رئيس تحرير صحيفة (عدن الغد) يوجه رسالة لجمال بن عمر
وجه رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" الزميل فتحي بن لزرق رسالة هامة إلى المبعوث الأممي في اليمن السيد "جمال بن عمر" والسيد "احمد عوض بن مبارك " الأمين العام لمؤتمر الحوار اليمني أطلعهما فيها على وقائع إغلاق ومنع صحيفة "عدن الغد" من الصدور من قبل السلطات المحلية بعدن مطالبا إياهما بالتدخل العاجل لرفع الظلم الحاصل على الصحيفة التي تصدر من مدينة عدن.
عدن بوست يننشر نص الرسالة كما وردت :
السيد / جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن
السيد / احمد عوض بن مبارك الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن
تحية طيبة وبعد..
اكتب إليكما رسالتي هذه بعد ساعات من انتصاف ليل الأربعاء 2 مارس 2014، الأجواء حارة وهادئة، ولازلت في مكتبي بمقر صحيفة "عدن الغد" بمدينة عدن وحتى لحظة كتابة رسالتي هذه لكما لم أغادر مقر الصحيفة وربما أغادره بعد كتابة رسالتي هذه .
أنهيت لتوي مشاهدة عدد من التسجيلات المرئية التي بثت للسيد "جمال بن عمر" وأخرى للسيد "احمد عوض بن مبارك طوال أشهر مضت وتحدثت جميعها عن الأوضاع في اليمن وتحديدا في الجنوب وعن دعواتكما للجنوبيين بضرورة الانخراط في العملية السياسية الحاصلة في اليمن واستمعت جيدا إلى وعود ان مرحلة الاضطهاد التي عاشها الجنوبيون خلال السنوات الماضية من حكم "صالح" ذهبت إلى غير رجعة وان هنالك نية حكومية يمنية جادة في السماع لشكوى الجنوبيين ومعالجة مظالمهم .
سعادة السفير / جمال بن عمر / السيد احمد عوض بن مبارك
اكتب إليكما رسالتي هذه بعد أسبوع كامل على إيقاف السلطات اليمنية بمدينة عدن لصحيفة "عدن الغد" دونما اللجوء إلى إي مبرر مشروع أو قانوني أو حتى عقلاني في خطوة تجاوزت كل القيم والأخلاق والقوانين ضد صحيفة "عدن الغد" ومنعها عن الصدور .
تعمل صحيفة "عدن الغد" الورقية منذ العام يناير 2012 وتولي شكاوى الناس في الجنوب أهمية كبيرة في تغطياتها الإخبارية لكنها تعمل وفق ماهو معمول به من قوانين تطبق على كافة أنحاء اليمن وتتمتع بشعبية كبيرة بحسب قياسات رأي وإحصاءات سابقة.
تعرضت الصحيفة لقرار منع حكومي من قبل السلطات في عدن على خلفية تغطيات إخبارية في أواخر شهر فبراير من هذا العام واستمر لأكثر من أسبوع قبل ان يتم رفعه لاحقا ، لكن قرار الحظر هذا أعيد تطبيقه مرة أخرى يوم الخميس 27 مارس 2014 .
صدر قرار منع طباعة صحيفة "عدن الغد" بمطابع مؤسسة 14 أكتوبر الحكومية رغم ان الصحيفة وقعت اتفاقية طباعة مدتها 3 أشهر وتم توقيعها في أوائل شهر مارس ولاتزال سارية ومشروعة والمؤلم ان قرار المنع لم يصدر عن إي جهة قضائية أيا كانت درجتها أو حتى عن وزارة الإعلام التي اكد وزيرها عدم صلته بمثل هكذا قرار وابدى أكثر من مرة مواقف جيدة ومؤيدة لحرية التعبير .
سعادة السفير / جمال بن عمر / السيد احمد عوض بن مبارك
إنني اكتب إليكما رسالتي هذه واضمنها رسالة يتوجه بها إليكم أكثر من 3 ملايين شخص هم تعداد سكان جنوب اليمن ومفاد السؤال (لماذا يتم التعامل بمعايير مختلفة بين الشمال والجنوب ) والى متى سيظل التعامل مع الجنوبيين على هذا المنوال لماذا يتم السماح لعشرات وسائل الإعلام في صنعاء بالعمل وفق مساحات حرية ضخمة بينما تصادر الحريات بعدن .
سعادة السفير.. جمال بن عمر / الأستاذ بن مبارك
في صنعاء وكافة مدن الشمال لم نسمع قط ومنذ اندلاع ثورة التغيير في اليمن بان السلطات أغلقت صحيفة واحدة أو منعت صدورها أو صادرت رأيا أو منعت تظاهرة أو خلافه ، بينما يحدث في الجنوب كل شيء وتستباح كل الأشياء ، تقمع التظاهرات وتغلق الصحف ويزج بالناس في المعتقلات لأسابيع وأشهر طويلة دون أدنى اعتبار لحقوق إنسان أو حرية أو خلافه .
لقد تعودنا في الجنوب وتحديدا في مدينة عدن على الالتزام بالنظم والقوانين واحترام هذه النظم والقوانين لكننا وأمام واقعة منع صحيفة "عدن الغد" عن الصدور نتساءل عن القانون الذي تم اللجوء اليه وللأسف الشديد انه لم يتم اللجوء لأي قانون مشروع وإنما تم اللجوء إلى قانون القوة والغاب والقهر والتسلط .
سعاد السفير جمال بن عمر / السيد احمد عوض بن مبارك
لقد دعوتم الجنوبيين أكثر من مرة إلى المشاركة بايجابية في المرحلة السياسية القادمة ووعدتم بان مرحلة القهر والظلم للجنوبيين انتهت والى الأبد ولكننا للأسف الشديد نرى واقع اشد سوءا مما سبق ولكم في واقعة إغلاق صحيفة "عدن الغد" ومنعها من الصدور ابسط مثال على حجم ما يعتمل في الجنوب .ولذا فإننا نضع هذه الواقعة أمامكم ونطالبكم بالتدخل العاجل والسريع لأجل وقف ما تتعرض له الصحيفة من "انتهاك".
سعادة السفير جمال بن عمر / السيد احمد عوض بن مبارك
نود التأكيد ان صحيفة "عدن الغد" ودورها الإعلامي لا تمثل تهديدا لأحد ونود الإشارة إلى انه لا توجد ضدها إي شكوى من إي جهة ولا توجد إي قضية ضدها في أي من ساحات القضاء بل على العكس من ذلك تعمل وفق قانون الصحافة اليمني وتلتزم بكل خطوطه العريضة .
لقد وصل الأمر إلى منع صحيفة "عدن الغد" من الطباعة حتى في المطابع الخاصة ومحاصرتها من كل الجوانب والتضييق عليها بهدف إسكات صوتها بشكل لم يحدث حتى في العهود الشمولية السابقة.
إننا نتساءل هل تم استهداف صحيفة "عدن الغد" فقط لأنها تصدر من عدن هنا حيث لا تملك الناس لا قبيلة ولا ميلشيات مسلحة ولا إي قوة باستثناء قوة القانون والإيمان بعدالة الله ، ونحن في الحقيقة لا نملك إي قوة مسلحة وكل ما نملكه هو أقلامنا وأفكارنا واحترامنا الشديد لكل النظم والقوانين وأملنا الكبير بكما .
إننا باحثون وحالمون بدولة النظام والقانون دولة المدنية ونطمح إلى تحقيق شعار الشعب يريد حياة حرة عادلة وكريمة وشريفة في ظل دولة مؤسسات حقيقية شعارها الأول والأخير الالتزام بالنظام والقانون .
لقد تمكنت صحيفة "عدن الغد" خلال السنوات الماضية من تحقيق نجاحات عدة بشهادة كثيرين وكان السبب هو التزامها بالوقوف إلى جانب قضايا المظلومين والمقهورين والوقوف في وجه كل الممارسات الظالمة فكوفئت بالإيقاف .ونحن هنا نود ان نساءل هل يجب علينا ان نتحول إلى أداة رخيصة في سوق النخاسة لكي يسمح لنا بمعاودة الصدور؟
لقد توجهت كرئيس تحرير لصحيفة "عدن الغد" برسالتي هذه إليكما وكلي أمل أنكما ستكونان جهة منصفة بعد ان غابت روح العدالة تجاه قضية إغلاق ومنع صحيفة "عدن الغد" عن الصدور وأتمنى من الله ألا تخذلونا وان تشعرونا بأننا جزء من هذا الوطن ولنا من الحقوق ما للآخرين.
ولكم خالص التحية والتقدير
رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"
فتحي بن لزرق
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها