في ذكرى عيد الجيش الجنوبي ..العميد عشال قامة تحاكم التضليل وأول قائد لجيش الجنوب ينتمي للإخوان المسلمين (صورة)
حتفل المحاربون القدامي في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يوم الأحد الماضي الفاتح من سبتمبر بذكرى تأسيس جيشهم الذي يخوض أغلب منتسبيه نضالا سلميا في الشارع منذ إندلاع ثورة المتثاعدين العسكرين في مارس 2007م.
احتشدوا يف ساحة العروض ورفعوا أعلام دولتهم السابقة، وتعهدوا بتصعيد النضال السلمي لتحقيق هدفهم في إستعادة الدولة التي تماهت مع الشمال قبل 23سنة، ونظموا عرضا عسكريا رمزيا، لكنهم لم يقفوا أمام التاريخ ويحكوا للأجيال الجديدة في الحراك والرأي العام عن جيشهم ومآثره وإرهاصاته وهزائمه وأسباب وصوله إلى وضعه الحالي اليوم.
لم يرفعوا القبعات لقاداتهم الذين قضوا ومن ينتظر، وهي إشارة كان يجب ان يقولها متحدث الفعالية على أقل واجب تجاه تاريخ طويل لهذا الجيش الذي استعاد ذكريات من حقبة الإتحاد السوفياتي المنقرض والساحة الحمراء في موسكو، لكن بخل على قاداته العظام بذكرى عابرة ولفتة بسيطة تجسد وفاء الجنود والصف والضباط للقادة السابقين.
يبرز سؤال ملح في الأثناء، من هو أول قائد لهذا الجيش الذي احتفلوا بالأمس بذكرى تأسيسه، أليس التأسيس كان وراءه مؤسس، لماذا نتعمد كالعادة عجب التاريخ وإلغاء الواقع ؟..
العميد حسين عشال هو أول قائد للجيش الجنوبي في أول حكومة شكلت عقب الإستقلال في عهد الرئيس قحطان الشعبي، وينتمي لحركة الإخوان المسلمين.
دعونا نستمع إلى المنؤرخ الكمبير عبدالملك الشيباني وهو يسرد تفاصيل حياة العميد عشال:
العميد عشال قائد عسكري من الطراز الأول ومن النوع المتميز، والصنف الممتاز، ولقد خاض معارك عديدة وخاصة إبان حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني في الشطر الجنوبي من الوطن سابقاً.
وكان عظيم الشجاعة صلب المراس، راسخ الوجدان، قوي الجنان، لا تزعزعه أعتى المواقف وأعظمها التي تتزلزل لها القلوب، وتنخلع لها الأفئدة.
كما كان عميق الإيمان، قوي العقيدة، شديد التدين، ومن ثم كان عضواً ملتزماً في (جماعة الإخوان المسلمين) .
ولم يكن للعميد حسين عشال -رحمه الله- عمراً واحداً بل في الحقيقة كانت له أعمار وأعمار عديدة، ليس بحساب الأعوام والسنين التي قضاها على ظهر هذه البسيطة فتلك السنون والأعوام لا يقاس بها أمثاله من الكبار والعظماء والرواد فهؤلاء لهم مقاييسهم الخاصة بهم، والذين كان منهم (عشال) الذي كان له ذلك العمر الطويل والمديد بما كان له من عطاء ومنجزات ومشاريع لا حدود لها -حسب تعبير الأستاذ المفكر أحمد قائد الأسودي- وتأثير كبير واسع في مجريات تاريخ اليمن الطبيعية كلها.
وبما كان له من مخرجات، وبصمات واضحة وجلية خطها -بتوفيق الله تعالى له- فقد كانت له من جملة الآثار الحسنة التي خلفها من بعده، وهي -وسواها- إن شاء الله تعالى إنما هي من باب استمرار عمله وكتابة أجره في هذه الدنيا حتى بعد مماته.
ولقد ولدت هذه الشخصية اليمانية الفذة في مديرية (مودية) وبالتحديد في مكان منها يسمى (قرن عشال) في محافظة أبين عام 1927م.
ومن ضمن دراساته العسكرية أنه ابتعث في بعثة عسكرية إلى الأردن الشقيق في عامي 1961-1963م.
وكان حسين عشال أول وزير دفاع، وأول قائد لجيش جنوب الوطن -سابقاً.
ولقد وظف منصبه الهام هذا في خدمة قضايا شعبه وأمته، وخصوصاً في مسار قضية الشعب اليمني في الشطر الجنوبي -سابقاً- فسخر إمكانيات الجيش وقدراته في ذلك الاتجاه، وليكون الرديف الفعال لأبطال وفدائيي رجال التحرير والمقاومين وخاصة (كوادر الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل) آنذاك.
ومن مواقفه الشجاعة والبالغة الروعة -أي حسين عشال- خروجه إلى محافظتي شبوة وأبين حتى يضمن وقوفهما التام إلى جانب قضية التحرير فكان له ذلك، وكان من أهم العوامل الرئيسية في حسم التمثيل السياسي إبان مفاوضات الاستقلال من الاستعمار البريطاني في الشطر الجنوبي من اليمن -سابقاً- والذي انزعج منه فحاول إبعاده مراراً من موقعه ولكنه باء بالفشل، ومن الجدير بالذكر أن العميد «حسين عشال» كان عضواً في مجلس الشورى في الشطر الشمالي -سابقاً- عام 1988م.
وأسس مع غيره حزب «التجمع اليمني للإصلاح» بعد الوحدة المباركة وكان رئيساً لفرعه في محافظة أبين وتوفاه الله في محافظة تعز حيث عاش فيها ردحاً من عمره- في يوم الخميس 9/9/1993م- ودفن في مسقط رأسه في مديرية مودية -محافظة أبين.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها