مواجهات الجيش اليمني والحوثيين تنتقل للجوف
بعد أقل من أسبوعين على سيطرة متمردين حوثيين على مدينة عمران شمال اليمن، تحولت محافظة الجوف يومي الخميس والجمعة الماضيين إلى ساحة جديدة للمواجهة بين المتمردين والجيش، حيث شهدت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة راح ضحيتها عشرات القتلى. تحولت محافظة الجوف (شمال شرق صنعاء) إلى ساحة حرب جديدة بين متمردين حوثيين من جهة وقوات الجيش اليمني مدعومة من بعض أبناء القبائل من جهة أخرى. واندلعت الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة يومي الخميس والجمعة الماضيين، بعد سيطرة الحوثيين على مدينة عمران (شمال العاصمة صنعاء) الأسبوع الماضي، وأوقعت عشرات القتلى. وتعد الجوف أكبر محافظات الشمال اليمني من حيث المساحة، وأقلها كثافة سكانية، وهي أول محافظة أيدت ثورة التغيير عام 2011، ضد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وباتت منطقة نفوذ لحزب التجمع اليمني للإصلاح، ذي التوجه الإسلامي. وأثناء المعارك الأخيرة، تمكنت قوات الجيش ومسلحو القبائل من استعادة السيطرة على جزء من موقع "الصفراء" الواقع بين محافظتي الجوف ومأرب، وعدد من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون. تهدئة وفي اليومين الماضيين، نجحت لجنة وساطة برئاسة قائد الشرطة العسكرية عوض بن فريد، من عقد هدنة، بين الجانبين، لوقف إطلاق النار في منطقة "الصفراء". وفي حديث للجزيرة نت فسر محافظ الجوف محمد بن عبود الشريف ما وقع بالجوف، قائلا إن حملة عسكرية "كلفها رئيس الجمهورية برفع كل النقاط والمليشيات المسلحة، وفتح الطريق الرئيسي الواصل من البقع في صعدة بالحدود السعودية مرورا بمدينة الحزم عاصمة الجوف، حتى المفرق الواصل إلى صنعاء". وأضاف أن الجيش ومعه اللجان الشعبية قاموا برفع النقاط المسلحة من الطريق العام، وأن "مواجهات وقعت بينهم وبين الحوثيين في موقع الصفراء، بعد رفض الحوثيين الانسحاب ومقاومتهم قوات الجيش". وأشار إلى أن لجنة الوساطة ما زالت "تتواصل مع الحوثيين لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وأنها ستقوم على تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار، وتطبيق كل بنوده، وعلى رأسها فتح الطرقات وتأمينها ورفع النقاط والمليشيات المسلحة، وتسليم قوات الجيش هذه المواقع وتأمين الطريق العام". وقلل محافظ الجوف من إمكانية سيطرة الحوثيين على الجوف كما سيطروا على مدينة عمران مؤخرا، مؤكدا أن الجوف "تختلف عن عمران، لأن قوات الجيش والأمن واللجان الشعبية كلهم أبناء قبيلة واحدة (قبيلة دهم)، وأن أبناء الجوف بمختلف توجهاتهم الحزبية والفكرية يقفون في وجه أي غاز أو معتد على أراضيهم ومناطقهم". تحذير وحذر رئيس ملتقى أبناء الجوف ومأرب، الشيخ الحسن أبكر، من وجود ما أسماه "تآمرا" لتسليم الجوف للحوثيين على غرار ما حدث في محافظة عمران. وفي تصريحات صحفية، وجه أبكر رسالة للرئيس الانتقالي عبد ربه هادي، حذره فيها من أن أي تجاهل للجوف "سيجعل الشعب يثور عليه كما ثار على سلفه صالح". من جهته أكد رئيس فرع تكتل أحزاب المشترك بالجوف الشيخ عبد الحميد عامر أن الجوف "تشهد حالة استنفار شعبي وقبلي، استعدادا للتصدي لمخطط الحوثيين بالتوسع داخل المدينة". وقال عامر، في تصريح للجزيرة نت، إن قبائل الجوف "تطالب بفتح الطرقات الرئيسية ورفع النقاط المسلحة منها" مشيرا إلى أن مسلحي الحوثيين "يقومون بقطع الطرق ونهب المسافرين، واعتراض الموظفين الحكوميين، واعتقال المخالفين لهم وسجنهم في معتقلاتهم". يشار إلى أن محافظة الجوف كانت ساحة لمواجهات مسلحة بين القبائل والحوثيين عام 2011، وذلك على خلفية استيلاء الحوثيين على موقع "الصفراء" العسكري.
المصدر : الجزيرة نت
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها