مئات الجثث المكدسة بمسجد بالقاهرة لم يتم التعرف عليها
قال محمد نصيري، إمام مسجد مسجد الإيمان، شرقي القاهرة، لمراسل الأناضول إن المسجد استقبل حتى صباح اليوم الخميس أكثر من 310 من جثامين الضحايا الذين سقطوا قتلى في فض اعتصام ميدان "رابعة العدوية"، شرقي القاهرة أمس الأربعاء. حسبما نقلته وكالة الأناضول.
وناشد أطباء في المستشفى الميداني الجديد الذي تم إعداده في مسجد قريب من منطقة "رابعة العدوية"، شرقي القاهرة، السلطات المصرية بتوفير أماكن لاستيعاب الجثث الجديدة التي تم العثور عليها والتي سقطت خلال عملية فض اعتصام مؤيدي الرئيس المصري المقال محمد مرسي في المنطقة.
وقال طبيب، رفض ذكر اسمه، في المستشفى الذي يبعد نحو كيلو مترين عن ساحة الاعتصام الذي تم فضه أمس: "نناشد مصلحة الطب الشرعي توفير مشرحة جديدة بعد أن امتلأت مشرحة زينهم (المشرحة الرئيسية في القاهرة) بالجثث"، مشيرا إلى وجود 350 جثة داخل مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد في المنطقة يُخشى أن تتعرض للتعفن إن لم يتم نقلها إلى المشرحة، خاصة وأن عددا منهم مجهول الهوية ولم يتم الاستدلال على ذويه لتسليمه إليهم.
وأضاف الطبيب أن "عددا من هذه الجثث تم العثور عليها محترقة داخل الخيام التي تم إحراقها خلال فض الاعتصام وأخرى تم العثور عليها في الشوارع الجانبية في الساعات الأخيرة الماضية".
وتابع أنه لم تصل إلى مقر المسجد حتى الصباح سيارت إسعاف لنقل الجثث.
ويأتي ذلك فيما يواصل الأهالي من المحافظات المختلفة التوافد على مسجد الإيمان للبحث عن ذويهم المفقودين.
وأشارت وكالة الأناضول إلى أن الأهالي يبحثون بين الجثامين عن ذويهم، وسط حالة من الحزن الشديد والبكاء الهستيري، لافتا إلى أن الكثيرين يفشلون في التوصل لهم؛ إما لعدم وجودهم ضمن الضحايا، أو لصعوبة التعرف عليهم، حيث أن عددا كبيرا من الجثامين "محترقة بالكامل".
وكان لافتا إطلاق الزغاريد من إحدى الأسر عندما عثرت على ابنها بين المتوفين؛ حيث كان يستعد لعقد قرانه بعد يوم على الأكثر، قائلين إنهم يشيعونه "شهيدا" إلى "عروسه في الجنة".
وتحول مسجد الإيمان في وقت سابق من يوم أمس إلى مقر لاستقبال جثامين ضحايا فض اعتصام رابعة وإلى مستشفي ميداني لعلاج المصابين.
وقال شهود عيان إن أفراد من المعتصمين في ميدان رابعة والأهالي، يواصلون منذ مساء الأربعاء وحتى صباح اليوم جمع جثامين الضحايا الملقاه في شوارع منطقة رابعة ومحيطها؛ حيث يقومون بنقلها إلى مسجد الإيمان عبر سيارتهم الخاصة.
فيما قام المسؤولون عن المستشفى الميداني بتصنيفهم من خلال أوراق الهوية التي يعثرون عليها معهم، لافتين إلى أن عددا كبيرا منهم مجهول الهوية وفي انتظار وصول من يتعرف عليهم من ذويهم ومن ثم استخراج تصاريح بدفنهم.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان لها صباح اليوم ان ضحايا أحداث أمس زادوا عن 450 قتيلاً ونحو أربعة آلاف جريح.
لكن يوسف طلعت، عضو "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد لمرسي"، صرح لفضائية "الجزيرة" الإخبارية، مساء الأربعاء، بأن لديهم احصائية بـ 2600 قتيل و7000 جريح جرى توثيقها في عملية فض اعتصام "رابعة العدوية"، مضيفا أن هناك أعدادا أخرى من القتلى لم يتم توثيقهم، على حد قوله.
وعادة، لا تعلن وزارة الصحة المصرية إلا عن الضحايا الذين يتم نقلهم بسيارات الإسعاف التابعة لها أو أولئك الذين يتم إسعافهم عبر مستشفياتها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها