اليمن خسر قائد الانتصارات المتواصلة
إذا كان اللواء سالم قطن اكبر شخصية يمنية يغتالها تنظيم القاعدة منذ بدأ الحرب مع السلطات في العام 201 فإن رحيله وهو الحليف القوي للرئيس عبدربّه منصور هادي سيؤثر على الحرب المتواصلة مع التنظيم الذي بات اكثر خطورة بعد انهاء وجوده في عدد من محافظات الجنوب وسيفقد البلاد قائداً عسكرياً خبر المنطقة وامتلك القدرة على الحاق الهزائم المتتالية بـ «القاعدة».
ولا تكمن اهمية اللواء قطن في انه قائد المنطقة العسكرية الجنوبية فقط بل لانه احد رفاق الرئيس هادي وكان له موقف حازم في مواجهة عناصر «القاعدة» واستطاع ان يحقق انتصارات واضحة تمثلت في طرد عناصر التنظيم من محافظة ابين واعادتها الى سلطة الدولة بعد اكثر من عام على استيلاء القاعدة عليها ايام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وتبرز اهمية قطن في انه خبير متمرس في الواقع الاجتماعي والسياسي وتضاريس المحافظات الجنوبية لانه من مواليد محافظة شبوة وكان قائدا بارزا في دولة الجنوب قبل توحدها مع الشمال إلى جانب شجاعته وبساطته وتعامله الراقي مع الجنود الواقعين تحت امرته ما جعله يقدم صورة مغايرة للقائد العسكري خصوصا وانه جاء الى هذا الموقع بعد عزل اللواء مهدي مقولة قريب الرئيس السابق الذي اتهم بالتواطؤ مع «القاعدة» وتسهيل عملية السيطرة على محافظة أبين.
كما ان قربه من الرئيس هادي واخلاصه له جعل من دوره في قتال تنظيم القاعدة اكثر فاعلية حيث منح صلاحية ادارة قوات المنطقة العسكرية الجنوبية بدون تدخل من اي جهة بما فيها وزارة الدفاع، ونجحت رؤيته في اقتحام ابين من اربعة اتجاهات في الحاق هزيمة قاسية بتنظيم القاعدة حيث اجتاحت القوات البرية المحافظة من اتجاه محافظة لحج وعدن ومن اتجاه مديرية لودر ومن اتجاه محافظة شبوة فيما تولت القوات البحرية إغلاق الشريط الساحلي وقامت القوات الجوية بتوجيه ضربات مؤلمة للقاعدة عند فرارها من جبهات القتال.
ولقائد المنطقة العسكرية الجنوبية في اليمن سجل حافل بالانتصارات حيث كان القائد العسكري الذي اسقط محافظة شبوة في يد القوات التي كانت تدين بالولاء للرئيس السابق في حرب صيف 1994م مع قوات الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم جنوب البلاد، كما انه تولى مهمة استعادة مدينة الحوطة بمحافظة شبوة من يد تنظيم القاعدة في العام 2010.
الدور الفاعل للواء قطن في الحرب على الإرهاب جعلته محل اشادة وزارة الخارجية الأمريكية التي عبرت عن إدانتها بأشد العبارات للهجوم الإرهابي الذي استهدفه وهو في طريقه الى مقر عمله.. لكن واشنطن أكدت أنها ملتزمة بدعم الرئيس هادي ومن سيواصلون مهمة اللواء قطن لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا للشعب اليمني.
صعقة
اليمنيون الذين صعقوا لخبر اغتيال قطن الذي مثل رمزا لانتصارات هادي على تنظيم القاعدة استقبلوا بارتياح تأكيد وزارة الخارجية الأميركية بأن الرجل كان يقود المعركة ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وحقّق بعض النجاحات الهامة جداً في دفع التنظيم إلى الخروج من العديد من المدن.
وإذا كانت الأنظار تتجه صوب قائد قاعدة العند واللواء 125 ميكا اللواء محمود الصبيحي باعتباره ابرز القادة العسكريين المرشحين لخلافة قطن، فإن الحرب مع تنظيم القاعدة باتت اكثر خطورة إذ ان خروجه من المناطق التي كان يحكمها جعل البلاد ساحة واحدة لعملياته خصوصا وان التنظيم هدد صراحة باستهداف عدد من القادة العسكريين بينهم وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد.
ومع عودة «القاعدة» للتحرك في المناطق الصحراوية والمرتفعات النائية من اليمن فإنها ستركز في معركتها على الانتحاريين والسيارات المفخخة وهو أمر سيعقد من قدرة السلطات اليمنية التي لا تمتلك الأسلحة الحديثة ولا أجهزة الرقابة المتطورة ولا القدرة على منع الأجساد الملغمة من الانفجار.
*عن البيان