قال إنه مع التمديد لهادي.. رئيس إصلاح عدن إنصاف مايو :بقاء الوحدة على الوضع الحالي مقدمه للانفصال ولا خوف من الفيدرالية
أعتبر أن مؤتمر الحوار الوطني عقد في أجواء من الندية والمناصفة بين الشمال والجنوب، وأن ما يتم من معالجات في الجنوب تأتي في إطار معالجة أوضاع النخب، في حين تغيب الجدية ويحظر التأخير في إصلاح أوضاع الشارع الجنوبي..عضو الحوار الجنوبي إنصاف مايو، يتحدث لـ صـحيفة "الناس" عن القضية الجنوبية ومآلاتها، وأسباب تعليق أعضاء الحراك الجنوبي عضويتهم في الحوار، وأسباب تعليق أعضاء الحراك الجنوبي عضويتهم في الحوار، في ثنايا الحوار التالي،،
***حاوره/ أحمد الصباحي
* ما هي قراءتك لمجريات الحوار الوطني في هذا الوقت الحساس الأيام الأخيرة من عمر الحوار؟
- الحوار الوطني يكاد يقلب أخر صفحاته، خاصة أن الفرق انتهت من مقررات الجلسة الأولى, وبعدها اجتمعت الفرق وأعادت صيغ القرارات واتخذت قرارات جديدة بصدد تقديمها إلى الجلسة الختامية، وبهذه الصورة تعطينا أننا على المراحل الأخيرة من عمر الحوار الوطني.
* لكن هل يسير الحوار إلى الانتهاء بالموعد المحدد أم أن التمديد وارد؟
- الحوار يسير نحو استكمال تصورات وقرارات لإعداد عقد اجتماعي جديد يحفظ لليمن أمنها واستقرارها ووحدتها.
* ماذا عن الحراك الجنوبي الذي جمد عضويته من المشاركة في الحوار، وطالب بمطالب كثيرة من ضمنها المناصفة والندية ومطالب أخرى، لماذا في مثل التوقيت الحساس من عمر الحوار؟
- طبعا لا شك أن القضية الجنوبية تعد أهم قضية في الحوار الوطني وهي قلب القضية الوطنية، واللجنة الفنية عندما أعدت اللائحة المنظمة لمؤتمر الحوار حددت آلية عقد هذا المؤتمر، واليوم نشعر أن المؤتمر عقد في ظل أجواء من الندية بين الشمال والجنوب حسب ما نصت عليه لائحة النظام الداخلي، اليوم مؤتمر عقد بمناصفة بين الشمال والجنوب من حيث قوام المؤتمر، من حيث تشكيلات المؤتمر ورئاسة المؤتمر ورئاسة اللجان ولجنة الانضباط، اليوم مؤتمر الحوار الوطني جاء في ظل أجواء من الندية.
* إذن المناصفة والندية كانت حاضرة منذ البداية؟
-نعم منذ البداية، لكن الأخوة في الحراك الجنوبي جاءوا إلى الحوار وسقوفهم مرتفعة، وبالتالي عليهم مسؤولية الحفاظ على مواقفهم هذه ويقنعوا بها مؤتمر الحوار ويقنعوا بها أنصارهم في الشارع الجنوبي، إذا تم التراجع عن هذه السقوف عليهم أن يعودوا إلى أنصارهم.. هم لا شك لديهم أنصار في الجنوب وعليهم أن يعودوا ويحاورا أنصارهم بما سيخرج وسيتم التوافق عليه في مؤتمر الحوار.
*لكن لماذا التجميد في مثل هذا الوقت الحساس من عمر الحوار؟
- أعتقد أنهم أرادوا مساحة من الوقت ليحاوروا أنصارهم في الشارع الجنوبي وسيصلوا هم وأنصارهم إلى رؤى ربما سيتم الخروج بها في مؤتمر الحوار الوطني.
* وهل تعتقد أن عندهم النية الجادة للمواصلة في الحوار؟
- لاشك هم لم يقاطعوا، هم علقوا عضويتهم وقالوا يريدون أن يأخذوا وقتهم في مسألة التشاور مع أنصارهم.
* لكن ما هو ردك على من يقول أن الحراك الجنوبي وبعض أبناء الجنوب يبتزون الشمال يبتزون الشمال بدعوى المظلومية؟
- أنا أقول أن هناك نخب سياسية تعمل على هذا الأمر، والجنوبيين مورس عليهم الظلم والى اليوم كثير من حقوق أبناء الجنوب لم تعاد، سواء المدنية أو العسكرية أو غيرها، اليوم ما يتم معالجته فقط معالجة أوضاع النخب.
*وماذا عن الطبقات الأخرى غير النخب؟
- الشارع الجنوبي ما يزال يئن من المظالم التي مورست عليه، وبالذات أبناء عدن مورس عليهم كثير من الظلم والانتهاكات، واليوم نشعر أن الدولة لم تعيد حقوق أبناء هذه المحافظات .
* الدولة تعالج مشاكل النخب، والنخب هم من يمثلون الشارع، لماذا لا يطالبون بحل مشاكل الشارع الجنوبي ويسعون بأنفسهم لحلها؟
- نحن نريد الدولة أن تلامس حقيقة هذه المظالم في الشارع الجنوبي وتعالج مشاكل الجنوب، اليوم الشارع الجنوبي وأبناء المحافظات الجنوبية يريدون العدل والمساواة ورفع الظلم، كثير من أبناء المحافظات بدون وظائف وبدون أي فرص.
* الاعتذار الذي قدمته الحكومة للجنوب، ما ذا يمثل لكم في الجنوب؟
- أنا شخصيا أقول أنها خطوة ايجابية، وتعد خطوة من خطوات لترميم النفوس وترميم الجراح التي أصابت الشارع الجنوبي.
* هل كان مرضيا هذا الاعتذار بالنسبة للشارع الجنوبي؟
- هي خطوة من خطوات، يجب أن تتبعها خطوات جادة على الواقع لمعالجة التقاعد المبكر، ورد الحقوق وكثير من المظالم التي مورست في الجنوب، لا نرى أن الاعتذار سيكون الخطوة الوحيدة لكن يجب أن يتبعها خطوات جادة في معالجة الأوضاع.
* بالأمس الأول الحكومة أقرت مصفوفة إجراءات تنفيذية للنقاط ال31؟
- اليوم نحن نقدر وضع الحكومة في وضع هذه المصفوفة، لكن المسألة واضحة، على سبيل المثل، كثير من أبناء القوات المسلحة ممن هم في سن الخدمة، لماذا لا تتقدم وزارتي الدفاع والداخلية استدعاء هؤلاء وتمكينهم في أعمالهم، ما هي الكلفة في هذا الموضوع، هؤلاء الضباط يستلموا مرتباتهم وحقوقهم، ما هي المشكلة من استدعائهم إلى أعمالهم، من كان قائد لواء يعود قائد لواء، ومن كان قائد منطقة يعود قائد منطقة، ومن كان مدير عام يعود، لا يوجد أي مشكلة، إذن، لماذا التأخير؟!
*ما تحدثت عنه موضوع ضمن المصفوفة التي أقرتها الحكومة؟
- نعم، نقدر نقول أنها خطوة تكون واضحة ومعروفة ويجب أن يعودوا إلى ما كانوا عليه، ما فيش أي مشكلة، ولو كان في أحد يستحق الترقية يرقى، إذن لماذا التأخير في ترتيب أوضاع هؤلاء الناس.
* أفهم أن هناك تأخير في ترتيب أوضاع العسكريين الواضحة أعمالهم؟
- نعم هناك تأخير، اليوم الجدية غائبة وواضح أن هناك تأخير.
* من يتحمل مسؤولية هذا التأخير؟
- الدولة بشكل عام، والنظام القائم.
* من يحكم حاليا حتى نحمله المسؤولية؟
- كل المؤتلفين في حكومة الوفاق يتحملون المسؤولية.
* طيب حول حلول القضية الجنوبية هناك تصورات كثيرة من ضمنها الفيدرالية والاتحادية وغيرها، برأيكم ما هي الحلول المناسبة ؟
- الإصلاح قدم رؤيته، وهي دولة اتحادية من عدة أقاليم ونرى أن هذه فرصة، اليوم كل الأحزاب السياسية وكثير من منظمات المجتمع المدني المشاركة في مؤتمر الحوار قد اتفقت في رؤاها على هذا الرأي وعليهم أني يكونوا جادين في صناعة هذه الرؤية وفي إخراجه، بحيث لا تكون صيغة مفرغة من مضمونها، يجب على كل القوى أن يكونوا جادين في صياغة هذه الصورة من خلال الجدية والصدق في إعطاء الصلاحيات وخاصة الصلاحيات المتعلقة بالشراكة وتوزيع الثروة، عندما أقول دولة من عدة أقاليم يجب أن أعطي الإقليم الصلاحية الكاملة في اتخاذ القرار وفي الشراكة وفي توزيع الثروة، نحن لا نريد دولة متعددة الأقاليم مفرغة من مضمونها ومحتواها، كل هذه القوى طالما وقد اتفقت على هذه الرؤية يجب عليهم أن يشرعوا في قضية وضع الصلاحيات الكاملة.
* كم أقاليم مناسبة ؟
- لم تحدد عدد الأقاليم، وقالوا عدة أقاليم وأعتقد أن هناك لجنة فنية ستحدد هذا الموضوع.
* كم تتوقع أقاليم مناسبة للوضع في اليمن، إقليمين ثلاثة أو أكثر؟
- لا أستطيع أن احدد عدد الأقاليم، لكن من خلال هذه الرؤية أتمنى أن يكون هناك إقليم خاص لعدن، نظرا لموقعها وأهميتها التاريخية والاقتصادية والتنموية، هذه المنطقة التي حرمت منذ الاستقلال حتى اليوم، يفترض أن يعي اليمنيون أهمية هذه المنطقة، بحيث تعطى إقليم اقتصادي يراعي موقعها ويراعي ميناءها الجغرافي، بحيث تكون هذه المنطقة الرئة لكل اليمن.
* الرئيس هادي تحدث قبل فترة عن ستة أقاليم منها إقليم عدن الاقتصادي؟
- هي أطروحات، ونحن نسمع عدد من المقترحات، هناك اقتراحات كثيرة، ولا أستطيع أن خوض في عدد الأقاليم، لكن الذي أتطلع عليه أن نتفق في مؤتمر الحوار على إعطاء عدن اقليم خاص.
* هناك مكونات جنوبية داخل مؤتمر الحوار قدمت رؤية لإنشاء إقليمين جنوبي وشمالي وفي كل إقليم مقاطعات، هل فكرة المقاطعات مطروحة؟
- أنا اطلعت على هذه الوثيقة التي قدمت من هذه المكونات، وهي أشارت إلى دولة اتحادية من عدة أقاليم وهي قدمت مبادئ أحدها وجود المناصفة بين الشمال والجنوب.
* أنتم كجنوبيين ما زلتم مصرين على المناصفة بين الشمال والجنوب؟
- يجب أن يتحقق هذا الأمر من أجل إعادة الثقة بين الأطراف.
* ما رأيك بمن يقول أن الفيدرالية هي جزء من مقدمة للوصول إلى الانفصال؟
- هذه تخوفات غير منطقة، أنا أقول أن بقاء الوضع كما هو هو مقدمة للانفصال، لكن أن يخرج مؤتمر الحوار إلى تسوية جديدة وتصورات جديدة ليمن جديد في إطار الوحدة اليمنية أفضل من بقاء هذا الوضع.
* لكن ألا تخاف على الوحدة من التشظي ؟
- لا أرى أنه في ظل وجود دولة متعددة من أقاليم لا خوف على الوحدة.
* وهل الوضع الاقتصادي مناسب لإقامة دولة متعددة الأقاليم؟
- هناك صعوبات اقتصادية تواجه الوضع وتحديات كبيرة، سواء كان في ظل دولة اتحادية من عدة أقاليم أو حتى في ظل الوضع الحالي، الدولة المركزية.
* برأيك ما سر خفوت الصوت الوحدوي في الجنوب، هل هناك مضايقات على الوحدويين في الجنوب؟
- نحن نقدر نقول أن القياس على الوضع الراهن خطأ، في ظل غياب الدولة.. القياس أن هناك خفوت للصوت الوحدوي أو ظهور للصوت الانفصالي في ظل هذه الأوضاع التي تعيشها المحافظات الجنوبية من فوضى ليس موضوعي، الشعب في الجنوب كثير منهم متمسكين بالوحدة، لكن الوحدة العادلة التي ستحقق لهم مساواة وتحافظ على حقوقهم، وتحقق دولة حقيقة في حياتهم هم معها. لكن في ظل الأوضاع السابقة التي عاشها الجنوب منذ 22 مايو حتى كان هناك مزيد من تكريس الظلم، اليوم الجنوبيين يشعروا أنه تم الغدر بهم في 22 مايو عام 90 لأنها تمت شراكة بين كيانين سياسيين فشل كل منهم في إدارة الشطر الذي كان يحكمه، ثم عادوا إنتاجهم في مايو 92 ومارسوا نفس الظلم.
* الشريكان من الشمال والجنوب؟
- نعم، وتحاربوا في 94م، ويتحملوا المسؤولية، لكن اليوم إذا وجدت تسوية جديدة تحت سقف الوحدة تضمن لكل منقطة ولكل محافظة ولكل شطر حقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية فالجنوب سيكون معها.
* لكن بصراحة هناك اعتداءات متكررة على أبناء الشمال في الجنوب،؟
- الاعتداءات هذه نتاج التعبئة السياسية الخاطئة، ناهيك أن النظام السابق استطاع أن يوسع الفجوة بين شاب الثورة والحراك الجنوبي، واستغل هذا الموضوع في توسيع الفجوة، والوصول بهذا الشكل الفوضوي والانتقام من أبناء المحافظات الشمالية، اليوم الكثير من المحسوبين على النظام السابق يجروا الجنوب إلى مربع الفوضى والعنف والاقتتال الأهلي.
* لكن من يمارسها ومن تحملون مسؤوليتها؟
- لا أحملها كيان بعينه، لكنها حالات فردية شخصية، لا يوجد كيان نستطيع أن نحمله المسؤولية، لكن نقول أن هناك عناصر كانت محسوبة على النظام السابق تعلقت أسوار الحراك الجنوبي وغذت الفجوة بينهم وبين شباب الثورة وخلقت نوع من الفتنة والاحتقان بين الحراك وشباب الثورة.
* وماذا عن الاعتداء المتكررة على مقرات الإصلاح في الجنوب؟
- حتى الاعتداءات على مقرات الإصلاح في الجنوب تأتي في هذا السياق، في اتجاه أن المحسوبين على النظام السابق اليوم يحركوا بأدواتهم السابقة الكثير من عناصر الحراك ضد كل من هو ثوري وليس الإصلاح فحسب.
* الجنوب الآن أصبح طوائف شتى، ولم نعد نعرف من يمثل الجنوب، وما هي قضيته، من يمثل الجنوب؟
- اليوم الجنوب كل أبناء الجنوب بمختلف أطيافهم وكياناتهم السياسية والمدنية يعبروا عن الجنوب، ولا يوجد تيار واحد يعتبر ناطق رسمي بالجنوب.
* الحراك الجنوبي يبدو وكأنه من يتحكم بالقضية ويرفع صوته بها؟
- الحراك الجنوبي فصيل واحد من عدة فصائل في الجنوب ولا يمثل لوحدة القضية الجنوبية.
* ما هو مستقبل القضية الجنوبية، وهل استفاد الجنوب من الحوار الوطني؟
- القضية الجنوبية بعد ثورات الربيع العربي نستطيع أن نقول أنها احتلت المقدمة لكل القضايا على مستوى الساحة الوطنية، وأصبحت القضية الجنوبية ينتصر لها في كل ساحات الجمهورية، وانعكس هذا في مؤتمر الحوار الوطني، كل المشاركين في المؤتمر بمختلف المحافظات اليوم أصبحوا يقدرون ويتفهمون لحقيقة الأوضاع في الجنوب.
* بمعنى أن الجنوب استفاد من الحوار؟
- طبعا، استفاد من الثورة، ومن الحوار الوطني الشامل كذلك.
* ما هو تقييمك لأداء حكومة الوفاق الوطني؟
- شخصيا لست راض عن أداء حكومة الوفاق، ولا أحمل طرف دون آخر، لكن طبيعة التسوية السياسية تقتضي أن نتحمل المسؤولية معا في إخفاقات الحكومة، وهي تواجه تحديات وصعوبات كبيرة جدا، ولا ننسى أن النصف منها محسوب على النظام السابق، وهذه التركيبة تجعلنا اليوم أمام تحدي كبير وأن نتفهم لإخفاقاتها.
* ماذا عن الرئيس هادي؟
- أنا أصف الرئيس هادي بالبطل، الرئيس لا شك أن التاريخ سيسجل التاريخ اسمه بالذهب.
*لماذا؟
- لأنه قبل التحدي ويواجه صعوبات كبيرة في كيف إخراج اليمن من هذا الوضع، ولا نتصور الصعوبات التي يتحملها هادي، هو يتحمل مهمة وطنية شاقة وجسيمة من أجل إخراج اليمن من الوضع السابق إلى المستقبل.
ونحن ندعوا له بالتوفيق وسنكون له جنودا في عدن وفي غير عدن، وندعم كل توجهاته وخطوتاه، لأنه قبل التحدي الكبير وقبل المهمة التي عجز عن تنفيذها الآخرون.
* هل أنت مع التمديد له؟
- وجود مهمات كبيرة لم تنجز تدعو القوى السياسة أن تلتف حول الرئيس هادي وأن تدعم جهوده وخطواته لاستكمال مرحلة التغيير التي قد تحتاج إلى مزيد من الوقت بمعنى التمديد له لسنتين أو أكثر .
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها