17 بنداً عن أزمات العرب الساخنة... أمام قمة عمّان
يعقد القادة العرب قمتهم السنوية، اليوم الأربعاء، في الشونة على البحر الميت غرب العاصمة الأردنية، التي تتصدرها النزاعات في سورية والعراق واليمن وليبيا والصراع الفلسطيني -الاسرائيلي وسبل مكافحة الارهاب.
وسيشارك الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في القمة من أجل اطلاع المسؤولين على آخر مستجدات العملية السياسية في سورية.
وتحضيراً للقمة، عقد وزراء خارجية الدول العربية، أمس، اجتماعاً في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت (50 كيلومتراً غرب عمان)، بمشاركة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد.
وفي ختام الاجتماع التحضيري، رفع الوزراء 17 مشروع قرار الى مؤتمر القادة المقرر عقده غداً الأربعاء لاعتمادها بصورتها النهائية.
وأعلن وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي، في ايجاز صحافي، مساء أمس، ان «الاجتماع التحضيري كان بناء حيث تم تبني جميع القرارات التي رفعها المندوبون الدائمون للدول العربية وستعرض على جدول اعمال مؤتمر القادة العرب لاتخاذ القرار المناسب بشأنها».
واضاف ان سلسلة الاجتماعات التحضيرية للقمة عكست روح المسؤولية للعمل بشكل شامل ومنسق لمواجهة التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية، مشيرا الى ان جميع المؤشرات ايجابية للعمل على اطلاق حقبة جديدة من العمل العربي المشترك وسط حضور كبير غير مسبوق خلال السنوات الماضية.
وفي كلمة له خلال افتتاح الاجتماع الوزاري، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنه «لا يخفى على أحد منا حالة القلق التي تعتري المواطن العربي»، داعياً الدول العربية إلى «العمل بكل سبيل ممكن من أجل تفعيل الحضور العربي في الازمات الكبرى سواء في سورية، أو في البؤر الاخرى للصراعات في اليمن وليبيا، فهذه الازمات جميعاً تشكل تهديدات خطيرة للامن القومي العربي».
واضاف «لا يصح في رأيي ان يبقى النظام العربي بعيداً عن أكبر ازمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، وأعني بذلك المأساة السورية، لايصح أن ترحل هذه الازمة الخطيرة الى الاطراف الدولية والاقليمية يديرونها كيفما شاؤوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم».
وأكد أن «على النظام العربي أن يجد السبيل للتدخل الناجع من أجل ايقاف نزيف الدم في سورية، وإنهاء الحرب والتوصل الى تسوية للازمة على اساس بيان (جنيف 1) وقرار 2254 الصادر عن مجلس الامن، وبما يحفظ لسورية وحدتها وتكاملها الاقليمي ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة».
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال أبو الغيط ان «الاجماع الدولي على حل الدولتين واضح وراسخ».
من جانبه، قال وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي، في كلمة بعد تسلم بلاده رئاسة مجلس وزراء الخارجية العرب، «نمتلك اليوم، ونحن نجتمع فرصة لاستعادة المبادرة والتوافق على سياسات، يمكن أن تضعنا على الطريق نحو احتواء الأزمات وتجاوز التحديات».
وأضاف «صحيح أن بيننا اختلافات في الرؤى والسياسات. لكن تجمعنا أيضاً توافقات (...) فنحن نتفق على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى أن رفع الظلم والاحتلال عن الأشقاء الفلسطينيين على أساس حل الدولتين شرط لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين».
وتابع «ونتفق أن الكارثة السورية جرح يجب أن يتوقف نزيفه عبر حل سلمي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحمي وحدة سورية وتماسكها واستقلالها وسيادتها، ونريد حلا في اليمن وفق قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، ونسعى لاستعادة السلام في ليبيا وفق حل سياسي يستند إلى اتفاق الصخيرات، ويحقق المصالحة الوطنية».
وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري التزام بلاده التام بتحمل مسؤولياتها التاريخية في قيادة مسار السلام والتسوية الشاملة في المنطقة، ودعم القضية الفلسطينية.
وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية القصوى للعمل المشترك في الإطار العربي لمواجهة المخاطر التي تواجهها الأمة العربية، محذراً من أن دول سورية وليبيا واليمن والعراق تواجه مخاطر حقيقية، تهدد بتفكيك مؤسسة الدولة الوطنية وتقويضها لصالح فراغ لا تملؤه سوى قوى التطرف والإرهاب.
وستركز القمة، التي يُفترض أن يشارك فيها 17 من قادة الدول، على أزمة «اللجوء السوري»، إذ يتوزع نحو خمسة ملايين سوري في دول الجوار، ويستضيف الاردن أكثر من مليون منهم، حسب السلطات.
كما سيتم بحث تطورات الاوضاع في العراق واليمن وليبيا و«صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الارهاب».
وستبحث القمة أيضاً، حسب مسودة البيان الختامي الذي سيصدر تحت عنوان «إعلان عمّان»، «التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية» و«احتلال ايران الجزر العربية الثلاث التابعة لدولة الامارات» و«اتخاذ موقف عربي إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية».
ووفق المسودة، ستبحث القمة في الاجمال 17 بنداً تتناول مجمل القضايا العربية، على رأسها «التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية»، بالاضافة الى تطورات الاوضاع في القدس وملف الاستيطان.
ومن المواضيع المطروحة أيضاً «دعم السلام والتنمية في السودان» و«دعم الصومال».
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها