مفتي تعز ينضم إلى تيار طهران ويبرئ الأسد من دماء السوريين
فجر مفتي محافظة تعز، كبرى محافظات اليمن من حيث عدد السكان، مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه الانضمام إلى تيار إيران في اليمن من خلال دفاعه عن الحوثيين، وتبرئة بشار الأسد من دماء السوريين، وتكذيب إعلان الحكومة اليمنية تفكيك شبكة تجسس إيرانية.
وكان مفتي تعز، التي تشهد نشاطا ملحوظا لتيار طهران، يلقب بمفتي الثورة اليمنية، حيث وقف ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وساند ثورة الشباب، لكنه بعد زيارته طهران ودمشق وذهابه فيما بعد إلى الحوثيين في صعدة غير مواقفه وأصبح أبرز رجل دين يمني ينضم إلى تيار طهران في اليمن.
وقال مفتي تعز، سهل بن عقيل، إن ما شاهده في إيران يعد معجزة، واعتبر ما يجري في سوريا مؤامرة خارجية وليست ثورة، وبرأ قوات الأسد من عمليات قتل الشعب السوري.
كما كذب المفتي الأنباء التي أعلنتها الحكومة اليمنية عن اكتشاف خلية تجسس إيرانية في اليمن، وقال إنها مؤامرة تستهدف النيل من إيران، وأن من حق إيران الدفاع عن مصالحها سواءً في اليمن أو في غيرها.
وكان مفتي تعز قد وصف، في تصريحات سابقة قبل زيارته طهران، ما يجري في سوريا بـ «المجازر»، ودعا الشعب السوري إلى الثورة ضد الأسد ونظامه الدموي.
ولم يكتفِ مفتي تعز بذلك بل دعا إلى إسقاط المبادرة الخليجية واعتبر أنها جاءت لتصفية الثورة ووأدها، وهو ذات الخطاب الذي يردده تيار طهران في اليمن، الذي أعلن عن إشهار ما سُمِيَ جبهة إنقاذ الثورة بزعامة البرلماني البارز في محافظة تعز سلطان السامعي.
وكان مفتي تعز زار مؤخرا محافظة صعدة، والتقى الحوثيين، وألقى محاضرات دينية تم نقلها على قناة المسيرة التابعة للحوثيين التي أفردت مساحة من برامجها لتغطية زيارته لهم.
وهاجم بن عقيل سلفيي دماج المحاصَرِين من قِبَل الحوثيين ووصفهم بـ «التلفيين الذين لا يفقهون من العلم شيئاً»، وذكر أن ما يقال عن اعتداء الحوثيين عليهم لا أساس له من الصحة.
وشن تيار طهران خلال الأيام الماضية حملة شرسة ضد الحكومة والرئيس عبدربه منصور هادي بعد إعلان تفكيك خلية التجسس الإيرانية، ورفض الرئيس استقبال مبعوث الرئيس نجاد.
وامتلأت الصحف والمواقع اليمنية المملوكة لحلفاء طهران في اليمن بمواد تحريضية ضد الرئيس، مدافعة عن حق إيران في دعم القوى الثورية في اليمن، وحق أي سياسي يمني في التحالف مع إيران أو غيرها.
بدوره، قال قيادي في حركة الإخوان المسلمين في اليمن لـ «الشرق» إن الحملة التي تُشَن ضد الرئيس والحكومة هي لتفادي أي إجراءات حكومية ضد حلفاء طهران، ولاستباق التحركات الرسمية التي قد تعتزم الحكومة اتخاذها بحق حركة السفر من وإلى طهران ومراقبة حركة التعاملات المالية لأنصار نجاد في اليمن.
وأكد القيادي الإخواني أن استقطاب تيار إيران لمفتي أكبر محافظة يمنية يعد مؤشرا خطيرا بعد انضمام سياسيين كبار وإعلاميين بارزين إلى التيار.