الصحافيون يدفعون الثمن في اليمن
لم يجد الصحافي اليمني محمود طه من سبيل سوى أن يعلن إضرابه المفتوح عن الطعام. فقد مر على اختطافه للمرة الثانية أكثر من أسبوع من قبل مليشيا الحوثيين في مدينة عمران، شمال العاصمة اليمنية، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك.
يقول مصدر مقرب من طه، لـ"العربي الجديد"، إن الحوثيين الذين يبسطون سيطرتهم على المحافظة القبلية، استجوبوه أكثر من مرة، وهو معصوب العينين ومقيد اليدين، وأرغموه بالقوة على الإمضاء على "أوراق" عدة.
واختطف الحوثيون طه، وهو مراسل موقع "نيوز يمن" الإلكتروني، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وقبلها اُختطف في الثالث من إبريل/ نيسان الماضي.
يدفع الصحافيون الثمن باهظاً في البلد الذي يشهد حرباً على نطاق جغرافي واسع منذ إعلان الحوثيين الانقلاب على سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي. وظل الحوثيون، الجهة المتصدرة لقوائم المنتهكين بحق الصحافيين. وأحصت نقابة الصحافيين اليمنيين في آخر تقاريرها 200 حالة انتهاك خلال النصف الأول من العام الجاري، كان نصيب الأسد لمصلحة الحوثيين بنسبة 80 في المئة.
في مدينة إب (وسط البلاد)، لا يزال الحوثيون يختطفون عدداً من الصحافيين في مقر الأمن السياسي (المخابرات)، كانوا ضمن فريق يعد لمسيرة من أجل كسر الحصار المفروض على مدينة تعز المجاورة، رغم إطلاقهم سراح صحافيين اثنين هما: نائب رئيس تحرير صحيفة الشارع علوي السقاف، وصامد السامعي.
واختطف الحوثيون الصحافيين، وهم ضمن عشرات الناشطين الحقوقيين والسياسيين ممن دعوا إلى "#مسيرة_الماء"، في مسعى لكسر حصار الحوثيين من المواد التموينية وعربات مياه الشرب المفروض على مدينة تعز.
وفي العاصمة صنعاء لا يزال مصير اثني عشر صحافياً مجهولاً بحسب آخر إحصاءات نقابة الصحافيين اليمنيين، مع استمرار اختطافهم من قبل الحوثيين وتعرض عدد منهم للتعذيب، وقالت منظمة مراسلون بلا حدود أواخر أغسطس/ آب الماضي، إن المتمردين الحوثيين يحتجزون الصحافيين رهائن، متهمة إياهم بالوقوف وراء التهديدات وأعمال العنف بحق الصحافيين.
إلى محافظة حضرموت، شرقي اليمن، يواصل عناصر تنظيم القاعدة، اختطاف ثلاثة صحافيين، الاثنين الماضي، عقب تغطيتهم لتظاهرة مناهضة للتنظيم المتطرف في المحافظة.
والمختطفون هم مراسل تلفزيون "اليمن اليوم" محمد المقري، ورئيس تحرير موقع "حضرموت أونلاين" أمير باعويضان، والمصور التلفزيوني أكرم اليماني واقتادوهم عناصر القاعدة إلى جهة مجهولة.
ويسيطر "أنصار الشريعة" التسمية المحلية لتنظيم القاعدة على حضرموت منذ إبريل /نيسان الماضي، وبالرغم من تعهدات أطلقها بالانسحاب وتسليمها للمجلس الأهلي الحضرمي، إلا أنه لم ينفذ أياً منها، بل وسع دائرة سيطرته على المؤسسات الحكومية والنشاط الديني والاجتماعي في المحافظة.
وزعم التنظيم، في بيان له، أن "اعتقاله" الصحافيين، يأتي بعد حصوله على "معلومات" بارتباطهم بالأمن القومي (المخابرات)، وقال إنه أجرى "تحقيقاً" معهم، متهماً منظمي المسيرة بـ"تنفيذ أجندات خارجية".
يُذكر أنّ اليمن احتل المرتبة 168 من أصل 180 حول العالم في مؤشر حرية الصحافة لعام 2015 الذي أصدرته المنظمة.
العربي الجديد
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها