زواج المسيارفي ميزان الشريعة ..ماهو زواج المسيار ؟؟
الزواج سكن ومودة ورحمة، وقال تعالى: «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ». وكلمة «مسيار» كلمة عامية تستعمل في بعض بلاد الخليج بمعنى الزيارة النهارية والمرور وعدم المكث الطويل، وأطلق هذا الاسم على هذا النوع من الزواج، لأن الرجل يذهب الى زوجته غالباً في زيارات نهارية شبيهة بما يكون من زيارات الجيران. يقول الدكتور يوسف القرضاوي: وزواج المسيار زواج شرعي يتميز عن الزواج العادي بتنازل الزوجة فيه عن بعض حقوقها على الزوج، مثل ألا تطالبه بالنفقة، والمبيت الليلي، ان كان متزوجا، وفي الغالب يكون زواج المسيار هو الزواج الثاني او الثالث، وهو نوع من تعدد الزوجات وابرز ما في هذا الزواج: ان المرأة تتنازل فيه بإرادة تامة واختيار ورضا عن بعض حقوقها، هذا الذي افهمه عن زواج المسيار. ويقول: انا لست من محبذي زواج المسيار، فأنا لم اخطب خطبة ادعو الناس فيها لزواج المسيار، ولم اكتب مقالاً ادعوهم فيها لمثل هذا الزواج، وانما سئلت عن رأيي في زواج المسيار. وهنا لا يسعني الا ان اجيب بما يفرضه علي ديني. وقال: بعض من عارضه كره الأمر، وانا معه اكره الامر، ارى انه مباح مع الكره، انه حلال، ولكنه لا يحبذ، ولا يستحب، ويخشى ان يكون من ورائه الاضرار.
الحقوق
ويقول الشيخ عبدالله بن منيع: الذي افهمه من زواج المسيار انه زواج مستكمل لجميع اركانه وشروطه، فهو زواج يتم فيه ايجاب وقبول وبشروطه المعروفة من رضا الطرفين والولاية والشهادة والكفاءة وفيه الصداق المتفق عليه، ولا يصح الا بانتفاء جميع موانعه الشرعية، وبعد تمامه تثبت لطرفيه جميع الحقوق المترتبة على عقد الزوجية من حيث النسل والارث والعدة والطلاق والسكن والنفقة وغير ذلك من الحقوق والواجبات، الا ان الزوجين قد ارتضيا واتفقا على الا يكون للزوجة حق المبيت أو القسم، وإنما الأمر راجع للزوج متى رغب زيارة زوجته في اي ساعة من ساعات اليوم والليلة فله ذلك، ويقول: هذا الزواج بهذا التصور لا يظهر لي قول بمنعه، وإن كنت اكرهه، واعتبره مهيناً للمرأة وكرامتها، لكن الحق لها، وقد رضيت بذلك، وتنازلت عن حقها فيه، ويقول الدكتور وهبة الزحيلي: هذا الزواج غير مرغوب فيه شرعاً، لانه يفتقر الى تحقيق مقاصد الشريعة في الزواج من السكن النفسي، والاشراف على الأهل والاولاد ورعاية الاسرة بنحو اكمل، وتربية احكم، ويقول عضو لجنة الفتوى بوزارة الاوقاف الدكتور احمد الحجي الكردي في تعريف زواج المسيار: هو ان يتزوج رجل بالغ عاقل امرأة بالغة عاقلة تحل له شرعاً على مهر معلوم وشهود مستوفيين، لشروط الشهادة على ان لا يبيت عندها ليلاً إلا قليلاً، وان لا ينفق عليها سواء كان ذلك بشرط مذكور في العقد او بشرط ثابت بالعرف او بقرائن الاحوال، وزواج المسيار زواج شرعي مستوف للاركان والشروط المتعارف عليها عند جمهور الفقهاء، لكنه يتضمن تنازل الزوجة عن بعض حقوقها الشرعية على الزوج مثل: عدم المطالبة بالنفقة او السكني والمبيت وانما يأتي اليها من وقت لآخر دون تحديد وذلك بالاختيار والتراضي ولا يثبت ذلك في العقد غالباً.
قديم
كانت هناك حالات مشابهة لمثل هذا الزواج قديما، ولذلك نجد كتب الفقه القديمة تتحدث عن شرط اسقاط النفقة والقسم. حيث عرض ابن قدامة في المغني لبعض الحالات التي قد تشابه هذا النوع من الزواج، فعرض حالة لرجل تزوج امرأة وشرط عليها ان يبيت عندها في كل جمعة ليلة، وآخر تزوج امرأة وشرط عليها ان تنفق عليه خمسة او عشرة دراهم، وآخر يتزوجها على ان يجعل لها في الشهر اياما معلومة. فما الفرق بين ما ورد في هذه الكتب وبين زواج المسيار غير التسمية؟ وان كان هناك فرق فهو لمصلحة هذا الزواج من حيث انه لا يشترط فيه ان تنفق الزوجة على زوجها بل تنفق هي على نفسها، واحيانا يساعدها في بعض الامور. وكذلك في المبيت والقسم فالمراد عدم اعطائها كامل حقوقها الشرعية لعدم استطاعته، هذا من جهة، ومن جهة اخرى عدم توافر الزوج المناسب المقتدر على جميع حقوقها، فتتنازل عن بعض هذه الحقوق، او نقول تساعده على بعض هذه الحقوق لتحصل على زوج يعفها ومن ثم ترزق منه بالذرية الصالحة ان شاء الله تعالى. وعلى هذا يتضح ان هذا الزواج وان كان حديثا في الاسم الا انه قديم بالفعل، فان له صورا قد تكون متشابهة في الزمن الماضي.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها