بيان صادر عن مكون منظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار الوطني الشامل
ما ميز مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو التمثيل المجتمعي الواسع .. وما ميزه أكثر وجعله مثار إعجاب وتقدير عاليين من قبل المجتمع اليمني والعربي والدولي هو إعطاء مساحة للتمثيل لأبرز مكونات المجتمع المجسدة لمطالب التغيير والتحولات الديمقراطية ، وذات العلاقة والتأثير المجتمعي ، ، ليس في العملية السياسية فحسب ولكن أيضا في العملية ذات العلاقة بحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية .
من هذه المكونات المجتمعية تبرز منظمات ومؤسسات المجتمع المدني والتي تستوعب في صفوفها وعضويتها تمثيل واسع للمجتمع بكل شرائحه وفئاته ومكوناته ..
لقد لعبت العديد من مؤسسات و منظمات المجتمع المدني في اليمن دورا فاعلا وهاما في نشر ثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية والتغيير ، وفي رصد الانتهاكات الماسة بحقوق الإنسان السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وخلقت خلال السنوات الماضية تراكمات مهمة في المجتمع برزت تأثيراته الايجابية في حركة الثورة والتغيير التي أعلن شرارتها الأولى الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م ثم الثورة الشبابية – الشعبية التي شاهدتها البلاد طولا وعرضا عام 2011 وشكلا بتراكمهما أساس ثورة التغيير والتحولات الديمقراطية التي تعتمل اليوم من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومخرجاته .
لقد تواصل إسهام منظمات المجتمع المدني في خلق ظروف التغيير والتحولات الديمقراطية ودعمه وإسناده لمؤتمر الحوار الوطني الشامل وتنظيم مختلف الفعاليات لنشر ثقافة الحوار والتغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة والحكم الرشيد وهي الفعاليات والأنشطة التي شاهدتها مختلف المحافظات والتي شملها استقراء لمختلف المشكلات المجتمعية وآراء المواطنين ومقترحاتهم في حلولها ومعالجاتها ، وقد قامت العديد من هذه المنظمات برفد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بهذه القراءات وخلاصات عمل ونشاط تلك الفعاليات . كما تجسد دور منظمات المجتمع المدني من خلال حضوره الفاعل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل مع بقية مكونات المجتمع .
ومما أوضحناه .تبرز حقيقة انه لا يمكن تجاهل الدور البارز الذي لعبته منظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من خلال ممثليها الذين توزعوا وتواجدوا في مختلف الفرق التسع المكونة للمؤتمر ، وقدموا إسهاماتهم بالآراء والأفكار والمقترحات والخبرات ، إضافة إلى دورهم في تقريب وجهات النظر من أجل تعزيز مبدأ التوافق الذي استندت عليه معظم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وهو الدور الذي تحرص ان تلعبه وتؤديه وتسهم فيه في مهمة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، وفي مراقبة تنفيذ ها في مختلف مهماته التي تبدأ بشرح مخرجات مؤتمر الحوار وخلق راي عام يتفاعل ايجابا معها وشراكة مجتمعية في التنفيذ ومراقبة التنفيذ مرورا بصياغة الدستور وفي الاستفتاء عليه وانجاز بقية مهام المرحلة الانتقالية وفي تنفيذ النقاط ال20 وال11 ذات العلاقة بالجنوب والجنوبيين ومراقبة تنفيذها وغيرها من المهمات المرتبطة والمحددة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني .
ان منظمات المجتمع المدني المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني تمثل مختلف قطاعات وفئات وشرائح المجتمع اليمني ( العمال / الفلاحين – الزراعيين / الأطباء / المهندسين / حقوق الإنسان / المحاميين / الصيادين / الشباب / النساء / المعلمين والمعلمات / أساتذة الجامعات / الصحفيون / والأدباء والكتاب ) .
وهنا تبرز أهمية الدور الذي يمكن لمنظمات المجتمع المدني أن تسهم فيه وتؤديه في مرحلة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وانجاز مهام المرحلة الانتقالية وبناء الدولة المدنية الحديثة وقيام الحكم الرشيد ، وهو ما يستدعي الحرص على إشراك حقيقي لمنظمات المجتمع المدني وإفساح المجال الفاعل لها في الإسهام والمشاركة في تنفيذ مختلف مهمات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتبارها الأكثر علاقة والتصاق وحضور وتفاعل مع المجتمع بكل مكوناته .
لقد وقف ممثلي منظمات المجتمع المدني المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني الشامل أمام سلوك التهميش والإقصاء الذي تعرض له مكون منظمات المجتمع المدني منذ بداية انعقاد المؤتمر باستثنائه من الهيئات الرئيسية المعنية بإدارة المؤتمر ومنها رئاسة المؤتمر ولجنة التوفيق ، دون مراعاة ما تمثله منظمات المجتمع المدني من أهمية وتأثير وحضور وفعل وبالذات في مجرى مسار التغيير والتحولات الديمقراطية وتشكيل الرأي العام وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ..
وما زاد الانزعاج والقلق لدى ممثلي مكون منظمات المجتمع المدني أكثر هو الإصرار على مواصلة هذا التهميش والإقصاء في المرحلة المرتبطة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار مما يعني ان هناك من يسعون الى احتكار متابعة ومراقبة تنفيذ المخرجات دون مشاركة حقيقية للمجتمع، وبما يلبي مصالحهم ورؤاهم الضيقة وهو ما يتناقض ومبدأ التغيير الحقيقي المنشود .
وأمام ذلك ومن منطلق المسؤولية التاريخي المناطة بمنظمات المجتمع المدني التي حرصت على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني والانتصار للحوار والتغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة وحرصها الأعظم على ان تجد مخرجات هذا المؤتمر طريقها للتنفيذ الخلاق والصحيح والسليم والصادق دون تحايل أو تآمر أو استهداف لإفشالها وإعاقة تنفيذها او تشويهها .. فان ممثلي مكون منظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار الوطني يودون التأكيد والمطالبة بالتالي :
1- احترام دور وأهمية شراكة منظمات المجتمع المدني ، وتمكينها من الإسهام الفاعل والشراكة مع بقية المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني استنادا الى ما تمثله هذه المنظمات من ثقل وتأثير مجتمعي ، في مختلف المهمات المرتبطة بتنفيذ ومراقبة مخرجات مؤتمر الحوار وصياغة الدستور وانجاز المهام المرتبطة بالمرحلة الانتقالية الثانية والإسهام الفاعل في توفير شروط بناء الدولة الديمقراطية الحديثة وذلك استنادا الى ما تمثله منظمات المجتمع المدني من فعل وتأثير وحضور وعلاقات مجتمعية واسعة .
2- لقد آثر ممثلو منظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار الوطني على أن لا يجعلوا من تهميشهم وتجاهلهم مشكلة يمكنها التأثير السلبي على سير أعمال المؤتمر كون نجاح المؤتمر وتحقيقه لأهدافه كان هو ما حرص أعضاء مكون منظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار عليه ومن نفس المنطلقات والحرص يأتي أعضاء المكون ليؤكدوا على أهمية دورهم وشراكتهم في المرحلة التالية لمؤتمر الحوار الوطني ، وبالتالي رفضهم استمرار هذا التهميش والتجاهل كون ذلك سيكون له تأثير سلبي سواء في تنفيذ المخرجات او في مراقبة تنفيذها او في انجاز مهام المرحلة الانتقالية .وفي توفير شروط بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة .
3- ان مكون منظمات المجتمع المدني المشارك في مؤتمر الحوار الوطني يجد نفسه أمام مسؤولية تاريخية تتعلق بمصير تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبالتالي لن يترددوا في إعلان موقف واضح في حالة استمرار هذا التهميش والإقصاء حيث يرون انه يدور في فلك التآمر على تنفيذ مخرجات الحوار بموجهاته الدستورية والقانونية والتشريعية ومضامينه وأهدافه .
4- تؤكد منظمات المجتمع المدني على وجوب إشراكها في مختلف الهيئات واللجان المعنية بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار أسوة ببقية المكونات . وبما يتلاءم مع أهمية دورها
5- تؤكد منظمات المجتمع المدني المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ان موقفها هذا يعبر بالأساس عن موقفها الوطني والتزامها الأخلاقي و حرصها على توفير شراكة مجتمعية وضمانات حقيقية ومخلصة لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والوصول باليمن إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية والحكم الرشيد المنشودين .
6- تحيي منظمات المجتمع المدني الاعتراف الوفي – الذي تعتز به منظمات المجتمع المدني - الذي عبر عنه الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار الوطني في إشادته المتكررة في لقاءاته وخطاباته للدور الذي لعبته منظمات المجتمع المدني في دعم مؤتمر الحوار الوطني وإنجاح أعماله .. كما نحيي الأستاذ جمال بنعمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وكذا الأخ الدكتور احمد عوض بن مبارك الأمين العام لمؤتمر الحوار الذين أشادا أيضا بدور منظمات المجتمع المدني في دعم مؤتمر الحوار ومده بالعديد من الأدبيات والملاحظات والمقترحات ذات العلاقة بمواضيع وأهداف مؤتمر الحوار الوطني .
7- تدعو منظمات المجتمع المدني المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الأستاذ جمال بنعمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن ، والمنظمات الدولية الى دعمهم ومدهم بالخبرات التي تمكنهم من أداء دورهم بفعالية اكبر وأفضل في المرحلة القادمة
صادر بتاريخ : 5 ديسمبر 2014م
--
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها