انتشار الأمراض المعدية في سوريا
أكد نشطاء تحدثوا للشرفة أن غياب المنظمات الإغاثية عن مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في سوريا، نتج عنه أوضاع طبية صعبة جدا أدت إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة ومنها مرض "الليشمانيات" وانفلونزا الخنازير.
وكانت عدة تقارير إعلامية قد أكدت أن عددا كبيرا من مقاتلي داعش في مدينة الرقة ومحيطها أصيبوا بمرض جلدي يعرف بـ "الليشمانيات"، وهو مرض معد ينتقل عبر لسعة ذُبابة الرمل التي تحمل العدوى.
وذكرت التقارير أن المرض يتفشى أيضا بين الأهالي.
وحالة المرض تتفاقم بسبب سوء التغذية، ونزوح السكان وأماكن السكن الفقيرة، وضعف الجهاز المناعي ونقص الموارد، وفقا لمنظمة الصحة العالمية .
وقال نور الدين الجمّال، المتطوع في إحدى مستشفيات دير الزور الميدانية والطالب بكلية الطب في جامعة دمشق في السنة الخامسة، "إن الأوضاع الطبية بشكل عام في معظم المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش سيئة جدا، فلا يوجد مستوصفات ثابتة لمتابعة الحالات اليومية لدى المواطنين ولا يوجد إلا عدد قليل جدا من الأطباء المتخصصين، ومن يقوم بالعمل الطبي مجموعة من المتطوعين أو المسعفين وقلة من الأطباء، وذلك عبر بعض المستشفيات الميدانية والمتنقلة".
وما زاد الوضع الطبي تعقيدا، حسب ما أكده الجمال للشرفة، غياب المنظمات الإغاثية والطبية العالمية.
وكانت منسقة الأمم المتحدة فاليري آموس قد أعلنت الشهر الماضي أن الأمم المتحدة لم تتمكن من إيصال المساعدات إلى معظم الأماكن في سوريا التي كانت قد طلبت الوصول إليها.
ارتفاع في عدد الإصابات
وأوضح الجمّال أن "مرض الليشمانيات انتشر بشكل كبير مؤخرا، والإصابات به في الرقة تضاعفت حيث استطعت أنا والمجموعة المتنقلة التي أعمل ضمنها إحصاء أكثر من 1000 حالة بين المواطنين من كل الفئات العمرية خصوصا الأطفال، بالإضافة إلى عدد مماثل أو أكثر لعناصر من داعش من جنسيات أجنبية وعربية وسورية".
وقال إن غالبية الحالات من النوع السطحي أو الجلدي الذي يسهل علاجه لو توفر العلاج المناسب والأدوية الخاصة والرعاية.
وأضاف: "إن الغياب الكلي لأي أدوية خاصة لمعالجة هذا المرض دفع الأهالي إلى الاستعانة بطريقة تقليدية لمقاومته وتتمثل بكي التقرحات، ورغم أن هذه الطريقة فعالة في الحالات البسيطة والجديدة إلا إنها تترك ندوبا وآثارا واضحة على الجسم خصوصا وأن اللدغات تصيب الأطراف والوجه".
وأوضح أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة القاهرة والباحث في المركز القومي للبحوث الدكتور فيصل البرعي، أن أنواع الليشمانيات هي: جلدية والتي يسهل علاجها، والحشوي الذي يفتك بالأعضاء الداخلية للإنسان، وقد يصعب الشفاء منه بسبب حالات تضخم الطحال وفقر الدم.
ووفق منظمة الصحة فإن النوع الحشوي قد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم علاجه.
ويتركز المرض في منطقة الشرق الأوسط في مناطق البادية في العراق وسوريا والأردن والسعودية وإيران وشمال إفريقيا، وفق البرعي.
يذكر أنه يسجل ما بين 200 ألف إلى 400 ألف حالة من النوع الحشوي سنويا في العالم، وما يقارب 0.7 إلى 1.3 مليون حالة جديدة من النوع الجلدي، بحسب منظمة الصحة.
وعن أسباب انتشار المرض في سوريا، قال البرعي إنه ينتشر بسبب الاكتظاظ بمكان واحد بالتزامن مع غياب العناية الصحية والمتابعة الضرورية، لافتا إلى أن النوع الجلدي يصيب الأطفال دون الـ10 أكثر من غيرهم.
انتشار أمراض أخرى
وقال المتطوع الجمّال إن "الليشمانيات" ليس المرض الوحيد الذي انتشر مؤخرا، بل انتشر أيضا داء انفلونزا الخنازير، حيث تم إحصاء حالات وفاة عدة في الرقة وحلب وإدلب ودير الزور والقامشلي، موضحا أن سبب الانتشار يعود أيضا إلى انعدام وجود الأمصال الخاصة بالمرض، بالإضافة إلى غياب متابعة المنظمات الإغاثية.
من جهته، أكد الناشط الإعلامي محي الدين العقيدي والموجود في دير الزور، للشرفة أن تنقلاته في الأشهر الأخيرة بين محافظات دير الزور وحلب، ومرافقته في بعض المرات لمجموعات طبية، كشفت له عن انتشار كبير للعديد من الأمراض الوبائية ومنها "الليشمانيات" وانفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور.
وأضاف أنه في ظل غياب الخدمات الصحية في المنطقة، فإن الوقاية المتاحة حاليا هي عمليات طرد الذباب على أنواعه عبر الطرق التقليدية المتمثلة بحرق مادة المازوت ونشر الدخان في المناطق السكنية المكتظة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها