صالح يتحدى الإرادة الدولية والإجماع الوطني ويصر على إفشال الحوار باسم الوحدة
وقف اجتماع عقده حزب المؤتمر الشعبي العام أمس أمام المستجدات الأخيرة في مؤتمر الحوار الوطني وموقف المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف إزاءها.. مؤكداً على موقف المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الديمقراطي المتمسك بالحفاظ على وحدة الوطن وعدم المساس بها والالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وفي مقدمتها ما أكدته من التزام بوحدة اليمن وأمنه واستقراره .
وأكد الاجتماع موقف المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الرافض لمبدأ التفاوض الشطري كشمال وجنوب وأن تكون مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ملتزمة بالآلية واللوائح المنظمة لعمل مؤتمر الحوار .
ورفض حزب المؤتمر الشعبي العام كل المشاريع الصغيرة التي تسعى من خلالها بعض القوى إلى تنفيذ أجندتها للإضرار بوحدة الوطن وعرقلة الحوار وجهود التسوية السياسية والتنصل من الالتزام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وأقر حزب المؤتمر في اجتماع مشترك عقده أمس ضم قيادات أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي برئاسة علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، تشكيل لجنة لإعداد رؤية حول القضية الجنوبية وبناء الدولة طبقاً للثوابت والمحددات والرؤى التي قدمها المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي لمؤتمر الحوار وبما يخدم المصالح العليا للشعب اليمني ويحافظ على وحدة الوطن .
وكانت مصادر مطلعة برئاسة مؤتمر الحوار الوطني كشفت عن انقسام حاد وتصدع غير مسبوق في حزب المؤتمر الشعبي العام، وسط تعنت رئيس الحزب علي عبدالله صالح، على تحدي الإرادة الدولية والإجماع الشعبي اليمني على حل القضية الجنوبية وإصراره على إفشال مؤتمر الحوار وعدم توصله لأي مخرجات أو حلول للقضايا المطروحة عليه، بدغدغة مشاعر الشارع الشمالي باسم الوحدة وسعيه للحفاظ عليها.
مصادر داخل حزب المؤتمر الشعبي العام أكدت وجود تباين كبير في موقف ممثلي حزب المؤتمر في مؤتمر الحوار من مسودة مخرجات لجنة التفاوض المقرة من قبل الأمم المتحدة، ومطالبة صالح لأعضاء الحزب في لجنة الـ(16) بالانسحاب من جلسات أعمال اللجنة وعدم التوقيع أو الموافقة على تلك المسودة إضافة إلى دعوته للجنة الدائمة للحزب إلى اجتماع عاجل برئاسته للوقوف على تلك المسودة التي أعلن الحزب رسميًا عن رفضها باعتبارها وثيقة تشطيرية تستهدف الوحدة اليمنية.
وأوضحت المصادر أن حزب المؤتمر منقسم إلى فريقين، هما أشبه بالصقور والحمائم يمثل القسم الأول الخاص بالصقور علي عبدالله صالح وأتباعه الأكثر تشدداً بالحزب في موقفهم الرافض لأي حل عادل للقضية الجنوبية وسعيهم إلى إفشال مؤتمر الحوار الوطني عبر إعاقة استكمال مخرجات الحوار وحل القضية الجنوبية، بينما يمثل طرف الحمائم المعتدل بالحزب، الرئيس عبدربه منصور هادي والنائب الثاني لرئيس الحزب عبدالكريم الإرياني والقيادات المعتدلة في تعاملها مع الحلول المطروحة والمقترحة للقضية الجنوبية.
وكان المؤتمر الشعبي العام رفض التوقيع على مسودة 8 8 التي تتعلق بالقضية الجنوبية ويأتي هذا الرفض كمقايضة على المسودة ببقاء مجلس النواب والمجالس المحلية للفترة المقبلة – بحسب مصادر خاصة - كون هناك أنباء عن حل مجلس النواب واستبداله بجمعية تأسيسية من أعضاء الحوار الحالي.
عن التمديد قالت المصادر إن أية محاولة من هذا القبيل تمثل خرقاً فاضحاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتجاوزاً للدستور، وتضر بجهود التسوية السياسية التي أسند إليها مؤتمر الحوار الوطني.
وعلق على الموضوع القيادي في المؤتمر الشعبي العام علي الشعباني السكرتير الإعلامي لرئيس المؤتمر الشعبي العام - إن الرؤى التي يدرسها المؤتمر حول القضية الجنوبية وبناء الدولة ستقدم إلى لجنة 8 8 وهي طبقاً للثوابت والمحددات والرؤى التي قدمها المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي لمؤتمر الحوار وبما يخدم المصالح العليا للشعب اليمني ويحافظ على وحدة الوطن.
وعن رفض المؤتمر التوقيع على مسودة 8 8 التي تتعلق بالقضية الجنوبية يأتي كمقايضة على بقاء مجلس النواب دون حله، قال الشعباني لـ" مأرب برس": إن التوقيع على تلك الوثيقة ستكون كارثة على مصير وحدة اليمن وأمنه واستقراره.. مشيراً إلى أنه لا علاقة لمجلس النواب بتلك الوثائق.. مبرراً أن المجلس شرعي بموجب الدستور ولا مقايضة في ذلك على الوحدة.
إلى ذلك يزحف اليوم باتجاه عدن الآلاف من أبناء الجنوب لإقامة مليونية رفضاً لمخرجات الحوار وتعبيراً عن استيائهم من الحوار ومخرجاته والتلاعب بقضية الجنوب، حيث دعت مكونات الحراك إلى مليونية كبرى تعبر عن رفض الحوار ومخرجاته وكي توصل رسالة إلى العالم أن شعب الجنوب هو وحده فقط من يقرر مصيره وحل قضيته وليس متحاورون من الشمال أو جنوبيون ولاؤهم لأحزابهم في الشمال .
وهذه مؤشرات خطرة إلى تصعيد الأوضاع باتجاه تأزيم الحياة السياسية في اليمن وخلط الأوراق مع وصول مؤتمر الحوار الوطني إلى نهاية مدته وانخراط أطراف سياسية في مساع حثيثة إلى استحداث آليات سياسية بمسميات مختلفة تفضي إلى فرض التمديد كخيار قسري بمنطق ولغة الأمر الواقع.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد هاجم التصعيد السياسي الذي يقوده الرئيس السابق داخل حزب المؤتمر مع قرب انتهاء مؤتمر الحوار الوطني.
وقال خلال لقائه بسفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن بدار الرئاسة بالعاصمة صنعاء: « للأسف بعض من القوى السياسية لم تستوعب الوضع أو معطيات المبادرة بصورة دقيقة ولذلك تتأرجح في مواقفها أحياناً وفقاً لمستجدات مزاجية وأنانية تعتقد أنها ستضع العصا أمام العجلة وتعطِّل مسيرة التسوية السياسية التي يدعمها المجتمع الدولي كله وبرعاية الأمم المتحدة".
وأكد هادي أمام السفراء في هجومه غير المباشر على صالح وتياره المتشدد داخل الحزب أنه "لا يحق لأحد الاعتراض على المخارج الوطنية والطبيعية والموضوعية التي يتبناها مؤتمر الحوار الوطني".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها