حل قضية جنوب اليمن يتقدم وخلاف "الحراك" يتعمق
دخل الخلاف بين فصيلي المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، أكبر تكتل في اليمن يدعو للانفصال جنوب البلاد عن شماله، مرحلة متقدمة فيما بدأت بوادر حل القضية الجنوبية تقترب بعد اجتماع لجنة ال 17 .
وبعد انشقاق فصيل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض عن المجلس الأعلى للحراك منذ يومين وإعلانه لمكون جنوبي مستقل، دعا القيادي الجنوبي حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب إلى اجتماع عاجل وموسع لهيئة الرئاسة والهيئة التنفيذية للمجلس، يفترض ان يتم اليوم الثلاثاء بمدينة عدن .
ووفقاً لمكتب باعوم فإن المرحلة العصيبة في مسيرة الجنوب تواجه ما وصفها بالتحديات المتمثلة بمخرجات مؤتمر الحوار اليمني، ما يستدعي “استنفار الهمم للوقوف على السبل المدروسة للتصعيد النضالي ومواصلة الأعمال التنظيمية الخاصة بمسيرة الثورة الجنوبية” . وأشار إلى أن التحضيرات جارية أيضاً للدعوة إلى اجتماع موسع للجمعية العمومية خلال الفترة القريبة المقبلة في أول انعقاد لها منذ المؤتمر الوطني الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب الذي عقد في مدينة عدن بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول 2012 .
وكان المجلس الأعلى للحراك الجنوبي شن، أول أمس الأحد، هجوماً عنيفاً غير مسبوق على علي سالم البيض، محمّلاً إياه المسؤولية الكاملة عن تداعيات تعميق حالة الانشقاق في مساق قيادة الثورة الجنوبية لوقوفه وراء تدبير مؤتمر مزعوم انعقد في عدن لمحاولة “انتحال الصفة الاعتبارية للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب” .
وقال بلاغ صادر عن المجلس: “إن المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب يسجلها رسمياً، وللتاريخ أن السيد علي سالم البيض بوقوفه وراء تدبير هذا المؤتمر المزعوم ومحاولة انتحال الصفة الاعتبارية للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب والسطو على برنامجه السياسي ووثائقه الرسمية بواسطة مجموعة المنشقين يتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات تعميق حالة الانشقاق في مساق قيادة الثورة الجنوبية” .
واتهم المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب المنشقين بتسخير إمكانات مادية وإعلامية لاقتراف التجاوزات الصارخة في محاولة التطاول الشخصي على قيادات المجلس الأعلى للحراك والتحريض السافر ضد الفعاليات الثورية .
وتتصاعد في جنوب اليمن دعوات مستمرة لرفض مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المستمرة أعماله بصنعاء، تتبناها بعض القوى الجنوبية المتشددة في دعوتها لانفصال الجنوب، حيث تجري التحضيرات للدعوة لحشد جماهيري جنوبي تزامناً مع اختتام مؤتمر الحوار، إلا أن مثل هذه الدعوة لم يتأكد مشاركة كل القوى فيها، فيما الخلافات الجنوبية الجنوبية تبشر بعد التئام كبير للاحتشاد .
من جهة أخرى، بدأت القضية الجنوبية في التحرك وتقترب من الحل، حيث واصلت اللجنة المصغرة للحلول والضمانات في فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار الوطني الشامل اجتماعاتها بمشاركة مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر والأمين العام لمؤتمر الحوار الدكتور أحمد عوض بن مبارك .
وتميزت آخر الاجتماعات بنقاشات هادئة وبناءة من قبل جميع المشاركين تمخض عنها إحراز تقدم ملحوظ في النقاشات المتعلقة بمسودة وثيقة الأسس والمبادئ والضمانات التي ستشكل إطاراً للحل العادل والواقعي والتوافقي للقضية الجنوبية، حيث توافق أغلب أعضاء اللجنة المجتمعون على صيغة مسودة في حين تحفظ بعض ممثلي المكونات على بعض النقاط .
ويعول على هذه اللجنة المعنية بوضع حلول وضمانات القضية الجنوبية التمهيد لتحديد شكل الدولة في اليمن، الذي يعاني نزعة انفصالية حادة في جنوبه .
ووفقاً للمداولات الشائكة في مؤتمر الحوار بصنعاء، فإن المشاركين فيه يقتربون من الموافقة على شكل جديد للدولة يتمثل بدولة فيدرالية من كيانين شمالي وجنوبي كما يصر الجنوبيون، أو دولة من أقاليم عدة، كما يريد الشماليون .
وحسب مسودة وثيقة، يفترض أن تقرها لجنة (8 8) فإن المناطق ستمنح صلاحيات واسعة إدارية وتنفيذية وتشريعية واقتصادية، كما أن “استكشاف وإدارة الموارد الطبيعية، بما فيها العقود والعقود الفرعية المرتبطة بالاستكشاف، سيكون من مسؤولية السلطات في الولاية المنتجة بالتعاون مع السلطات في الأقليم والسلطة الاتحادية، وفق ما ينص عليه قانون اتحادي” .
وتشير مسودة الوثيقة إلى أنه “خلال المرحلة التأسيسية التي تسبق الانتقال الكامل إلى الدولة الاتحادية الجديدة، يتمتع الشعب في الجنوب بتمثيل نسبته 50 % في كافة الهياكل القيادية في السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وكذلك 50 % من مجلس النواب” .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها