عودة شعلة مصفاة عدن للتوهج مع وصول أول شحنات نفط مأرب
بعد أكثر من عام على انطفائها ، عادت شعلة مصافي عدن للتوهج مجددا مع وصول أولى الشحنات من نفط مأرب الخام بعد أسابيع من عودة الإنتاج في الحقل شمال شرقي اليمن واستئناف ضخ النفط إلى ميناء رأس عيسى على البحر الاحمر عبر أنابيب تعرضت للهجمات والتفجير على مدى اكثر من عام ونصف ، قبل ان يعاد إصلاحها مؤخرا .
وأوضح المدير التنفيذي لشركة مصافي عدن الدكتور" نجيب منصور العوج" لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) انه تجري حاليا في ميناء الزيت بمصفاة عدن الترتيبات الفنية لإفراغ حمولة الباخرة (ايرو بروجرس) والقادمة من ميناء رأس عيسى وعلى متنها الشحنة الأولى من نفط مأرب الخام والمقدرة بنحو /630/ ألف برميل بما يعادل /80/ ألف طن متري .
واعتبر الاعوج في تصريح نقلته وكالة سبأ الرسمية أن وصول هذه الشحنة جاء بعد جهود حثيثة ومتابعة متواصلة من فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي وجه بإصلاح أنبوب النفط وإعادة ضخ نفط مأرب الخام بصورة عاجلة..معربا عن تقديره لجهود القيادة السياسية وللفريق الهندسي التابع لشركة صافر لإنتاج النفط الذي قام بإصلاح الأنبوب في وقت قياسي.. مؤكدا ان وصول هذه الشحنة سيسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وسيعيد تشغيل المصفاة وتوهج شعلتها المتوقف منذ أكثر من عام.
وأشار إلى أن وصول هذه الشحنة جاء متزامنا مع قطع الشركة لشوط كبير في مشروع تحديث المصفاة وتطويرها سواء من خلال التحديث الجزئي أو إنهاء الدراسات الفنية والهندسية للوحدات أو من خلال الموافقة على إدراج مشروع تطوير وتحديث المصفاة ضمن المشاريع الإستراتيجية لليمن والتي ستقدم لمؤتمر المانحين الذي سيعقد في الرياض بعد قرابة شهرين.
ودعا الدكتور العوج إلى تكاتف جهود الجميع من اجل إنجاح مشروع التحديث والتطوير للمصفاة.. لافتا إلى أن هناك شركة أجنبية متخصصة يتم حاليا التواصل معها لوضع اللمسات الفنية والمالية وسيتم في القريب العاجل بعد الاتفاق معها على الخطوات العملية لانجاز هذا المشروع الاستراتيجي العملاق.
ومنتصف الشهر الجاري قالت شركة صافر المشغلة لخط أنابيب مأرب إن النفط عاد للتدفق بعد إصلاح الخط الذي ظل مغلقا لمدة 18 شهرا بسبب أعمال تخريب مما اضطر اليمن للاعتماد على منح من الوقود، وتكبد خسائر تجاوزت 4 مليار دولار، وانذر مؤخرا بوصول اقتصاد البلاد لحافة الهاوية.
ويتم ضخ النفط من حقل مأرب إلى مرفأ ميناء رأس عيسى على البحر الاحمر، ثم يحمله خط انابيب بحري إلى ناقلة نفط ضخمة تم تحويلها لمنشأة تخزين وتحميل عائمة.
وقبل إغلاقه بسبب هجمات في 2011 كان الخط ينقل نحو 110 الاف برميل يوميا من الخام الخفيف منخفض الكبريت إلى مرفأ تصدير رأس عيسى على البحر الأحمر الذي تقوم بتشغيله صافر.
واوقفت عدة هجمات استهدفت الخط بمأرب تدفق الخام للمصفاة الرئيسية في عدن لتعتمد البلاد علي منح الوقود من السعودية ، وتسببت بخسائر بلغت اربعة مليار دولار حسب تصريح لوزير النفط اليمني الاسبوع الماضي.
وعززت حملة عسكرية ممزوجة بتفاهمات مع القبائل في عملية اصلاح خطوط انبوب النفط في مأرب ،اثر تحذيرات من وصول اقتصاد البلاد لحافة الهاوية عكسه وزير النفط والمعادن المهندس هشام شرف عبد الله بالقول ان إمكانات اليمن الاقتصادية يكاد يقضي عليها ، نتيجة تفاقم ما يتكبده من خسائر يومية منذ عام ونصف جراء توقف ضخ النفط من انبوب صافر بمحافظة مارب شمال شرقي اليمن إلى ميناء التصدير في رأس عيسى على البحر الأحمر بفعل التفحيرات لخطوط الأنابيب.
واوضح وزير النفط والمعادن هشام شرف في تصريحات الاسبوع الماضي إن خسائر اليمن تجاوزت اكثر من اربعة مليارات دولار، جراء توقف ضخ النفط من انبوب صافر الرئيسي الممتد إلى رأس عيسى، مشيرا إلى ان الانبوب متوقف منذ فبراير 2011م الى اليوم جراء الاعتداءات المتكررة عليه باستثناء شهر واحد الذي فتح فيه في شهر سبتمبر من العام الماضي وهو ما كبد اليمن خسائر كبيرة كانت ستساهم في تنمية البلد.