مراسل الجزيرة يصف رحلته الى رابعة العدوية بـ(ذهبت صحفيا وعدت عاشقا)
ترجم مراسل قناة الجزيرة الاعلامي احمد الشلفي ماحدث في مصر من قتل ومجازر بحق المعتصمين السلمين شعرا ونثر كل مايريد ان يحكيه عن ميدان رابعة والانقلاب والثورة بقالب ابداعي ادبي رائع فبعد عودته من مصر كان للزميل الشلفي ان يكتب شعره قائلا:
حزين أنا ..
قلبي قطع من حنين وبكاء
ذهبت صحفيا
وعدت عاشقا
قلت لكم رابعة ليست جغرافيا
إنها إيماءة روحيه
صورة من صور الشجن
وطن صغير كان يتشكل
بل وطن تشكل
الخيمة الأولى
والصرخة الأولى
والرفض الأول
اعرف أنكم لن تصدقونني
لكن سأدعكم تستمعون لقلبي
سأتركه يقول كل شيء
العاشقة الصوفية رابعه كانت تترنم
وليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
أصبحت أرضا ترمزللحريه
تنبت سنابل وأغنيات ضياء
عيون البنات والامهات
عزم الرجال والشباب
الأطفال الذين يولدون هنا
أغان ومواسم فرح
كل هؤلاء كانوا ينتظرون
فيولد معهم حلم جديد
بأن يعود أملهم المسروق
هنا كانوا يصلون بخشوع
وهنا كانوا يحملون مصاحفهم ويرتلون
ألا إن نصر الله قريب.
وهنا كانوا يرددون أناشيدهم الحماسيه
وهناك في الخيام
كانوا يقتسمون الخبز والماء
مع أحبائهم.
حتى العيد انتظروه في رابعه
وصنعوا كعك فرح بطعم الحريه
رابعة ليست ميدانا قلت لكم
إنها جمهورية لمواطنين طيبين مسالمين
فتيات طيبات وقويات
وفتيان فرسان
ونساء من المحروسه
ورجال اصيلون
بنوا خيامهم ليقولوا لمن حولهم
نحن نحبكم.
نريد أن نبني وطننا المشترك
لم يستمع احد اليهم
قرر الشيطان أن يصادر سكينة رابعه
أحلامها العذبه
لم يشأ أن ترسم رابعة ميلادها الجديد
وتهديه للفقراء والعشاق والاطفال والريفيين
رابعة كانت فردوس اولئك الساكنين وعائلاتهم الصغيره نحو الحريه.
أرادوا فقط ألا يموتوا مرة أخرى دون سبب
أن يسمعوا صدى أصواتهم
أن يعطوا الخبز للجائعين
وأن يعودوا الى منازلهم
دون أن يصرخ في وجههم أحد
أيها الإرهابيون.
كانوا في انتظار الفجر
وكان القتلة في انتظار اغتيال أحلامهم
اغتالوا كل شيء
الآدميه
الفرح في العيون
المواعيد
المآذن والصلاة
حتى لثغة الأطفال
اغتالوا كبرياء التراب
وابجدية الحياه
كان الميدان كله يحترق
ورابعة العاشقة كانت
تقرأ القرآن وتبكي
وتصب لعناتها على المجرمين
يصرخ طفل في حضن أمه
يا امي
ماهذا الدم
لماذا تحرق الخيام ويموت أصدقاؤنا
صدقوني سأبكي طويلا.
سيخنقني الحزن .
لكن رابعة أكبر من ميدان
إنها روح بحجم الحرية التي تجعلك
تموت مطمئناومبتسما.
ترفع سبابتك وتومئ باتجاه السماء
تصرخ
ياالللللللللله
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها