بالصورة ..أطفال سورية يضطرون للعمل في ظل تواصل الصراع في الأردن
يحلم معاذ أبو صطيف وهو لاجئ سوري في الأردن بالعودة إلى المدرسة، ولكن كونه المعيل الأساسي لأسرته في مدينة عمّان، يبدو أن تحقيق هذا الحلم مستحيل في الوقت الحالي.
ومعاذ الذي هرب إلى الأردن مع أسرته عام (2012م)، بعد تصاعد أعمال العنف في حماة في سوريا، بدأ العمل فور وصوله إلى الأردن لتلبية احتياجات اسرته المكونة من أمه وأبيه الذي يعاني من الصرع ومرض السكري وأخيه ذي العشرة أعوام وشقيقتيه.
وقال في سياق حديثه: عند قدومنا للأردن لم يكن لدينا أي معيل، فاضطررت للعمل في المخابز ومحلات الملابس، وبعض الدكاكين لمساعدة اسرتي التي تعتمد على المساعدات لدفع إيجار المنزل.
وأضاف: أنا أحصل على أربعة أو خمسة دنانير (6 أو 7 دولارات)، في اليوم هذا قليل، ولكن أنا مراهق وعندما أكبر سيزداد الراتب، وأتمنى أن أعود للمدرسة، ولكن الأوضاع الحالية لا تسمح، فأخي فقط يذهب للمدرسة وفي العطل الصيفية يعمل معي أحياناً لنحصل على مبلغ أكبر، لكي يكفي حاجتنا.. مشيراً إلى أنه لا يحب العمل في المخابز والمحلات لأنه لا يوجد مستقبل للنجاح في هذا النوع من الأعمال.
وأوضح قائلاً: العمل متعب وأحياناً أعمل من الصباح الباكر حتى الليل يوماً ما سأعود لسوريا وأكمل دراستي ولكني مضطر للعمل الآن.
وفي هذا السياق قالت والدة معاذ منيرة أبو صطيف إنها اضطرت لجعل ابنها معاذ يعمل لمساعدة العائلة، خاصةً وأن ابنيها الأكبر سناً لا يستطيعون مغادرة مخيم الزعتري.
وذكرت في حديثها لدي ابنان متزوجان وهما كبار في السن، والمشكلة أنهما يعيشان في مخيم الزعتري ولا يستطيعان المغادرة لأنهما يحتاجان لكفيل لو أنهما معنا لكان الوضع أفضل قليلاً لذلك يضطر ابني معاذ للعمل.. مضيفة أن العائلة تعتمد على مساعدات من الجيران وأهالي الحي لدفع إيجار المنزل الذي يبلغ (120)ديناراً (169 دولاراً) بالشهر، مشيرةً إلى أن زوجها لا يستطيع العمل بسبب حالته الصحية.. وتتمنى أن يكمل ابنها دراسته، ولكن ذلك صعب في ظل الأوضاع الحالية.
وتابعت حديثها قائلةً: إن جميع العائلات السورية إما تعتمد على المساعدات من أهالي الخير أو تضطر لجعل أبنائها يعملون في أي مجال للمساعدة في المصاريف، ذاكرةً أن ابنها ذي العشرة أعوام يفكر حالياً بالتوقف عن الذهاب للمدرسة والحصول على عمل لمساعدة أخيه في المصاريف والالتزامات المالية.
عمل الأطفال بين اللاجئين السوريين
ومعاذ يعتبر واحد من العديد من الأطفال السوريين الذين يعملون في الأردن لمساعدة عائلاتهم.
هذا وقد أشارت دراسة صدرت في (18 تشرين الأول/أكتوبر)، عن مركز تمكين للدعم القانوني وحقوق الإنسان إلى أن غالبية الأطفال العاملين الذين تتجاوز أعمارهم الـ (16سنة) يعملون بظروف عمل غير قانونية وبوظائف لا تناسبهم.
حيث أظهرت وجود العديد من الأطفال العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين (5 و 15 عاماً)، والذين يواجهون ظروف عمل سيئة.
وبينت الدراسة التي حملت عنوان: "عمل الأطفال بين اللاجئين السوريين في الأردن وخطر الاستغلال" أن عمل الأطفال يتركز بين الذكور، إلا أن هناك أيضاً نسبة من الأطفال الإناث اللواتي يتعرضن لعدد من الانتهاكات ضعف نظرائهن من الذكور.
ووفقاً للدراسة أيضاً يتركز عمل الأطفال السوريين في قطاعات عدة أهمها قطاع الخدمات (أي الخدمة في المطاعم والفنادق ومحلات البيع).
وأشارت إلى أن غالبيتهم لا يتقاضون أجراً عادلاً ويدفع لهم أقل من الحد الأدنى للأجور البالغ (190 ديناراً) (268 دولاراً) للأردنيين و (150 ديناراً) (212 دولاراً) للعمال المهاجرين، إضافة إلى عملهم لساعات طويلة من دون تعويض في المقابل.
وردت الدراسة أسباب عمل الأطفال إلى الفقر المدقع وغياب الأمان الاجتماعي ونقص الموارد المالية لدى العائلات ووجود عائلات لا تستطيع تأمين بيئة تعليمية لأبنائها.
وذكرت الدراسة ميل أصحاب العمل الأردنيين إلى تشغيل أطفال سوريين لتدني أجورهم.. كما بيّنت أن "عمل الأطفال يؤثر سلباً على رفاهية الطفل النفسية والجسدية عند العمل وتحصيلهم العلمي وآفاقهم المستقبلية".
ووفقاً للدراسة، يعمل (46 في المائة) من الأطفال الذكور أكثر من (44) ساعة في الأسبوع، أما الفتيات فبلغت نسبة عملهن حوالي 14 في المائة فيما يعمل 80 في المائة من الأطفال السوريين بين ستة وسبعة أيام في الأسبوع.
مزيداً من الدعم الدولي
وفي هذا الإطار قال خبير اقتصادي إن المشكلة تكمن في أن المنظمات الدولية لا تقوم بزيادة المساعدات المخصصة للاجئين السوريين في الأردن، مما يضطر بعضهم للعمل وإرسال أطفالهم للعمل أو التسول.. مضيفاً أنه في بعض الأحيان هنالك انقطاع في المساعدات يجب زيادة المساعدات المخصصة في هذا المجال من المجتمع الدولي لأن ذلك سيحد من المشكلة.. داعياً إلى العمل على زيادة الوعي بين الأسر حول خطورة موضوع عمالة الأطفال على الرغم من أن الحل الأساسي هو في زيادة المعونات.
تلميذ سوري في مخيم الزعتري للاجئين يجبر عدد متزايد من الأولاد اللاجئين السوريين على ترك المدرسة والعمل في وظائف لا تناسبهم أو في ظروف غير قانونية، حسبما كشفته دراسة صدرت مؤخراً.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها