اتهام جماعة الحوثي بتعذيب يمنيين وتهجيرهم ( تقرير للجزيرة نت )
بعد أسبوع من الضرب بالأسلاك الكهربائية والتهديد المتواصل بالقتل، لم يجد الشاب اليمني عابد عبد الله مشعل (37 عاما) من سبيل لنيل حريته غير الرضوخ لفكرة التهجير التي عرضت عليه من قبل مسلحي جماعة الحوثي الشيعية في صعدة مقابل إخلاء سبيله من المعتقل.
يتحدث مشعل الحاصل على شهادة البكالوريوس -والذي كان يعمل مدرساً بمدرسة عمر الفاروق لتحفيظ القرآن الكريم في صعدة- عن عمليات تعذيب وحشية تعرض لها على يد مسلحين تابعين لجماعة الحوثي خلال وجوده بالمعتقل، حيث تم اعتقاله مرتين خلال العام الماضي على خلفية اتهامه بتنظيم تجمعات (مقايل) وممارسة السياسة والفكر.
ويقول للجزيرة نت إن خاطفيه أجبروه المرة الأولى تحت التعذيب على التعهد بعدم ممارسة السياسة، وفي الثانية خيروه بين ترك المنطقة والرحيل أو القتل، فاختار الرحيل والإقامة في صنعاء.
وبالرغم من مرور أكثر من تسعة أشهر على مغادرته المعتقل، لم يطو مشعل بعد صفحة الماضي الأليم، فلا زال يتذكر بمرارة صور التعذيب التي كان يتعرض لها السجناء في سجون جماعة الحوثي، التي تطلق على نفسها (أنصار الله) في صعدة.
يقول مشعل إن خاطفيه أجبروه على التعهد بعدم ممارسة السياسة وترك المنطقة
يقول مشعل: خلال وجودي في زنزانة انفرادية مظلمة لا تتعدى مساحتها 2 متر x متر واحد كنت أسمع صراخا وعويلا لأشخاص يتعرضون للتعذيب في الزنازين المجاورة "حتى أنني لم أعد أشعر بتعذيبي بسبب ما سمعته من شدة معاناة هؤلاء".
يكظم غيظه
ويتابع "هناك من تعرض للتعذيب بالكهرباء في مناطق حساسة لكي لا يستطيع إظهارها أمام الكاميرا أو كشفها بسبب العادات والتقاليد مما يجعله يكظم غيظه، وهناك عدد من الأطفال سجنوا أكثر من سنة وشهرين خلال العام الماضي وخرجوا في حالة صحية سيئة".
ويذكر من بين هؤلاء طفلا يبلغ من العمر 12 عاما تم اعتقاله بهدف ممارسة الضغط على والده لتسليم نفسه وتم تعذيبه بالكي بالنار في ظهره.
ويؤكد أن معظم أساليب التعذيب التي يتعرض لها السجناء نفسية وجسدية عن طريق الضرب والكي والصدمات الكهربائية والحرمان من النوم والأكل أو الذهاب إلى الحمام، وإخفائهم في سجون سرية لا يمكن لأقاربهم معرفتها للتواصل معهم أو القيام بزيارة.
ويشير إلى أن سجون جماعة الحوثي ما تزال مليئة بالمعتقلين، وأن هناك اعتقالات واسعة. وقال "نحن نقوم برصد هذه الانتهاكات وتوثيقها بالأسماء، وقد تم توثيق الكثير منها، ونناشد منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الاهتمام، فنحن مجرد نموذج بسيط مما يحدث في صعدة".
غير أن قياديا بارزا بجماعة الحوثي نفي، بحديث للجزيرة نت، تلك الاتهامات جملة وتفصيلاً معتبراً إياها امتدادا لعمليات التحريض التي تديرها الولايات المتحدة وتنفذها أدواتها باليمن ضد أنصار الله.
عبد الكريم جدبان نفي صحة الاتهامات الموجهة لجماعة الحوثي
وقال البرلماني عبد الكريم جدبان، عضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة الحوثي، إن معظم هذه المنظمات والجهات التي ترفع مثل هذه الدعاوى تابعة لحزب الإصلاح الذي يعد طرفا بالصراع وله مواقف مسبقة ضد أنصار الله، ويدفع في اتجاه الحرب.
وأضاف" هذه المنظمات التي تدعي أنها حقوقية لم يكن صوتها يسمع من قبل عندما تمت محاصرة وتدمير صعدة، وقتل فيها في غضون ست حروب أكثر من 6553 قتيلا وسبعة آلاف جريح وأربعة آلاف معوق، لأنه دائما لديهم مواقف حزبية ومذهبية ولا تعمل لصالح القضية الإنسانية على الإطلاق.
وحول اتهام الحوثي بامتلاك سجون خاصة، قال جدبان إن هناك سجونا خاصة موجودة بصنعاء كما هي موجودة بجميع المحافظات لدى شيوخ القبائل. وأضاف: نحن نطالب الهيئات والمنظمات المحايدة بالذهاب إلى صعدة للاطلاع على الوضع عن كتب.
تأكيد
من جهته تحدث المنسق القانوني لمنظمة الكرامة لحقوق الإنسان، ومقرها جنيف بسويسرا، عن توثيق المنظمة العديد من الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ضد السكان المدنيين بمحافظة صعدة ترتكبها المليشيات المسلحة التابعة لجماعة الحوثي منذ سيطرتها على المحافظة عام 2011.
وقال محمد الأحمدي، للجزيرة نت، إن هذه الانتهاكات بلغت ذروتها الآونة الأخيرة بفرض حصار خانق على سكان منطقة دماج، قبل أن تشن قصفاً عنيفاً على المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وتمنع فرق الإغاثة من الوصول لتنفيذ مهام إنسانية عاجلة.
المصدر:الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها