الأربعاء 10 أكتوبر 2012 09:27 مساءً
الحوثية..ويستمر الغباء القاتل
كمال حيدره
في الأيام الأولى للثورة، كنت أتحدث مع صديقي الحوثي وأقول له بعيدآ عن إستنساخ تجربة حزب الله بكاملها لأنه مامن ظروف موضوعية تقتضي ذلك الإستنساخ، لماذا لاتقتدون بنموذجه على صعيد العمل الوطني وتتعاونوا مع مختلف القوى بما يسهم في تحقيق الأمن والإستقرار لكل الوطن،وكنت لازلت وقتها معجبآ بمقاومة نصرالله وحزبه قبل أن يتحولوا الى شبيحة.
أجابني: حزب الله ماوصل الى هذه المكانة والفاعلية الا بعد أن قضى على الجواسيس وعملاء (الأميريكان).
ففهمت من يومها أن المستقبل لايبشر بخير ،لنا ولجماعة الحوثي على السواء.
ومن يومها أيضآ وضعت نفسي في خانة "العملاء" الذين يجب التخلص منهم من أجل إفساح المجال أمام "منهج الشعار"،، ولم يتبادر الى ذهني أنه ليس من الضروري أن يكون العملاء هم أولئك الذين يشبهوني في الإعجاب بديمقراطية أمريكا،وأنه سيشمل أيضآ (موقص) من ماوية!!.
يكمن خطر حركة مسلحة ليس لها أفق محدد في أن الجميع يقع تحت طائلة عنفها بدون إستثناء، مازال والشعار الذي ترفعه يقف على أرضية غير محددة المعالم، يعتمد على الجهل وتفشي الأمية بين حامليه بدرجة أساسية، مع حشوهم بأفكار دينية لا يمكن إخضاعها للعقل.
وبحسب ماقاله لي مقاتل حوثي ،يسمون أنفسهم "المجاهدين"، فإن قتالهم في حجة وغيرها هو بهدف الوصول الى الأمريكان،وأن من يقاتلونهم من اليمنيين ليسوا سوى عملاء يخبئون الأمريكان، وبالتالي يجب قتلهم أيضآ!.
ومع كل ظهور إعلامي لقيادات الجماعة يتكرر نفس الخطاب عن "العملاء" وبشكل يوحي لك أن اليمنيين جميعهم، مثقفين ومزارعين وعسكر وموقصين وطلاب، يقفون في الصف الخطأ، وأختاروا أن يكونوا جميعآ عملاء يعملون ضد "المنهج القرآني"!!.
هذا يذكر بجماعات "الهجرة والتكفير" التي كفرت المجتمع ،المصري تحديدآ، لأنه أبتعد ،أيضآ، عن "المنهج القرآني" لمجرد أن الله حكم عليه يعيش في القرن العشرين ويمتلك جهاز تلفزيون في بيته!، ولكنها في الحقيقة كانت أقل عنفآ باتجاه المجتمع على العكس من جماعة الحوثي.
وهكذا عندما يكون العقل مغيبآ عن أدبيات وأدوات فعل جماعة من الجماعات فإن المجتمع يصبح خصمها ،حتى طواحين الهواء!!.
لكن النقطة الأشد غباءآ في محاولة الحوثي تقليد نموذج حزب الله هي عدم إدراك أن البيئة الرخوة للمجتمع اللبناني، بالإضافة الى مقاومة المحتل الإسرائيلي، هي من جعلت من حزب الله قويآ ومتمكنآ بهذه الدرجة على العكس من واقع المجتمع اليمني الذي بإمكان قبيلة واحدة التصدي لمشروع الحوثي وإرجاعه الى البيت الذي خرج منه، وهو مايتحقق على الواقع في حجة حيث تكبد الحوثيين خسائر فادحة دون إحراز اي تقدم.
ولكن سيستمر الغباء، ولن نتوقع من جماعة تعتمد على التجهيل وتوهم أنصارها أن الأمريكان يقفون على بعد ميل من "كشر"، أن يتوقفوا عن قتل أنفسهم أولآ وقتلنا بهذه الطريقة العبثية.