ملاحقة الصحفيين واقتحام منظمات المجتمع المدني وسائل الحوثي في تهامة
تستمر اعتداءات جماعة الحوثي المسلحة على الصحافيين اليمنيين حيث يعتدون على كل من يخالف آراءهم أو ينتقدهم، سواء كان صحافيا أو سياسيا أو مواطنا عاديا، ذلك في الوقت الذي تشهد فيه محافظة الحديدة، غرب اليمن، حملة من الاعتقالات والاعتداءات المتكررة على الصحافيين والناشطين الحقوقيين المنظمين للوقفات الاحتجاجية الرافضة لتواجدهم في المحافظة.
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط كان آخر حادثة اعتداء بالضرب وقع ضحيتها المصور الصحافي، علي أبو الحياء، إثر محاولة اختطافه ومصادرة كاميرته، بعدما تمكن من التقاط صور لهم عندما كانوا يحومون حول ساحة الحراك التهامي، على الشريط الساحلي للبحر الأحمر. ويروي أبو الحياء القصة بقوله: إنه خلال وقفة احتجاجية تدعو لعدم قمع الصحافيين وحوثنة الدولة، هاجمه حوثيون، ولولا تدخل زملائه الذين استطاعوا أن يفكوه من أيدي جماعة الحوثي المسلحة لكان الآن من ضمن المعتقلين في السجون الخاصة بالحوثيين.
ويقول أبو الحياء، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثي المسلحة حاولت اختطافي قبل أيام عندما كنت أصور تحركاتهم حول ساحة الحراك. وحينما كنت مغادرا الساحة بعد الانتهاء من الوقفة الاحتجاجية التي تدعو لعدم قمع الصحافيين وحوثنة الدولة، اعترض طريقي سيارة نقل وعلى متنها 5 مسلحين حوثيين وطلبوا مني أن أصعد على متن السيارة بالقوة غير أني رفضت طلبهم، وبعدها نزل مسلحان من السيارة وقام أحدهما بالاعتداء علي بالضرب والآخر كان يسحبني إلى السيارة ويحاول أن ينتزع الكاميرا مني بالقوة، وخلال ما كنت أقاوم وأحاول الهروب منهم تدخل بعض الزملاء من الشباب وأوقفوا الاعتداء بعدها تمكنت من الفرار، ولولا تدخل الشباب لكنت الآن من ضمن المختطفين لدى جماعة الحوثي المسلحة وكل ذلك على خلفية أنني مصور صحافي».
وطالب الصحافي علي أبو الحياء، محافظ محافظة الحديدة والسلطة المحلية والأجهزة الأمنية بفرض هيبة الدولة وفرض الأمن فيها ومنع قمع الصحافيين واعتقالهم من قبل الميليشيا الحوثية، وقال: «نطالب الجهات الأمنية في محافظة الحديدة حماية الصحافيين من ميليشيا الحوثيين التي تعمل على قمع الآراء وخصوصا الآراء التي تخالفهم وأحمل كذلك الجهات الأمنية تأمين حياتي جراء أي تصرف من قبل الحوثيين». وناشد أبو الحياء منظمات حقوق الإنسان المدنية المحلية والدولية ونقابة الصحافيين اليمنيين الوقوف إزاء ما تقوم به جماعة الحوثي المسلحة من قمع للصحافيين ووضع حد لها لأنها أصبحت قضية رأي عام.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «عددا من المسلحين الحوثيين قاموا أول من أمس بمحاصرة مجلس شباب الثورة السلمية بالحديدة للبحث عن الشباب والناشطين، وكذا المنظمين للوقفات الاحتجاجية الرافضة لتواجدهم في المحافظة غير أنهم لم يستطيعوا إلقاء القبض أو اعتقال أي شخص منهم». ومن جهة ثانية قال يحيى دعبوش، الطالب في كلية الإعلام بجامعة الحديدة، لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يقوم به الحوثيون يُعد تكميما لأفواه جميع الأصوات الصحافية في تهامة وكل من يخالفهم آراءهم وهو ما لا يقبله أي صحافي أو ناشط حقوقي ولن يستطيعوا أن يمنعوا أي صوت ينادي أو يتكلم بالحق وكل ما نراه هو قيام الحوثيين بالاعتداء على المواطنين والصحافيين»، مطالبا جميع المنظمات الحقوقية وعلى رأسها نقابة الصحافيين اليمنيين بالوقوف وقفة جادة حيال الانتهاكات التي يتعرض له الصحافيون في محافظة الحديدة «لأن الممارسات التي يقوم به الحوثيون هي خارجة عن القانون».
وكانت حركة «رفض» بالحديدة قد تبنت حملة «لا لحوثنة الدولة وقمع الصحافيين» وهي من ضمن الفعاليات الرافضة لتواجد الحوثيين التي تنظمها الحركة والمطالبة، أيضا، بإخراجهم وإخراج جميع الميليشيات المسلحة من المحافظة، وحملت الحركة، التي تأسست قبل أيام، في الوقت ذاته الحوثيين المسؤولية الكاملة عن حياة النشطاء الحقوقيين والصحافيين في محافظة الحديدة، وبالأخص الذين يقبعون في سجون الجماعة.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها