مجلة أمريكية: صالح زود الحوثيين بالمدفعية لإضعاف اللواء محسن
اعتبرت مجلة فوزين بوليسي الأميركية السيناريو الذي ترعاه الحكومة للصراع يهدف إلى إثارة الوعي الوطني لصالح جانب واحد وهم السلفيين.
ورجحت المجلة الأميركية أن يظل الحوثيون أحد الكروت التي تلعب بها إيران في المنطقة، منوهة إلى أن التحيز السياسي الواضح من جانب الحكومة يصعد الموقف في محافظة صعدة، مما يقود إلى خلق مزيد من ردود الفعل الكارثية في صعدة.
وقالت: بينما ترقع إدارة أوباما علاقتها مع نظيراتها الإيرانية، فإن السياسيين اليمنيين يشعرون بحاجة ملحة لوقف حركة الحوثي قبل أن تتحول إلى قوة سياسية قد لا يستطيع التحالف الحاكم الحالي مواجهتها.
وقالت المجلة في تقريرها المعنون بـ ” مأزق اليمن في دماج”: الرئيس السابق علي عبدالله صالح ارسل الجيش لمحاربة الحوثيين وفي نفس الوقت زودهم بسلاح المدفعية من أجل إطالة أمد الصراع وإضعاف قوات اللواء علي محسن في الجيش اليمني. وبعد الربيع العربي انتقلت حركة الحوثي من حالة تمرد ضد النظام السابق إلى صراع مع الأحزاب السياسية التي تتزايد شيخوختها بسبب الانقسامات الطائفية والتدخل الإقليمي والعنصر القبلي المعقد.
وأردفت المجلة الأميركية: لقد أصبحت نوايا جميع الأطراف أكثر وضوحا الآن مما كانت عليه في أي وقت مضى. فالتحالفات السياسية تتشكل بطريقة تزيد الهجوم على الحوثيين للحد من توسع نفوذهم السياسي في اليمن. وبينما ليس واضحا تماما من الذي يجسد بطل الرواية في أحداث العنف الأخيرة في دماج، فإن مسئولين يمنيين وجهوا بسرعة مسئولية الصراع إلى الحوثيين، حتى قبل إجراء أي تحقيق.
وتلفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الى ان جوهر جاذبية الحوثيين إلى الشباب اليمني هو الإدراك بأن ثورة الربيع العربي لم تصل إلى طاقتها الكاملة. ففي حين رحل رأس النظام، إلا أن ما تبقى من عناصر النظام المختل تهدد بانتكاسة. وعلى هذا النحو، هناك شباب أكثر من ذي قبل يدعمون الحوثي لمعارضته للنظام السابق وحلفائه. إضافة إلى ذلك فإن فكرة الحوثي لسيادة الدولة تظهر للكثيرين بأنها افضل مما تعرضه الدولة اليمنية حاليا حيث يتم التعدي على الأراضي بتواطؤ من المسئولين اليمنيين.
وأشارت المجلة إلى أن التحالف الحوثي-الجنوبي، الذي ظهر بعد الثورة العربية ومطالبة الجنوبيين للانفصال، هو بداية ليصبح مصدر إزعاج لصناع القرار في صنعاء الذين اعتادوا على إدارة الأوضاع بطريقة صالح.
وأفادت إن التهديدات الأمنية الحالية في الشمال وردود الدولة المنفرة يناقض التأكيدات بأن الحكومة اليمنية تسير على الطريق الصحيح. الجهود الرامية للحفاظ على السلام يجب أن تكون لمدى طويل، إذ إن اليمن لا تستطيع تحمل نفس الصراعات السياسية التي شهدتها خلال نظام صالح.
وقالت المجلة إنه “مما لا شك فيه أن دماج قد اختبرت صدق والتزام الحكومة اليمنية في قدرتها على حماية جميع المواطنين اليمنيين واحتواء أي أزمة؛ فمع تعثر الحكومة، فإن الأحزاب السياسية تزداد أكثر صدامية. كل جوانب هذا الصراع تبدو مرسومة عمداً لإثارة المزيد من الانتباه في حشد واضح للتمويل والمجندين الإضافيين في حين تتقمص الحكومة اليمنية دور الضحية بدلا من أن تعيق أعمال العنف التي تشعل الوضع في الشمال”.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها