روسيا تشن أكبر حرب معلومات على الغرب
عدن بوست -وكالات: الأحد 05 مارس 2017 09:54 مساءً
قال موقع «ذا ديلي بيست» الأمريكي إنَّ روسيا تستعد لشن حرب معلومات ضخمة على الغرب هي الأكبر من نوعها في تاريخ الصراعات بين المعسكرين الشرقي والغربي.
وقال الموقع إنّنا لم نشهد شيئًا يذكر بعد فيما يتعلق بآلة الدعاية الروسية. خلال الشهور القليلة الماضية أيقن الأمريكيون أنّ الأوروبيين باتوا على دراية شديدة بالطبيعة العدائية والخبيثة لآلة الدعاية الروسية. وما تزال أصداء محاولات روسيا المزعومة بالتلاعب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية موضع جدل كبير في واشنطن، وقد يصل الأمر إلى حد قيام الكونجرس بالتحقيق في الأمر، واشتعال صراع بين الكابيتول هيل والبيت الأبيض.
إلا أن قدرات الآلة الإعلامية الروسية ما تزال غير مفهومة بالنسبة للأمريكيين، يقول التقرير. إنّ لدى موسكو منابر إعلامية شهيرة، مثل مجموعة قنوات روسيا اليوم (التي يبلغ التمويل الحكومي لها حوالي 250 مليون دولار سنويًا) ووكالة سبوتنك الإعلامية (التي يغدق الكرملين الأموال عليها). لكن القليلين جدًا من خبراء الأمن القومي والسياسة الخارجية هم من يقدرون حجم الضرر العظيم الذي تسببه آلة الدعاية الروسية.
يؤكد التقرير أنّ روسيا تنفق المليارات من الدولارات على العشرات من المنابر الإعلامية المحلية والدولية، مما يقزّم للغاية مجهود الدعاية المضللة الذي شنه الاتحاد السوفييتي ضد الغرب خلال الحرب الباردة. والهدف محدد وواضح: حجب الحقائق عبر سيل من المعلومات الخاطئة، مما يخلق حالة من الشك لدى الحكومات الغربية، ويقوض الثقة في المؤسسات الديمقراطية، ويحسن من صورة روسيا أمام العالم، أو على الأقل يمنحها حرية أكبر في التحرك على المسرح الدولي.
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الشهر الماضي رسميًا أمام مجلس الدوما عن تدشين وحدة عسكرية مخصصة لتنفيذ «عمليات معلوماتية» ضد الدول المعادية. والهدف منها – وفقًا لما قاله فلاديمير شامانوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما – هو «حماية المصالح الدفاعية والانخراط في حروب المعلومات».
يقول التقرير إنّ المعلومات شحيحة حول الوحدة الجديدة. خلال كلمته، لم يحدد شويجو صلاحيات الوحدة الجديدة أو حجمها (تشير التقديرات إلى أنّ عدد العاملين في مجال حرب المعلومات في روسيا حوالي 1000 شخص، بميزانية سنوية تقدر بـ300 مليون دولار)، إلا أن التقرير يرى أنّ هذا الإعلان يمثّل أهمية كبرى لسببين.
أولاً، هذا يوضح عسكرة الآلة الإعلامية الروسية بشكل ثابت. فما كان يُنظر إليه على أنّه استراتيجية سياسية مخصصة لتشكيل تصورات الغرب حول السوفييت (والروس لاحقًا) وتنفيذ عمليات خارجية، قد تطور وأخذ طابعًا عسكريًا.
في عام 2013، أنشأت وزارة الدفاع الروسية شركة علمية مهمتها تدريب الجنود على عمليات المعلومات. ومنذ ذلك الحين، شنت روسيا عمليات انتقامية في فضاء المعلومات، مع محاولات مستعرة للعبث في تصورات وآراء الشعوب الغربية. وقد بات ذلك عنصرًا رئيسيًا في الاستراتيجية العسكرية الروسية.
يشير التقرير إلى أن روسيا استخدمت سلاح المعلومات المضللة في الأزمة الأوكرانية، حيث تدعم موسكو الانفصاليين في محاولتهم لزعزعة استقرار البلاد. فقد عملت روسيا طوال الأزمة على حجب المدى الكامل لدورها في الأزمة، وتعقيد رد الفعل الغربي. وهو نفس ما فعله الجيش الروسي في سوريا، عندما استغل وسائل التواصل الاجتماعي لبث الأكاذيب. وقد نجح الكرملين في الترويج لوجهة نظره حول دور روسيا في سوريا.
السبب الثاني – يقول التقرير – هو أنّ ذلك ينذر بتكثيف روسيا حرب المعلومات ضد الغرب. فخلال السنوات الأخيرة، عملت الآلة الإعلامية الروسية على تلميع أحزاب هامشية في أوروبا، والنيل من مصداقية السياسيين الموالين للغرب، والترويج لوجهة نظر موسكو في الأحداث العالمية. كما سعت موسكو إلى دق أسافين بين دول حلف الناتو عبر الترويج لأخبار كاذبة، حيث تعتبر روسيا الحلف تهديدًا حقيقيًا لطموحها الجيوسياسي.
ويعتقد الموقع أنّ حرب المعلومات التي تشنها روسيا ستدخل منعطفًا جديدًا الآن. «لا بدّ أن يتسم العمل الإعلامي بالذكاء والتنافسية والفعالية» هكذا شدّد وزير الدفاع الروسي أثناء كلمته. وعلى ما يبدو، يؤمن المسؤولون الروس أنّ الوحدة الجديدة هي خطوة في ذلك الاتجاه. ويتعين على الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو اعتبار أنفسهم تحت المراقبة الروسية.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها