هل يؤثر مقتل الشهري على قاعدة اليمن؟
اعتبر محللون وسياسيون أن مقتل سعيد الشهري -السعودي الجنسية- نائب قائد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب باليمن يشكل خسارة فادحة للقاعدة، لكنهم استبعدوا تأثير ذلك بشكل نهائي على نشاط وفعالية التنظيم.
وقال فارس السقاف مستشار الرئيس اليمني في حديث للجزيرة نت إن مقتل سعيد الشهري يشكل "خسارة كبيرة وانتكاسة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، مشيرا إلى أن مقتله يأتي بالتزامن مع تعرض التنظيم في اليمن لضربات موجعه تسببت في فقدانه أبرز قياداته على مدى العامين الماضين، وهو ما قد يتسبب بشكل كبير في إضعاف قوة التنظيم.
وأضاف أن هناك رقابة شديدة تفرض على التمويلات المالية للتنظيم، في حين تطارد وتحاصر قياداته في المناطق التي تحاول التخفي فيها، وهو ما يزيد من تضييق الخناق على عناصره ويؤثر سلبا على القاعدة وأنشطتها، على حد تعبيره.
شخصية كاريزمية
من جهته أشار الباحث في شؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي إلى أن الشهري في الفترة الأخيرة يكاد يكون هو من يتولى زمام إدارة تنظيم القاعدة باليمن، في ظل غياب كامل لزعيم التنظيم، معتبرا أن إعلان مقتله سيؤثر كثيرا على القاعدة.
وقال في حديث للجزيرة نت إن الشهري كان يتمتع بشخصية كاريزمية، ويعد من مؤسسي فكرة دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة الذي نتج عنه تأسيس "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مطلع 2009 بزعامة ناصر الوحيشي.
ولفت إلى أن الشهري يعد بالنسبة لتنظيم القاعدة الرافعة التموينية المالية، وركيزة مهمة كقائد عسكري مؤثر وبوابة تنظيمية لاستقطاب العناصر الجديدة من السعودية، ويحظى بقبول واسع، كما أنه له العديد من التسجيلات التي ينافس بها المسؤول الشرعي في التنظيم عادل العباب.
وأضاف أن مقتل الشهري وغياب أمير التنظيم ناصر الوحيشي، الذي وردت أنباء غير مؤكدة عن أنه فارق الحياة أو يعيش موتا سريريا، يشكل من دون شك كارثة على التنظيم، وسيؤثر عليه ذلك بشكل كبير.
وكان تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" قد أكد في شريط فيديو بثته أمس الأربعاء مواقع إلكترونية مقتل نائب قائده في اليمن سعيد الشهري الملقب بأبي سفيان الأزدي في غارة جوية لطائرة من دون طيار دون أن يحدد تاريخ أو مكان القتل.
انتهاك للسيادة
وتشهد اليمن منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع علي عبد الله صالح -الذي يوصف بأنه كان حليفا للولايات المتحدة الأميركية- تزايدا ملحوظا في وتيرة الضربات الجوية، التي تنفذها طائرات أميركية من دون طيار ضد عناصر تنظيم القاعدة المفترضين، في عدد من المحافظات اليمنية.
وتقابل هذه الضربات بانتقادات واسعة من قبل الأوساط السياسية باليمن الذين يرون فيها انتهاكا صارخا للأجواء والسيادة اليمنية، خصوصا مع سقوط العشرات من المواطنين الأبرياء في ضربات جوية نفذتها طائرات أميركية من دون طيار عن طريق الخطأ.
ويشير سياسيون ومراقبون إلى أن اليمن خلال تولي صالح السلطة دخل منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001 في حلف أميركا ضد ما يسمى بالإرهاب تبعا للموقف السعودي في هذا المجال، ولم يكن مستقلا في قراره السياسي.
ابتزاز
ويري الكاتب والمحلل السياسي فيصل علي أن دخول اليمن في هذا الحلف من دون أسس دستورية جعله عرضة للابتزاز ولهجمات الطائرات من دون طيار لقتل أعضاء من القاعدة، مما تسبب في مرات كثيرة في قتل مواطنين أبرياء، وهو ما يجعل ذلك "جرائم أشد من جرائم الإرهاب".
وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن الحكومة اليمنية لم تستطع بعد ثورة 11 فبراير/شباط 2011 التي أطاحت بصالح، أن تتخلص من هذه الاتفاقيات الأمنية التي "تسيء لليمن" ولحكومتها أمام مواطنيها، وتسمح لهذه الطائرات بمواصلة انتهاك الأجواء اليمنية.
المصدر:الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها