صندوق النظافة في عدن علامات من الاستفهام والتعجب؟!
صارت عدن بمدنيتها الخلابة وشوارعها الأخاذة عبارة عن قالب قمامة، سلب من هذه المدينة جمالها وألقها، وأفقدها رونقها وسحرها الخلاب الشيء الكثير.
أصبح تكدس القمامة وانتشار النفايات في مختلف شوارع عدن الرئيسية والخلفية ملفت بشكل كبير مما أدى ذلك إلى انزعاج المواطنين وعكر صفو مزاجهم وأثر على حياتهم بشكل سلبي.
لا يقتصر الحديث هنا عن تجمع القمامة فقط فطفح المجاري بشكل يشبه جريان الأنهار في الأودية منحنى أخر، فوصلا إلى حد لا يجب السكوت عنه ولابد من الوقوف أمام هكذا ظواهر وقفة جادة وحازمة تجاه القائمين على صندوق النظافة وتحسين المدينة التي تخلت عن مسؤوليتها ولم تحرك أي ساكن أمام سكوت السلطة المحلية.
فانتشار النفايات وسريان مياه المجاري على جنيات شوارع عدن لا يعكس صورة غير حضارية عن هذه المدينة فقط وإنما يترتب على ذلك أثار سلبية مختلفة من انتشار الأمراض والأوبئة يسببه انتشار البعوض والبكتيريا والجراثيم الناجمة عن تواجد القمامة بين الناس.
حاولنا التواصل كثيراً مع مدير صندوق النظافة وتحسين المدينة قائد راشد فوعدنا بلقاء خاص معه لتسليط الضوء عن عمل الصندوق وليقوم كذلك بالتوضيح للرأي العام عن ما يدور خلف الكواليس يحد من انتشال القمامة وتنظيف الشوارع ويقف عائقاً أمام عمل الصندوق، إلا أنه لم يفي بوعده لنا باستقبالنا في مكتبه حيث أنه لم يكن متواجداً فيه بحسب الموعد الذي حدده هو بنفسه، وبعدها لم يقم بالرد على أي اتصال أجريناه معه.
وكشف مصدر مسئول في مكتب صندوق النظافة فضل عدم ذكر أسمه: أن الصندوق والقائمين عليه أصبح يسير في اتجاه معاكس لاتجاه تطلعات عملية التغيير التي تحدثها السلطة المحلية القائمة على المحافظة عامدة إلى تشويه صورة عدن وإفشال عملية التغيير –حد قوله-.
مؤكداً على ذلك بقوله: أن عمال النظافة ومعظم مسؤولي الصندوق في المحافظة والمديريات يدارون بالرموت كنترول من قبل شخصيات نافذة متواجدة في السلطة المحلية محسوبة على نظام المخلوع صالح.
مضيفاً: وصل فساد الصندوق إلى درجة كبيرة حيث انه يقوم بعمليات سمسرة كتسليم مدينة إنماء لمقاول ليشرف على عملية النظافة أخذاً من كل منزل 650 ريال شهرياً.
مشيراً إلى غياب الرقابة والمحاسبة وتهميش أقسام رئيسية كقسم المتابعة وقسم التقييم إلى جانب تهميش قسم المخالفات وقسم الشرطة البيئية والحد كذلك من صلاحيات رؤساء الأقسام.
من جانب أخر يرى أحد عمال النظافة الذي أساءه توقف عمال النظافة عن العمل والقيام بواجبهم حيث قال: أستغرب تعمد زملائي العمال بالتوقف عن العمل وعدم القيام بواجبهم في الوقت الذي يحصلون فيه على أعلى راتب مقارنة بعمال النظافة في المحافظات الأخرى.
ليضيف قائلاً: فبسبب غياب الرقابة من قبل إدارة الصندوق وعدم المحاسبة يساعد العمال على التراخي في أداء واجباتهم.
ويقول المواطن هشام قاسم: أن ما يحدث في أروقة صندوق النظافة وتحسين المدينة ورفض عمال النظافة عن العمل عبارة عن منظومة متكاملة وحلقات متواصلة فساد مستشري، وعمل غائب، وتردي ملحوظ، وتدني خدمة مفتعل.
متسائلاً: لماذا لا يقومون بعملهم بالرغم من الميزانية الضخمة التي يمتلكونها، فالوضع أصبح فوق المحتمل فلا نستطيع السير بسبب تناثر القمامة وطفح مياه المجاري مما أنغص ذلك على معيشتنا.
ودعا قاسم في سياق حديثه السلطة المحلية والقائمين على النظافة في عدن الأخذ بعين الاعتبار حول ما آلت إليه المحافظة من تراكم للقمامة وعدم نظافة الشوارع، مشدداً عليهم العمل على تلافي ذلك والاهتمام بشكل أكبر في هذا الجانب والقيام بواجبهم على أكمل وجه.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها