مؤيدو الرئيس مرسي في رابعة العدوية والنهضة يتحدون داخلية الانقلاب
أثار تفويض وزير الداخلية المصري فض اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي قلقا وترقبا بين مصريين كثيرين خشية إراقة الدماء. لكن المثير أن هذا القرار لم يثر بين المعتصمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة إلا خليطا من الحماس والإصرار بل والتحدي.
وبين مظاهر الحماس كان الغضب واضحا بسبب ما تضمنه بيان مجلس الوزراء من وصف الاعتصام بأنه يمثل تهديدا للأمن القومي وترويعا غير مقبول للمواطنين، حيث قال لنا محمود زكي المعتصم بالميدان الواقع أمام مسجد رابعة العدوية إن "حكومة الانقلاب" تصر على تمييزها العنصري ضد المتظاهرين المؤيدين لمرسي مقابل تدليل واضح لمن تظاهروا ضده الجمعة الماضي.
وأضاف محمود أن الأمر لم يعد بحاجة لدليل، فهناك متظاهرون مصريون توزع المأكولات والمشروبات عليهم كما تحلق فوقهم الطائرات ملقية بالأعلام ومستخدمة الأدخنة الملونة لرسم القلوب، في حين أن متظاهرين آخرين مصريين أيضا يتم تهديدهم سواء عبر التصريحات الرسمية أو الإعلام أو إرسال البلطجية بين الحين والآخر لإلحاق الأذى بهم.
استخفاف بالتهديد
بدورها ردت منصة الاعتصام في رابعة العدوية باستخفاف وتحدًّ على تهديد الحكومة. ولم تختلف كلمات المتحدثين فوق المنصة عن المحتشدين أمامها في التأكيد على أن هذه التصريحات لن تثنيهم عن الاستمرار في التعبير عن رفضهم للانقلاب الذي نفذه عبد الفتاح السيسي، في إشارة إلى الخارطة السياسية التي أعلن عنها وزير الدفاع في الثالث من الشهر الماضي.
ولم يختلف الحال في ميدان النهضة الواقع أمام جامعة القاهرة والذي استقبل مزيدا من المعتصمين مع حلول المساء في تحد واضح لقرار الحكومة. وقالت إحدى المعتصمات إن الحكومة ربما لا تدرك أن من خرج للدفاع عما يراه حقا لن يخاف من مثل هذه التهديدات.
أحد القائمين على تأمين الميدان أكد عدم اتخاذ إجراءات إضافية استثنائية لحماية المعتصمين، قائلا إن فريق الحراسة يتحقق من هويات الداخلين إلى الميدان مع الاستمرار في وضع الحواجز التي قال إنها لا تمنع الاقتحام "بل ولا حاجة لها لأن المتظاهرين سيواجهون أي اعتصام بصدورهم العارية".
واشتعل حماس المعتصمين بميدان النهضة عندما تحدثت النائبة السابقة عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين عزة الجرف، التي اعتبرت أن قرار الحكومة يعد مؤشرا جديدا لما يشعر به "الانقلابيون" من ارتباك.
كما سخرت من حديث الحكومة عن فض للاعتصام عبر القانون، وتساءلت كيف يحدث هذا وقد قام الانقلابيون بتعطيل الدستور الذي وافق عليه ثلثا المصريين؟ ومع انتصاف الليل كان الإعلام المحلي ينقل عن مصدر رسمي أن قرار الحكومة لا يعني فضّ الاعتصام فورا حيث لا يوجد توقيت محدد أو مدى زمني لذلك.
سلمية
وجاء التوضيح بينما كان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب -الذي تنضوي تحته القوى المؤيدة لمرسي- يؤكد أنه مستمر في نشاطاته السلمية، داعيا قوات الجيش والشرطة إلى عدم توجيه رصاصهم إلى صدور إخوانهم من أبناء الشعب المصري.
وقد دعا التحالف في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه إلى مظاهرة مليونية الجمعة تحت اسم "مصر ضد الانقلاب"، وحدد 33 مسجدا بالعاصمة المصرية تنطلق منها المسيرات بعد صلاة الجمعة، إضافة إلى مسيرات بالمدن الرئيسية. كما دعا "جميع الأحرار في كل دول العالم" إلى التظاهر السلمي تجاوبا مع الشعب المصري.
وحرص التحالف أيضا على تقديم رد عملي على اتهام المعتصمين بالإرهاب وتهديد الأمن القومي، وذلك عبر توجيه الدعوة للمنظمات الحقوقية والنشطاء والسفراء الأجانب بالقاهرة إضافة إلى ممثلي الصحافة العالمية لزيارة مقري الاعتصام في رابعة العدوية والنهضة ومراقبة كل النشاطات المناهضة للانقلاب للتأكد من سلميتها.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها