الانتصار للاسلام وثقافة العنف
تابعت كغيري مقاطع من الفيلم المسيئ الى الرسول الكريم المسمى "براءة المسلمين " وهو عمل لا يمت الى الابداع الفني بصلة بقدر ما هو ابتذال رخيص يهزأ من اسمى مقدسات المسلمين .
ان الفيلم كما تصف احدى الصحف الالمانية انتاج رخيص يصعب على غير المسلم تحمله فما هو الحال بالنسبة للمسلم حينما يرى رسول الاسلام يهان ومن هنا جاءت الهبة العارمة من امة الاسلام .
موجة الاحتجاجات تلك التي اجتاحت وتجتاح العالم العربي / الاسلامي قد تكون مبررة اذا جرت بشكل سلمي حضاري بعيدة عن العنف وقتل الانفس وحرق الاملاك واقتحام السفارات الاجنبية .
ان ما جرى من اقتحام القنصلية الامريكية في بنغازي وما نتج عنه من قتل السفيرالامريكي و3 اخرين وما تبع ذلك من اقتحام السفارات الامريكية في صنعاء وتونس وباكستان وافغانستان والسفارتين البريطانية والالمانية في الخرطوم يؤكد ان المسلمين اكبر الخاسرين من هذه التصرفات المبتذلة البعيدة عن حكمة العقل .
ان لغة القتل وتدمير الممتلكات والاعتداء على السفارات الغربية التي تتمتع بالحصانة وسرقة ممتلكاتها اعمال فجة متخلفة تؤكد للعالم الغربي الصورة النمطية "ان ديننا الحنيف يدعو الى سفك دماء الابرياء والعنف والنهب والارهاب " ويعزز المخاوف التي تتردد في تلك المجتمعات والمعروفة ب" الاسلاموفوبيا " .
ولعل الرسوم المسيئة للرسول الكريم التي نشرتها مجلة " شارلي ايبدو الفرنسية الاسبوعية الساخرة " التي اعقبت الاعتداء على السفارات الغربية في بعض البلاد العربية جاءت كرسالة واضحة لنا كمسلمين مفادها اذا عدتم عدنا .
ان تلك المجتمعات تعطي حرية الراي مدى بعيدا وفي حال تعامل المسلمون مع اي رسومات او اعمال فنية بردود افعال مدمرة وغير محسوبة فان مزيدا من الاساءات ستطال ديننا ورسولنا الكريم .
ما الذي الذي يمنع ان نعبر عن رفضنا لتلك الاهانات بالتظاهر السلمي النظيف وبالطرق الراقية التي تظهر اسلامنا بطريقة حضارية تجذب اليه المزيد من العقول الغربية ؟وبعيدا عن الشطط والاساليب البعيدة عن الاعتدال والوسطية التي يدعو اليها الاسلام الحنيف .
ان ما جرى في اليمن من اقتحام السفارة الامريكية – بتقديري - المستفيد الاول من ذلك كله تنظيم القاعدة المتطرف الذي يدعو الى العنف والقتل ولغة المدافع خاصة بعد ان ادرك التنظيم ان البساط قد سحب من تحت اقدام منظريه بعد ان استطاعت ثورات الربيع العربي ان تحقق الديمقراطية والتعددية التي ستقضي على ذلك التنظيم بشكل حتمي .
واذا كان الشيئ بالشيئ يذكر فكلنا يعلم ان العواصم الغربية مليئة بالمراكز الاسلامية والمساجد وتمارس اعمالها بكل حرية وتسامح ومن هنا فان هذه الاساءات لا تمثل كل الشعوب الغربية وكفانا ان الحكومات الغربية والولايات المتحدة ادانت الفيلم سيئ الصيت باقوى العبارات حيث عبر الرئيس الامريكي باراك اوباما في رسالة مترجمة للشعب الباكستاني عن ادانته للفيلم واحترام الشعب الامريكي لكل الاديان في حين ايدت المستشارة الالمانية انغلا ميركل منع عرض الفيلم داخل بلادها وامتنع وزير داخليتها عن استقبال القس الامريكي تيري جونز الذي تربطه علاقة مع الفيلم المشئوم من دخول المانيا .
اخر الكلام ديننا ينكر العنف ويرفض التطرف والارهاب ويحرم قتل الابرياء تحت اي مسمى ويدعو اتباعه الى دعوة الاخرين بالحكمة والموعظة الحسنة ومن هذا المنطلق فان البعد عن تلك الاعمال الفجة التي صاحبت الاحتجاجات امر يتوافق مع المضامين الشرعية التي نص عليها القران الكريم والسنة المطهرة .