ما حقيقة التنصت على هواتف الصحفيين باليمن؟
أثارت معلومات تداولتها مواقع إخبارية بشأن قيام أجهزة المخابرات اليمنية بعمليات تنصت على صحفيين -بينهم مراسلون لصحف عربية ووكالات أنباء غربية- حالة من الغضب والانزعاج الشديدين في الوسط الصحفي، إلا أن البعض شكك في مصداقية تلك المعلومات.
ويشكو العديد من الصحفيين في اليمن من عمليات تنصت على مكالماتهم الهاتفية، مستدلين على ذلك بحدوث ارتجاج وارتداد وتكرار في الصوت يسمعونه عند إجراء المكالمة، وهو ما يراه البعض مؤشرا على وجود عمليات تنصت.
وقال سكرتير لجنة الحريات في نقابة الصحفيين اليمنيين أشرف الريفي إن قضية التجسس على هواتف الصحفيين لا تزال من أخطر القضايا التي يعاني منها الصحفيون باليمن، وإن النقابة تلقت بلاغات عديدة من صحفيين -غالبيتهم من مراسلي وسائل الإعلام الخارجية- يشكون من عمليات تنصت على مكالماتهم.
وأضاف الريفي في حديث للجزيرة نت أن النقابة خاطبت بهذا الشأن الأجهزة الأمنية المعنية أكثر من مرة، وطالبتها بإيقاف تلك التصرفات "لكن دون جدوى".
وأوضح أن "هناك تجاهلا واضحا لمطالبنا، ويبدو أن مثل هذه العملية تغلفها السلطات بالسرية وعادة ما تنكر ضلوعها فيها، مع أن هناك رسائل غير مباشرة لتبرير تلك الانتهاكات بدواعي حماية الأمن القومي".
مليات تنصت
وكانت وسائل إعلامية يمنية تداولت في اليومين الماضيين خبراً عن قيام جهاز الأمن القومي (المخابرات) بعمليات تنصت على صحفيين، واستعرضت عدداً من الأسماء الصحفية ضمن أكثر من 21 صحفياً وناشطاً حقوقياً وقيادات عسكرية قالت إنه يجري التنصت على مكالماتهم الهاتفية.
وقالت تلك المصادر إن جلال عبد ربه منصور هادي نجل الرئيس اليمني يشرف بنفسه على فريق متخصص من جهاز الأمن القومي لمراقبة هواتفهم وتحركاتهم، لكونهم ينقلون أخباراً "تهدد المرحلة الانتقالية" التي يترأسها والده بمقتضى المبادرة الخليجية.
وقال مراسل وكالة شينخوا للأنباء الصينية فارس الحميري -وهو أحد الصحفيين الذين وردت أسماؤهم في قائمة التنصت- "إن إعلان قائمة بأسماء صحفيين ووضعهم تحت المراقبة أمر خطير ومزعج، وإمكانية إظهار حقيقة هذا الأمر أو نفيه بيد جهاز المخابرات اليمنية".
وأضاف الحميري في حديث للجزيرة نت أن "الأولى بأجهزة المخابرات أن تراقب تحركات التنظيمات والجماعات المسلحة التي تهدد استقرار البلد من خلال تحركاتها المستمرة كجماعة الحوثي والقاعدة، بدلاً من مراقبة الصحفي الذي لا يملك سوى الكلمة وهي أقل تأثيراً في مجتمع لا يقرأ معظمه".
وفي ذات السياق، اعتبر رئيس مؤسسة "حرية" الصحفي خالد الحمادي أن "الجزم بصحة كل ما جاء في الخبر من معلومات غير ممكن لكون الأسماء الواردة فيه لا تبدو كلها في خط المعاداة التي يمكن أن يتم التجسس بسببها، ولكونها لا تزعج نظام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي".
حقائق أم شائعات
وأوضح الحمادي في حديث للجزيرة نت "نحن لا نستبعد أن يكون هناك فعلا تجسس على بعض الشخصيات الصحفية والسياسيين في اليمن، غير أن الكشف عن حقيقة ذلك أمر صعب لكونه يتعلق بجهاز الأمن القومي المحاط نشاطه بكثير من السرية في اليمن".
وأضاف أن لديهم "بعض المؤشرات التي تستدعي القلق" بإمكانية وجود عمليات تجسس على الصحفيين، خصوصاً "بعدما رأينا مؤخراً انزعاجاً واضحاً من قبل مقربين من نظام الرئيس اليمني من كتابات بعض الصحفيين، والقيام أكثر من مرة بعمليات تحريض ضدهم في صحيفة الجيش التابعة لوزارة الدفاع اليمنية".
من جهة أخرى، ينفي فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني صحة تلك المعلومات، واصفاً إياها بأنها "عمل ممنهج يأتي في سياق الحملة الإعلامية المتعمدة للإساءة إلى شخص الرئيس اليمني من خلال الحديث عن أن نجله جلال هو من يقف وراء عمليات التنصت على هواتف الصحفيين".
وقال السقاف للجزيرة نت إن مثل هذه الأخبار "مجرد شائعات لا تمت إلى المصداقية بأي صلة"، وإن من يبثها هو القوى المقاومة والمعادية والمتضررة من عملية التغيير، وفي مقدمتها رموز النظام اليمني السابق.
وأشار إلى أن من "يفبركون مثل هذه الأخبار والشائعات يريدون القول بأن التوريث في اليمن ما زال قائماً، والحقيقة أن نجل الرئيس اليمني لا علاقة له بما يجري في اليمن لا من قريب ولا من بعيد، ومن يحكم اليمن هو الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها