الحراك ينفي وجود القاعدة بجنوب اليمن
نفت قيادات بارزة في الحراك الجنوبي باليمن أي وجود لعناصر تنظيم القاعدة في مدن ومحافظات الجنوب، وقالت إن هناك شكوكا كبيرة في الجهات التي تتبعها العناصر المسلحة التي تمارس ما أسمته الإرهاب والفوضى والاغتيالات والاعتداءات في الجنوب.
وأشار القائم بأعمال رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي صالح يحيى سعيد إلى أن تلك العناصر قد تكون تابعة لنظام الرئيس السابق على عبد الله صالح أو للنظام الحاكم الحالي وأنه لا وجود حتى الآن لأي معلومات دقيقة تؤكد أنها عناصر تابعة لتنظيم القاعدة.
وأكد سعيد أن الحراك الجنوبي السلمي هو المسيطر فعليا على جميع مدن ومناطق الجنوب بشكل عام، وليس لهذه الجماعات المسلحة التي تختفي وتظهر بشكل غير منظم لتمارس أعمال العنف أي وجود حقيقي أو سيطرة في أي محافظة أو مديرية جنوبية.
خلو حضرموت
وفي ذات السياق، نفى رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي بمحافظة حضرموت الشيخ أحمد بامعلم أي وجود لمسلحي تنظيم القاعدة في مدن المحافظة.
واعتبر بامعلم أن إعلان سلطات الأمن عن وجود عناصر من تنظيم القاعدة وسيطرتها على قرى في منطقة غيل با وزير بحضرموت شرقي البلاد بأنه نوع من الافتراء وعار من الصحة.
وقال أيضا إن القاعدة لا وجود لها في حضرموت ولا في الجنوب، وإن ما يتم الترويج له بسيطرة القاعدة "أكاذيب وشائعات من قبل قوات الاحتلال التي اجتاحت دولة الجنوب في حرب صيف 1994 ضمن مخططات نظام الاحتلال في صنعاء ضد شعب الجنوب".
وأعتبر أن الحديث عن وجود قاعدة مجرد فزاعة الهدف منها تخويف المجتمع الدولي وإعطاء رسائل بأن هناك خطرا في الجنوب، بينما في حقيقة الأمر "هي عناصر مسلحة تتبع الأمن القومي والأمن الوطني وتخرج من داخل معسكرات نظام الاحتلال اليمني".
دفع للخطر
غير أن مراقبين ومحللين يرون في نفي الحراك الجنوبي لوجود القاعدة محاولة لدفع ما قد يراه المجتمع الدولي بأنه خطر قد يتعارض مع تحقيق الحراك أهدافه المطالبة بانفصال الجنوب عن شمال اليمن، لكن هذه الرسالة من الحراك للمجتمع الدولي ووفق رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد قد لا تصل بسبب تطورات الأوضاع في اليمن.
وأوضح عبد السلام أن أجهزة خارجية ومحلية ربما تقوم باستغلال جرائم الاغتيال التي تنفذها القاعدة ضد قيادات أمنية في الجنوب بهدف خلط الأوراق، ومن الصعب أن يصدق المجتمع الدولي حقيقة عدم وجود القاعدة نهائيا في الجنوب.
وأكد الباحث أن القاعدة موجودة في الجنوب فكرا وثقافة منذ بداية تأسيس زعيمها أسامة بن لادن للتنظيم بأفغانستان عندما انخرط كثير من أبناء حضرموت التي تعد مسقط رأسه معه في التنظيم بعد مشاركتهم في حرب أفغانستان ضد الروس.
وألمح إلى أن هؤلاء ظلوا متأثرين ومؤثرين بفكر القاعدة بعد عودتهم لليمن حتي الآن، مشيرا إلى أن الصحراء الواقعة بين محافظة شبوة وحضرموت تعد من المناطق الخصبة لوجودهم وأنها امتداد لوجودهم الفعلي في أبين ورداع بالبيضاء.
مكايدة سياسية
من جهته، اعتبر الباحث بشؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي أن نفي وجود القاعدة أو إثباته باليمن أصبح محل مكايدات سياسية، ويجري استخدامه ورقة لغايات وأهداف حزبية بين أطراف الصراع السياسي في البلاد.
وأشار الجمحي إلى أن نفي أي طرف لوجود القاعدة بالجنوب يُعد دعوى منافية للواقع وللأحداث لكون عناصر تنظيم القاعدة موجودة فعليا بمناطق الجنوب مثلما هي موجودة بمناطق الشمال.
واعتبر أن هذا الوجود لا يعني بالضرورة قوتها ولا سيطرتها على الأوضاع هناك، وأن التعامل معها يجب أن يكون جادا ودقيقا وبعيدا عن المكايدات كون ذلك ليس من مصلحة الأطراف جميعا سواء الجنوب أو الشمال.
وأشار إلى أن جميع القوى مطالبة بالابتعاد عن استخدام وجود القاعدة ذريعة لتحقيق أهدافها السياسية، وأنه ليس من مصلحة أي من أطراف الصراع استخدام القاعدة ورقة لتحقيق مآربها سواء القوى المنادية بالانفصال في الجنوب أو المطالبة ببقاء الوحدة.
المصدر:الجزيرة
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها