حينما يتحدث العواضي بلغة الوحدة ويمارس الانفصال على الأرض
هل يمكن أن تكون وحدوياً وانفصالياً في آنٍ واحد؟ربما تبدو الإجابة للوهلة الأولى بالاستحالة,لكن ذلك ليس مستحيلاً في قاموس ياسر العواضي,القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام,الذي يجسد صورة رئيسه المخلوع الرئيس الانفصالي البعيد عن الوحدة.
لن نضيف جديداً حينما نعيد التذكير بأن من أجهض مشروع الوحدة التي تحققت واقعاً في 22 مايو 1990 هو الرئيس المخلوع وحزبه,والشواهد كثيرة على صحة ذلك,ويكفي أن تعود لبداية الثورة التي أطاحت بصالح من الحكم لتعرف لماذا اختفى صوت الانفصال وتوحد اليمنيون شمالاً وجنوباً خلف مطلب إسقاطه.
ولقائل أن يسأل هل ينكر أحد دور المؤتمر في تحقيق الوحدة,والرد عليه بأن لا أحد ينكر ذلك أيضاً,لكن السؤال في الوقت ذاته:ماذا عمل المؤتمر للحفاظ على الوحدة وتحقيق مشروعها وهو الذي حكم منفرداً؟بالطبع لاشيء,بل على العكس النتيجة أن الوحدة أصبحت محل نظر على الأقل في نظر عدد من الجنوبيين والفضل يعود لسياسات الحزب ورئيسه المخلوع.
انظروا على سبيل المثال كيف يقول ياسر العواضي أن حزبه يتعرض لضغوط من قبل رعاة المبادرة من أجل القبول بوثيقة لجنة (8 8) في فريق القضية الجنوبية التي هي – برأيه – تهدف لتمزيق البلاد,وهم لن يقبلوا بذلك.
هل يمكن أن يصدق عاقل ذلك؟هناك مثال يناقض قول العواضي وهو سلوكه الانفصالي الذي تجلى في ظهوره في إحدى وقفات ممثلي الحراك الجنوبي في الحوار (ذكرى حرب 94)وهو ممسك بيديه لافته ملونة بعلم ما كان يعرف سابقاً بـ " جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ",والتي انتهت عملياً عقب التوقيع على الوحدة بين شطري البلاد.
لو أن العواضي كان يريد التعاطف مع مطلب الجنوبيين بالتنديد بثقافة الحرب لاكتفى باصطفافه مرتدياً تلك الشارة على جبينه دون أن يجبر نفسه في الترويج للانفصال من مؤتمر الحوار,لكن ذلك يعكس ثقافة ومنهج.
نسي الرجل الذي كان أحد المبشرين للتوريث وتمكين الولد أحمد نجل المخلوع لخلافة والده أن هناك مصورين لسوء حظه التقطوا تلك اللحظة وتداولها ناشطون حينها على شبكات التواصل الاجتماعي,لتعود اليوم وثيقة إدانة على تناقض السياسي المؤتمري.
في هذا السياق,كتب العواضي اليوم الأربعاء تغريده على حسابه الشخصي بموقع " تويتر ",يقول أن حزبه تلقى إنذاراً من سفير إحدى الدول الغربية دون أن يسمّها يضع أمام المؤتمر 48 ساعةً للتوقيع على وثيقة الـ8/8 وإلا سيعرض على مجلس الأمن اتهاماً لهم بالعرقلة وهددهم بعقوبات.
وقال: لذلك سنجتمع اجتماعاً طارئاً مع حلفائنا لمناقشة المستجدات والرد عليه واطمأن الجميع ان المؤتمر لن يتراجع عن مكتسبات الشعب مهما حدث".
حسناً المؤتمر لن يتراجع ولن يقبل تمزيق الوطن,الذي أكلتموه لحماً ورميتموه عظماً,حتى التدثر بعباءة الوحدة والجميع يعرف مواقفكم ولن تنطلي على أحد ولن يمنحكم رصيداً شعبياً ولا تحسيناً في الصورة ولن يحقق أهدافكم في تعطيل الحوار.
بالنسبة للوحدة ستظل محمية بالشعب الذي ناضل من أجلها ولا يمكن التفريط بها,لكن الخلط الذي يمارسه العواضي وحزبه بعيد عن هذا تماماً وأهدافه واضحة في إفشال مخرجات الحوار,ونشير هنا إلى تلميح الرئيس هادي أمس خلال لقائه بسفراء الدول الراعية,والذي أكد أن هناك قوى في إشارة للمؤتمر المقاطع للجنة حل القضية الجنوبية تريد التعطيل.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها