المستشار السياسي لرئيس الوزراء اليمني: تنظيم القاعدة يسعى للمغامرة لاستعادة ثقة أفراده
منذ تولى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي منصبه في فبراير/شباط 2012 بعد تنحي سلفه علي عبد الله صالح تحت ضغط ثورة شعبية، قاد هادي عمليات واسعة النطاق مدعومة بهجمات أميركية بطائرات بدون طيار في جنوبي اليمن وشرقيه، ضد عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، حيث قتل مؤخرا 15 من ناشطي التنظيم في غضون ثلاثة أيام.
ويؤكد مسؤولون يمنيون أن تنظيم القاعدة أصابه "الوهن" جراء الضربات العسكرية التي تلقاها. بينما يرى محللون أن العمليات العسكرية قد تضعف الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة، لكنها لن تقضي عليها، ويؤكدون أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرة على الاستقطاب والتمدد.
مواجهة شاملة
ويرى المستشار السياسي لرئيس الوزراء اليمني علي الصراري أن الحملات الأمنية والعسكرية المتواصلة ضد القاعدة في اليمن نجحت إلى حد كبير في ضرب العديد من المراكز القيادية، وأحدثت انهيارا في صفوف التنظيم من الناحية المعنوية.
وقال الصراري في حديث للجزيرة نت إن "تنظيم القاعدة يعيش حالة من الذعر ويسعى للقيام ببعض المغامرات لاستعادة ثقة أفراده بقدرتهم على التأثير ورفع حالتهم المعنوية". ولذلك يأتي "تصعيد الضربات الجوية الأميركية ضد عناصر التنظيم لمنع حدوث هذه العمليات المحتملة".
وأكد أن "ضربات الطائرات الأميركية نجحت في الحد من نشاط القاعدة"، مشددا في الوقت نفسه على "ضرورة التزام هذه الضربات بالدقة لتجنب إصابة المدنيين الأبرياء بأضرار، وهو ما قد يصب في صالح القاعدة".
ورداً على سؤال للجزيرة نت عن الانتقادات الموجهة للحكومة باعتبار الهجمات الأميركية انتهاكا للسيادة الوطنية اليمنية، قال "نظام الرئيس السابق على عبد الله صالح هو الذي وقع اتفاقيات تعاون أمني مع الأمم المتحدة بهذا الخصوص. وإن ما يفعله النظام الحالي هو الالتزام بهذه الاتفاقيات".
وأضاف "ينبغي عدم اقتصار مواجهة القاعدة على الوسائل العسكرية والأمنية، بل يجب العمل بحزمة متكاملة من الإجراءات الإعلامية والدعائية وإشراك القوى السياسية والشعبية في هذه المواجهة".
نجاح محدود
من جهته أشار الباحث في شؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي إلى أن "تصاعد الضربات الأميركية المكثفة قد تسبب بخسائر كبيرة قد تصيب بعض الأطراف والأجزاء من جسم القاعدة، لكنها لم تصل بعد إلى العمق لتكون حلا نهائيا".
وقال الجمحي في حديث للجزيرة نت إن إغلاق السفارات الأميركية في أكثر من 18 دولة بسبب ما وصفتها واشنطن بتهديدات من القاعدة "يكشف حجم المخاوف التي لا يزال يمثلها التنظيم. ويؤكد أنه لا يزال يملك عناصر القوة والاستمرارية".
واعتبر أن توالي الضربات الأميركية الدقيقة بالطائرات بدون طيار ونجاحها في اغتيال نشطاء فاعلين في القاعدة، أبرزهم نائب قائد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري وقيادات عسكرية أخرى، بأنه دليل على حدوث حالة اختراق في صفوف التنظيم.
خيار القوة
ويتصاعد الدور الأميركي في الحرب على القاعدة في اليمن في ظل انتقادات واسعة يبديها سياسيون ومثقفون يمنيون لاستخدام الطائرات بدون طيار، لأنها تشكل انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية، واستهدافا للأبرياء من المدنين، وممارسة للقتل خارج إطار القانون ودون محاكمة قانونية عادلة.
وقال الصحفي المتخصص في شؤون القاعدة عبد الرزاق الجمل إن "واشنطن تراهن في حربها على القاعدة بشكل رئيسي، على الخيار الأمني والعسكري، وإنها أوجدت -لهذا السبب- في اليمن وضعا يعطيها المزيد من الصلاحيات في استخدام خيار القوة".
وإستبعد الجمل في حديث للجزيرة نت وجود أي علاقة لتصاعد الغارات الأميركية الأخيرة بتهديدات من القاعدة، والتي وصفها بأنها تهديدات مسربة من الاستخبارات الأميركية. مشيراً إلى "أن وجود القاعدة في حد ذاته هو تهديد للمصالح الأميركية والغربية في اليمن، لأن القاعدة تعتبر تلك المصالح أهدافا مشروعة لها".
المصدر:الجزيرة
بتصرف من عدن بوست في العنوان
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها