الهدياني: من ذهب الى مؤتمر الحوار من الجنوبيين التقطوا اللحظة التاريخية
قال صحفيون وسياسيون أن الحراك الجنوبي الذي انطلق قبل سبع سنوات قد بلغ مداه وحقق مبتغاه من خلال استيعاب النظام الحاكم في صنعاء لمطالبة بإعادة صياغة جديدة للوحدة اليمنية وإشراك الجنوب في السلطة والثروة، وهذا الذي سيكون أهم مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي قارب على النهاية.
وقال رئيس تحرير عدن اون لاين عبدالرقيب الهدياني أن عناد ومكابرة بعض المكونات واستمرارها في إدارة ظهرها للجهد الإقليمي والدولي وتماديها في رفع السقف الغير واقعي ولا منطقي، فيه خطر على الحراك نفسه الذي بات أسير خلافات وصراعات هؤلاء القادة والمكونات، تنذر بتفاقم هذا الصراع إلى استخدام السلاح كما ظهر في الضالع وحضرموت في الآونة الأخيرة.
وأشار الهدياني أن صراع مكونات الحراك وفعالياتها منذ عام لم تعد موجهة تجاه(الإحتلال) كما يسمونه، بل هو صراع داخلي وتبادل الرسائل فيما بينهم وحالة استقطاب شديدة بين القادة جعلت المواطن البسيط في حيرة وضياع، لايدري هل يساند باعوم أم البيض أم النوبة ومحمد علي أحمد.
وتابع الهدياني قائلا: عموما (لقد فاز بها عكاشة) ومن ذهبوا إلى مؤتمر الحوار هم من التقط اللحظة التاريخية وسلكوا الطريق الصحيح للمشاركة في رسم مستقبل الجنوب، أما من عاندوا وقاطعوا فقد خرجوا من المولد بلا حمص –حد المثل المصري الشهير-.
ويؤكد الهدياني بالقول: باعتقادي طالما دخلت محافظة أبين بكل ثقلها ورجالها وتصدرت المشهد من خلال النظام الحاكم وفريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار، فهذه المحافظة وسياسيوها هم أصحاب البصمات المؤثرة في رسم المشهد الجنوبي خلال خمسة عقود من تاريخه بلا منازع، وهناك زامل جنوبي يوضح أن أبين رجال دولة من لدن عشال وسالمين وعلي ناصر ومحمد علي أحمد وعبدربه منصور هادي، في حين أن باقي الجنوب يقف في الطابور خلفهم على الدوام وقد قالوا (أبين تفك القيد أو تربطه)، مع عدم انكار جماهيرية وفاعلية لحج وردفان والضالع، لكن التاريخ علمنا أن علي عنتر كان عندما يغضب مع رفاقه علي شائع وصالح مصالح يذهب لإحضار عبدالفتاح إسماعيل من موسكو ولا يوجد لديه لا هو ولا رفاقه طموح ولاجسارة لملأ الفراغ ومسك دفة القيادة.
من جانبه قال الصحفي أنيس منصور إن مؤتمر الحوار وقبله الثورة الشبابية التي اندلعت في فبراير 2011م مثلت طوق نجاه للجنوب والشمال معا، وفتحت أمام الحراك أفقا للإعتراف بالقضية الجنوبية وأوصلتها إلى مجلس الأمن عبر القرار2014، ثم من خلال استيعاب ذلك في الحوار الوطني الذي استوعب تفاصيل القضية الجنوبية عبر النقاط العشرين.
وأشار أنيس أن الشارع الجنوبي كان أمامه خياران: إما البقاء في قبضة هذه الزعامات الغير جديرة والمتصارعة والمختلفة على الدوام ، وهذا أدى إلى إحباط الشباب وتذمرهم وأنحراف الكثير منهم نحو العنف والسلاح والحبوب والعصابات ألمنضمة أو إستيعاب الأوضاع المحلية الإقليمية والدولية وإخراج الجنوب عبر حل يحقق له مكاسب ويعيد صياغة الوحدة بما يحقق الشراكة في السلطة والثروة.
وقال أنيس: جميع العقلاء والمراقبين على يقين أن الجنوب غير مهيئ للانفصال بل إن هذا الخيار هو الإنتحار المؤكد وقد يتدحرج الجنوب في هذا الطريق إلى ماقبل الدولة الجنوبية التي حكمته عقب الإستقلال من بريطانيا وسيكون عشرات السلطنات والإمارت، والدليل ما نراه اليوم من مكونات وصراعات وإقصاء ورفض للآخر، ينذر بحرب مسلحة تأكل الآخضر واليابس.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها