم عندما أدت عمليته لقتل الصحافي جمال خاشقجي عمدا إلى توبيخ من البيت الأبيض".
وتعتقد الصحيفة أن "خروج ترامب من الاتفاقية النووية، والتصعيد المقبل مع إيران في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، سيصعدان التوترات في المنطقة دون هدف واضح، ولا يبدو من المرجح أن يحدث تغيير للنظام في طهران على المدى القريب، كما هو الأمر بالنسبة لإنهاء التأثير الإيراني في المنطقة، وهذا يعني دخول الولايات المتحدة في حرب معها نيابة عن السعودية وإسرائيل".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "الطريقة المثلى للعمل ضد إيران وعدوانها هي في سوريا ربما تبدأ في اليمن، حيث سيؤدي إنهاء الدعم العسكري إلى فتح المجال أمام تسوية سياسية برعاية الأمم المتحدة، وعلى ترامب أن يفهم أن سياسة فاعلة في الشرق الأوسط يجب ألا تحتوي على شيطنة إيران وتبني أعدائها بشكل عشوائي".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها