منظمة: 37 قتيلاً وإصابة 45 آخرين بألغام زرعتها جماعة الحوثيين في حجة
كشفت منظمة حقوقية عن سقوط نحو 37 قتيلاً وإصابة 45 بألغام أرضية قالت إن جماعة الحوثيين زرعتها في مديرية «كشر» بمحافظة حجة شمال اليمن.
وقالت مؤسسة وثاق لدعم التوجه المدني في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين بالعاصمة صنعاء إن من بين القتلى ستة أطفال، «قدرهم البقاء بين الحياة والموت كشهود على جرائم جماعة مسلحة».
ويتهم سكان في مديرية «كشر» جماعة الحوثيين بزراعة الألغام الأرضية قبيل انسحابها من المديرية بعد أن شهدت معارك ضارية مع عدة قبائل أواخر 2011 ، وسيطرت الجماعة على مناطق فيها.
وأشارت نتائج تقرير وثاق «الألغام ...الموت الزاحف نحو الابرياء» إلى أن استمرار الالغام في حصد أرواح الأبرياء وإصابة آخرين بإعاقات مختلفة نتيجة رفض جماعة الحوثيين تحمل مسؤولياتها الاخلاقية بتسليم خرائط بالألغام الفردية المزروعة قرى ومزارع وطرقات مديرية كُشر والمديريات المجاورة.
ولفتت الى أن مخاطر الألغام الفردية التابعة للحوثيين، المصنوعة محلياً والمحرمة دولياً «مفزعة» للغاية، تتعدى سقوط ضحايا ودفعت مئات من الآسر بالنزوح الى جانب بقاء آسر أخرى في مخيمات النزوح خارج «كُشر».
ووصفت مأساة السكان بـ«جرائم ضد الانسانية» تتحملها جماعة الحوثيين التي تسعى لمد نفوذها الى مديريةكشر، التي يقطنها حوالى «74176 نسمة» حسب تعداد 2004 _ بقوة السلاح.
وعرض في المؤتمر الصحفي فيلماً وثائقياً عن ضحايا الالغام ،بالإضافة الى معرض مصور عن ابرياء فقدوا حياتهم بسبب الالغام التي خلفها مسلحي جماعة الحوثي بعد اجتاح المديرية في نوفمبر 2011 .
وتضمن التقرير عدد من القصص المكتوبة عن ضحايا الالغام بمديرية كشر و عاهم ، «المصدر أونلاين» يعيد نشر بعضها كما وردت في تقرير مؤسسة وثاق لدعم التوجه المدني.
قبل صلاة الجمعة
ضحية آخرى لألغام جماعة الحوثيين ،نهار الجمعة ذهب الفتى عاصم محمد محمد الغبري مع صديقه محمد مبخوت الزليل الى سائلة الماء بوادي حيران ليغتسلا ويذهبان لأداء صلاة الجمعة ،وهي سئلة كان يذهب كثير من الناس من قبل الحرب الاغتسال كعادة تسود كثير مديريات المحافظة.
تقطع لحياة عاصم ومحمد لغما على هيئة دبه غاز مزروع بعناية فائقة وتحول جسد محمد الى قطع تصيب ناظرها القشعريرة والسخط وجسد عاصم الى منخال خدشته المثاقب والسكاكين على قارعة طريق طالما مر بها اناس وعادوا سالمين لكن عاصم الغبري ومحمد مبخوت الزليل ذهبا سالكين الطريق «كما أرادوا وعادوا كما اراد لهم زارعي الموت»، حد قول اقاربهم في اشارة لجماعة الحوثي التي يتهمها السكان برزع الموت لهم في مكل مكان.
قرقوس .. ليته لم يعد
ليته لم يعد .. هكذا يقول اقارب وأصدقاء اسماعيل احمد حزام قرسوس (32) عاماً ،_ احد المهجرين من قرية البياضة الواقعة شمال غرب سوق عاهم _ الذي عاد حتفه في 13 مارس 2012 ،بعدما عودته الى منزله اثر هدنة بين مسلحي جماعة الحوثي وأبناء قريته الذين رفضوا مغادرة منازلهم بفعل المد المسلح للحوثيين اليها.
عاد اسماعيل قرقوس لتفقد منزله بعد منتصف مارس 2012 ولم يكترث بنصائح المهجرين بمخاطر تتهدد حياته يومها ،لكن شوقه عودته الى منزله بعد معاناة ويلات النزوح عن داره التي ألف ظلاله وانسامه في «وادي العريض» التي وصل اليه يحمل قلباً مليئاً بحب الامن والسلام منطلقة الامل الكبير في قضاء بقية عمره في منزله بين اهله وقاربه.
عاد اسماعيل قرسوس الى داره بأشواق تفوق شوق الغائب لأهله وأحبائه،وما أن وطأت اقدامه عتبة ساحة منزله حتى تبددت الاشواق وانقطعت اماله نتيجة انفجار لغم مزروع في ساحة داره بعد مغادرتها ،ليتبعثر جسده الى اشلاء ،قبل الولوج الى المنزل بعد غياب طويل.
ودع الحياة وأهله وداره بجسد مقطع الاوصال كما اراد له زارعي الالغام الهاتفين صباحاً ومساء بالموت لأمريكا واسرائيل ،لكن الموت لم يغادر الى هناك بل لازال اليوم يحصد المئات من اهالي صعدة وحجة،وكلما تذكر اهله تلك النهاية يرددون : ليته لم يعد.
اغتيال البراءة
لم يتجاوز عمره السنوات الخمس خرج الطفل مشتاق هادي عبدالله وأخته رهف التي تكبره بسنتين خرجا 21 إبريل 2012 الطفلين الى مرعى القرية الفسيح _ مرعى كانت قد أتخذ منه مقاتلي الحوثيين موقعا عسكريا _ فوقعا نظرهما على اّلة جديدة على شكل لعبة اخذاها وهم لا يعلمان بأنها لغما ستودي بحياتهما بمجرد العبث بها.
عاد مشتاق منتشيا الى منزلهم و بين احضان ابويه لا يعرف بما تحمله لعبته الفريدة من قسوة وغلظة على حياته،وفي غفلة من ابويه بدأ بتحريك تلك الآلة معتقدا بأنها لعبة يلهوا بها كبقية الاطفال،وفي غمرة فرحته انفجرت الآلة (اللعبة) مبعثرة امعائه ومزقت جسده الغض ،وأصيبت شقيقته بشظايا في ساقها ،وتعيش رهف بإعاقة جزئية كشاهدة عيان على توحش زارعي الموت في لعب الاطفال والطرقات والأماكن العامة والمنازل.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها