كيف يخطط الأوروبيون لإخلاء القارة من المسلمين؟
أطلق روبرت شاردون، رئيس بلدة صغيرة في جنوب فرنسا، تغريدة طالب فيها بحظر الدين الإسلامي في فرنسا، ليس هذا فحسب، بل دعا إلى إزالة العلمانية بالقانون، والتي يعود تاريخها إلى 1905 وتعزيز ممارسة الإيمان "المسيحي".
كما أضاف أيضًا أن فرنسا بحاجة إلى خطة مارشال لإرسال المسلمين إلى البلدان التي يمارس فيها الدين، وبلهجة الواثق قال: "متأكد من أن الدين سيحظر في أكتوبر 2027"، وفقًا لموقع صدى البلد.
روبرت شاردون الذي يشغل موقعًا قياديًّا في حزب الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي ونائب رئيس منظمة البلديات حول إيكس أون بروفانس، أوضح في وقت لاحق لصحيفة لموند أن خطته تلك هي "الحل الوحيد لمعظم مشاكل فرنسا".
تصريحات شاردون فتحت الباب لمراجعة الملف الأسود لعنصرية أوروبا خاصة ضد المسلمين، وهي قصة بدأت منذ 400 سنة نشهد اليوم آخر فصولها، فالأوروبيون نادرًا ما يرحبون بالغرباء، وكان رد فعل القادة الأوروبيين تجاههم دائمًا السعى للحفاظ على المجتمعات من خلال تشريع المعايير الغربية وتشديد أو إنهاء الهجرة من الدول الإسلامية، وطرد أئمة المساجد الراديكالية والناشطين المسلمين والتلويح بشبح الترحيل الجماعي.
ونذكر في فرنسا، المتشدد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي وصف مثيري الشغب وقت أن كان وزيرًا للداخلية بأنهم "رعاع"، وطالب المهاجرين غير الأوروبيين بالتوقيع على عقد يحدد التزاماتهم التي تسمح للحكومة الفرنسية بطرد المهاجرين ولو بعد 10 أعوام من الإقامة وحظر التجمعات الإسلامية الانعزالية، وضرورة تقديم ما يثبت احترام المعايير الفرنسية مثل المساواة بين الرجل والمرأة، فإذا أبقى المهاجر زوجته رهينة في المنزل دون تعلم اللغة الفرنسية سيطلب من جميع أفراد الأسرة مغادرة البلاد.
ووضعت الدنمارك قوانين للهجرة أكثر صرامة في أعقاب أعمال الشغب ضد الرسوم المسيئة، وارتفعت الدعوات بالحظر التام على هجرة المسلمين، بل تجريد المسلمين المقيمين من الجنسية وترحيلهم للحفاظ على القيم الدنماركية النابعة من الداخل.
وقال مسئول الشئون الثقافية في الحكومة براين ميكلسن: شهدنا في الدنمارك ظهور مجتمع مواز تمارس فيه أقليات قيم القرون الوسطى ويعلون الآراء غير الديمقراطية.
ولا يختلف الوضع كثيرًا في ألمانيا التي كانت رائدة في برنامج "العامل الضيف" في أوروبا، حيث حدث تحول درامي إلى الحد الذي أعلنت فيه أنه كان خطأ بالنسبة لنا جلب العمالة الوافدة من الثقافات الأجنبية إلى البلاد في بداية 1960.
وقالت المستشارة أنجيلا ميركل: "لقد تراجعت فكرة التعددية الثقافية بعيدًا"، وذكرت قبل انتخابها "أي شخص يأتي هنا يجب عليه احترام دستورنا وتحمل جذورنا الغربية والمسيحية".
وخفضت هولندا معدلات الهجرة إلى النصف منذ عام 2001، وتم ترحيل 26 ألفًا من طالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم، وسيتم حظر ارتداء النقاب في كل الأماكن العامة وليس فقط في المدارس والمباني العامة.
وقال عضو البرلمان الهولندي جيرت فيلدرز، الذي اضطر للعيش في منازل آمنة بسبب تهديدات بالقتل: "أعتقد أننا كنا متسامحين جدًّا لفترة طويلة جدًّا، ولم نحصل إلا على التعصب".
ورصد استطلاع "بيو" للمواقف العالمية أن 51٪ من الهولنديين ينظرون بالسلب للمسلمين.
أما بلجيكا فليست أكثر تسامحًا حيث لا يزال الإسلام هو العدو رقم واحد، وقد اكتسب فيليب دوينتر - زعيم الحزب السياسي الأكثر شعبية في بلجيكا - شعبيته عندما قال: من الوهم الاعتقاد بأن الإسلام المعتدل موجود في أوروبا، بل شبه المسلمين على أرض أوروبا، بحصان طروادة الذي ينذر بكارثة.
ويعتبر 25% من السويسريين المسلمين تهديدًا لبلدهم، ويعتقد نصف سكان إيطاليا أن هناك صراعًا حضاريًّا جاريًا بين الإسلام والغرب، وأن الإسلام هو الدين الأكثر تعصبًا.
ولم يخجل رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أن يعلن تأييده رفض الحكومة الدنماركية الاعتذار عن الرسوم المسيئة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها