العثور على طفل (عليه آثار تعذيب) اعتقل في مسيرة بصنعاء وضل مختفياً 14 شهراً
عثر على طفل يبلغ من العمر 13 عاماً اعتقل في الـ11 من مايو العام الماضي أثناء صد قوات الأمن المركزي لمسيرة خرجت من ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء باتجاه مجلس الوزراء وراح ضحيتها 14 قتيل وعشرات الجرحى والمعتقلين من شباب الثورة.
وقال المحامي في منظمة هود لحقوق الإنسان عبدالرحمن برمان إنه عثر على الطفل نهاري محمد علي النهاري 13 عاما في مدينة دمت بمحافظة الضالع صباح أمس الخميس وهو بحالة صحية سيئة وعليه آثار تعذيب.
وأوضح المحامي برمان أن الطفل النهاري وجد نفسه مرمياً في مدينة دمت وأنه تمكن من إقناع سائق سيارة بإيصاله إلى صنعاء، بعد رفض سائقي السيارات والتكاسي من أخذه معهم خشية المسائلة الأمنية في النقاط العسكرية من التعامل مع صغار السن.
وأشار إلى أن الطفل يعاني من حالة نفسيه سيئة جراء ظروف الاعتقال والتعذيب الواضحة على أجزاء من جسده وبصورة وحشية. حسب قوله.
وبحسب الطفل نقلاً عن المحامي برمان فقد كان ضمن سبعة أطفال معتقلين جرى نقلهم على متن المركبة التي نقلتهم من مكان اعتقالهم في مسافة زمنية قاربت الست ساعات، وأنه ألقي به في العراء بمدينة دمت.
وأضاف الطفل النهاري «المركبة التي كانت تقلنا قد تكون باص وقد سمعتهم ينزلون أحد المعتقلين في منطقة ويقولون أنها البريقة في محافظة عدن، وكنت آخر من أنزلت في دمت».
ولفت برمان إلى أن الطفل ظهر على جسده آثار التعذيب «جروح في اليدين والرجلين بعضها متقيح ويشكوا فقدانه للسمع في أحدى أذنيه وضعف في الأخرى» ، مشيرا إلى أن العناصر الذين كانوا يتولون مسألة اعتقالهم أشخاص بلباس مدني وكانوا يؤكدون لهم بأنهم في مدينة عدن ولكن الطقس كان باردا للغاية وخاصة في الشتاء بما يوحي عكس ذلك.حسب قوله.
وشارك والد الطفل نهاري وأخيه في الاحتجاجات في ساحة التغيير منذ اندلاع الثورة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس اليمني السابق علي صالح، حيث أصيب أخيه في تلك المسيرة بجروح إثر إطلاق قوات الأمن النار على المحتجين.
ويحكي الطفل نهاري قصة اعتقال فيقول «قام جنود المرور بأخذ الدراجة النارية التي كان يعمل فيها أبي لتوفير القوت الضروري للبيت ، ولما اخذوها احترق قلبي وقهرت فلما سمعت دعوة للزحف على مجلس الوزراء قررت ان أكون في المقدمة وما يهمني لو أموت أهم شي ينتهي هذا النظام الذي سرق لقمة العيش حقنا اللي كان تجي من الدراجة».
وأضاف «ضربونا بالرصاص والغاز أخي أصيب، وأنا اعتقلت عذبوني تعذيب لا يمكن ان يطاق أكثر شي الكهرباء والجوع والبرد، أما الضرب بأقدامهم فهو برنامج يومي، كنت في زنزانة انفرادية أخرجونا أكثر من مرة نلتقي كلنا 7 أطفال من 12 الى 14 سنة ممنوع أن نتكلم او نتعارف فقدت السمع في أذني اليمني واليسرى نصف كنت أترجاهم يسمحوا لي اسمع صوت أمي أنا خايف على أمي كيف بتكون عليا».