13منظمة حقوقية تصدر بيان حول انتهاكات الحوثيين في اليمن (نص البيان)
أصدرت 13 منظمة يمنية حقوقية بيان حول انتهاكات الحوثيين في باليمن. وجاء اجتماع المنظمات الحقوقية بدعوة وتنسيق من منظمة (حلف الفضول للحقوق والحريات) عقد في مقر الحلف بتأريخ 19اغسطس 2013م اجتماع لأغلب المنظمات الحقوقية لتدارس الموقف الحقوقي اللازم إزاء توسع الانتهاكات الحوثيين في اليمن. ونتج عن ذالك الاجتماع بيان موقع من الـ 13 منظمة يمنية حول انتهاكاتهم وفيما يلي نص البيان: بيان بشأن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل مليشيات الحوثي استجابة لنداء الواجب الديني والوطني والإنساني، وحرصاً على المصالح العليا للبلد، تداعت المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه إلى عقد اجتماع طارئ في العاصمة صنعاء، في أعقاب تلقيها مناشدات العديد من المواطنين المتضررين من أعمال القمع والانتهاكات المستمرة على أيدي مليشيات جماعة الحوثي، واتساع نطاق تلك الأعمال الخارجة عن القانون، لتشمل مناطق أخرى من البلاد، في ظل صمت مريب لأجهزة الدولة وعجزها عن حماية مواطنيها وبسط نفوذها، وهو الأمر الذي بات ينذر بمخاطر جسيمة تتهدد حياة المواطنين وأمنهم ويخشى أن تؤدي إلى تقويض ما تبقى من وجود الدولة وسلطة القانون، كما تلقي بظلال قاتمة على مستقبل النسيج الوطني والسلم الاجتماعي في اليمن. لقد تابعت المنظمات الحقوقية بقلق بالغ ووثقت العديد من أعمال العنف والاستفزاز والبطش والعدوان التي تمارسها جماعة الحوثي ضد المواطنين بشكل ممنهج، في سياق محاولات التوسّع عسكرياً بقوة السلاح في العديد من المناطق اليمنية، وفرض ثقافة الكراهية والعنف على الآخرين، مستقوية بما تملكه من سلاح سيادي، ومستفيدة من حالة الفراغ الأمني الذي تعاني منه البلاد بفعل انشغال القيادة السياسية والأجهزة الأمنية بتفاصيل المرحلة الانتقالية وأجندة الحوار الوطني. وفي هذا السياق، لاحظت المنظمات الحقوقية بأن جماعة الحوثي عمدت إلى تصعيد وتيرة ممارساتها القمعية منذ مطلع رمضان المنصرم بمنع المصلين من ممارسة حقهم في أداء "صلاة التراويح"، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عديدة، من بينها أحداث جامع التيسير في حي الزراعة وسط العاصمة صنعاء بتأريخ 12 يوليو 2013، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين. في موازاة ذلك، أقدمت الجماعة على محاولات خرق اتفاق الهدنة مع أهالي منطقة دماج بمحافظة صعدة، من خلال القيام ببعض التحركات العسكرية في المناطق المحيطة كبناء المتارس وزرع الألغام في العديد من المواقع، ونصب نقاط تفتيش جديدة مهينة، وإطلاق النيران بشكل عشوائي فوق المنطقة. وفي أول أيام عيد الفطر المبارك (8 أغسطس/ آب 2013)، عاودت جماعة الحوثي أعمال العنف والعدوان بالاعتداء على سيارتين تابعتين لبعض أهالي دماج عند نقطة تفتيش حوثية على مداخل منطقة دماج، حيث أطلق مسلحو الحوثي النار عليهم، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. وفي غضون الأسابيع الماضية تمكنت جماعة الحوثي من فرض سيطرتها بالقوة على مديرية منبه بمحافظة صعدة، بعد قصف قرى المديرية بالأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى سقوط أكثر من 5 قتلى وحوالى 10 جرحى وتهجير عشرات العائلات. وتستغرب المنظمات الحقوقية أنه في الوقت الذي كانت جماعة الحوثي تزعم خلال السنوات الماضية استخدامها حق الدفاع عن النفس خلال حروبها مع الدولة، تعمد الجماعة اليوم إلى إشعال الحرائق في العديد من مناطق البلاد. ففي مديرية الرضمة بمحافظة إب، تابعت المنظمات بقلق كبير قيام مسلحي الحوثي بإشعال فتيل مواجهات دامية مع قبائل المنطقة قبل عدة أسابيع، بدأت بنصب نقطة تفتيش مسلحة تابعة للحوثي، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين، قبل أن تتطور الأحداث إلى نشوب مواجهات بين المواطنين وبين مسلحي الحوثي، الذين تقول بعض المصادر إنهم يتلقون إمدادات السلاح والمقاتلين من صعدة. وفي مديرية برط شمال محافظة الجوف، هاجم مسلحو الحوثي قبل أيام منطقة المراشي، واختطفوا 15 مواطناً، اقتادوهم إلى جهة مجهولة، ولا يزال مصيرهم مجهولاً حتى اللحظة، وفقاً لبلاغات تلقتها المنظمات الحقوقية، كما قامت مليشيات الحوثي خلال الهجوم بنهب ممتلكات المواطنين . إن منظمات حقوق الإنسان الموقعة أدناه وهي تعبر عن بالغ قلقها من استمرار أعمال القمع والانتهاكات التي تمارسها المليشيات المسلحة لجماعة الحوثي واتساع نطاقها ، تؤكد على إدانة كل هذه الأعمال والممارسات الخارجة عن الدستور والقانون، وتحمل السلطات اليمنية كامل المسؤولية عن حياة المواطنين وحقوقهم وحرياتهم، والأخذ على أيدي الخارجين عن القانون، أياً كانت مواقعهم.ونحذّر في ذات الوقت من نفاذ صبر المواطنين إزاء صمت الدولة اليمنية والمنظمات والهيئات الدولية تجاه ما يتعرضون له ، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والاحتراب الداخلي وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية، لا سمح الله. صنعاء 21 أغسطس/ آب 2013 المنظمات الموقعة على البيان: 1- حماية لحقوق الإنسان 2- حلف الفضول للحقوق والحريات 3- رابطة أبناء صعدة 4- رقيب لحقوق الإنسان 5- سواسية للتنمية والعدالة 6- ضمير للحقوق والحريات 7- فجر الغد للحقوق والحريات 8- الكرامة الإنسانية للحقوق والحريات 9- مناصرة للتنمية الاجتماعية 10 - نصرة للحقوق والحريات 11 –هود 12 - وثاق للتوجه المدني 13 - يمن حقوق.
هذا وقد كشف تقريرٌ حقوقي أعده فريقٌ مكون من خمسين باحثاً وإعلامياً في نهاية العام 2012م ينشطون في مجال حقوق الإنسان، عن انتهاكات واسعة وجرائم يرتكبها الحوثيون بحق المواطنين اليمنيين في محافظتي صعدة وحجة وسط غياب كامل للدولة، مقدّراً حجم الانتهاكات بـ13 ألفاً و660 حالة في محافظتي صعدة وحجة.
ورصد الباحثون، في التقرير الذي دشنته مؤسسة «وثاق» لدعم التوجيه المدني، ثمانية آلاف و794 حالة انتهاك ارتُكِبَت من قِبَل جماعة الحوثي في محافظة صعدة بحق المواطنين المدنيين منذ 2004 وحتى 2011.
وتنوعت انتهاكات الحوثيين بين عمليات قتل وتعذيب واختطافات وسجن لمواطنين واعتداءات على الأهالي.
وبحسب نتائج التقرير، قام الحوثيون بقتل 531 شخصاً جميعهم مدنيون، وذلك في محافظة صعدة، بينهم 59 طفلاً و48 امرأة، ودمروا وسيطروا على 497 منزلاً تابعاً للمواطنين.
وأشار التقرير إلى أن مجموع المُختَطَفين في محافظة صعدة 47 شخصاً من المدنيين، وهم مختفون قسرياً منذ سنوات ولا تعلم أسرهم عن مصيرهم شيئاً، مبيِّناً أن الحوثيين يديرون 36 سجناً في سبع مديريات في صعدة.
تفجير للمنازل
وشكا مواطنو صعدة لمعدِّي التقرير من أن جماعة الحوثي (أنصار الله) فجّرت البيوت وأجبرت ساكنيها على الرحيل، ثم حوَّلت بعضها إلى ثكنات مسلحة يقيم فيها مسلحو الجماعة.
وأوضح التقرير الحقوقي أن جماعة الحوثيين أعدمت خلال العام الماضي 124 شخصاً في مديرية كُشر في محافظة حجة، وأن هؤلاء لم يُقتَلوا في ظروف الحرب، وإنما تمت تصفيتهم على أسس عرقية. وبلغت الانتهاكات في محافظة حجة نحو 4866 حالة بحسب التقرير، الذي أضاف أن جماعة الحوثيين المسلحة في شمال اليمن والقوات الحكومية ارتكبت نحو 9039 انتهاكاً في صعدة و4866 في حجة.
تهجير قسري
ولفت التقرير إلى ارتفاع حالات التهجير القسري للمدنيين من منازلهم على يد جماعة الحوثي، حيث رُصِدَ تهجير 5300 شخص من صعدة و4203 شخص من مديرية كُشر في محافظة حجة.
وطبقاً للتوزيع النوعي لحالات التهجير، بلغ عدد الإناث المُهجّرات في صعدة 2669 حالة، في حين شكَّلت حالات التهجير للذكور ما نسبته 49.64% من إجمالي النسبة العامة للمهجَّرين في صعدة من قِبَل جماعة الحوثي المسيطرة على المحافظة.
وبلغت حالات التهجير في محافظة حجة بفعل استمرار الحرب بين جماعة الحوثي وقبائل المحافظة، 4203 حالات في مديرية كُشر بنسبة 86.37 % من إجمالي الانتهاكات البالغة 4866 حالة في المحافظة المجاورة لعاصمة جماعة الحوثي محافظة صعدة.
إعدام جماعي
وكشفت سيدة من صعدة واقعة إعدام جماعي لأسرتها، حيث قام مسلحو الحوثي بقتل 12 شخصاً من عائلتها من خلال تفجير منزلهم وقتل جميع من داخله وهم سبع نساء وخمسة أطفال.
وأوصى التقرير بإخضاع صعدة وحجة لبرنامج العدالة الانتقالية بشقيها الحقوقي والجنائي، وتشكيل فرق طبية لمعالجة الآثار النفسية لدى الأطفال والنساء، وكذا إعادة تأهيل الأطفال المنخرطين في جماعة الحوثي ودمجهم في المجتمع.
وطالب التقرير بفتح تحقيق بالانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها وتأمين عودة المهجرين قسراً في صعدة وإعادتهم إلى قراهم وتوفير الحماية الكافية لهم.
ودعا معدو التقرير في توصياتهم الدولة إلى بسط نفوذها على محافظة صعدة والمحافظات التي خرجت عن سيطرتها، والضغط على جماعة الحوثي لتقديم اعتذار للمواطنين الذين تضرروا من عنفها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها