"الأزوري" يرافق "الماتادور" إلى ربع نهائي اليورو
رافق المنتخب الإيطالي نظيره الإسباني إلى الدور ربع النهائي من يورو بولندا وأوكرانيا 2012، عقب فوزه على نظيره الأيرلندي بنتيجة (2-0) في المباراة التي أقيمت على الملعب البلدي بمدينة بوزنان البولندية.
وحل الأزوري وصيفاً في المجموعة الثالثة برصيد 5 نقاط، خلف المنتخب الإسباني المتصدّر برصيد 7 نقاط والفائز على كرواتيا (1-0) في ختام مباريات الدور الأول.
وسجل هدفي اللقاء كل من أنطونيو كاسانو (36)، وماريو بالوتيلي (90).
عقم إيطالي ونشاز أيرلندي
العقم في مواجهة النشاز
استهل المنتخب الإيطالي مباراة تحديد المصير أمام نظيره الأيرلندي وسط ارتباك واستعجال لاح جلياً على مردود اللاعبين منذ بداية اللقاء، فالأجسام كانت في بوزنان بيد أن العقول كانت مسافرة في هجرة افتراضية إلى غدانسك حيث تدور المنافسة الثانية في المجموعة بين الإسبان والكروات.
وكان الجميع ينتظر الواقع الذي ستتركه التحويرات التي بادر بها السيد برانديلي على التشكيلة الأيطالية، ولكن عنوان الاستهلال كان محتشماً بتسديدة على الطائر من دانييلي دي روسي الذي استعاد موقعه في خط الوسط من عرضية أرسلها دي ناتالي ولكن المحاولة لم تشكل أية خطورة تذكر على المرمى الأيرلندي (1).
وتواصل الحال على ماهو عليه في بدايات هذا الشوط الأول، ولُخّص الانطباع الأولي في صورة واحدة تتأرجح بين أداء عقيم للهجوم الإيطالي وتواصل للنشاز الأيرلندي الذي عجز حتى عن حفظ ماء وجهه بأداء ينسي محبّيه عروضه المخجلة في مباراتيه الأوليين أمام كل من كرواتيا (3-1)، وإسبانيا (4-0).
كاسانو ينقذ برانديلي
كاسانو وقع هدف الخلاص الافتتاحي
بالرغم من الهاجس النفسي الذي كان مسيطراً على أجواء المباراة من الجانب الإيطالي فإن الاجتهادات ظلّت متواصلة من زملاء الخبير بيرلو، واختلف تقييمها بين محاولات عشوائية لم تكتس أية جدوى على غرار تسديدة لاعب باليرمو فريديريكو بالزاريتي التي كانت بعيدة جداً عن أخشاب المرمى الأيرلندي (17).
فيما شهدنا فرصاً أخرى تحت عنوان التهديد الجدي من قبيل ما فعله دي ناتالي الذي تلقى عرضية ماكرة من بالزاريتي وفي موقع مناسب يسدّد كرة كانت متجهة لشباك الحارس شاي غيفن لولا اصطدامها بيد المدافع الأيرلندي، ولكن الحكم التركي شاكر لم يعلن عن أي شيء (31).
ومع هذه الفرصة المؤكّدة بدأت أولى إنذارات الشؤم تتكرّس أمام الإيطاليين، لا سيما إذا أضفنا إلى معلوماتنا أن هذا الحكم يملك سجلاًّ سيئاً مع الكرة الإيطالية وعلى وجه الخصوص مع أنديتها إذ لم يحقق سوى انتصار واحد معه وتمثل الباقي في حصيلة مظلمة كان آخر ملامحها خسارة أنتر ميلان في مواجهة مرسيليا الفرنسي ضمن مسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
ولكن المنتخب الإيطالي سرعان ما تدارك هذه الانطباعات وتمكّن من توقيع الفرصة الأبرز في هذا الشوط بتسديدة مخادعة من مهاجمه أنطونيو كاسانو وجد الحارس الأيرلندي صعوبة بالغة في تحويلها إلى الركنية رغم ظاهرها السهل (35).
ومن الركنية نفسها التي قام المايسترو بيرلو بتنفيذها، سطع نجم كاسانو مجدّداً ليستغل سوء تمركز في الدفاع الأيرلندي ويرتقي في القائم الأول ويوقّع الهدف الأول بعد كرة اصطدمت في العارضة قبل أن تلج الشباك أمام أعين "القائد" داميان داف الذي يخوض لقاءه المئوي مع منتخب بلاده (36).
لم تتغير معطيات نهاية الشوط عما سبق، فقد تواصلت السيطرة الإيطالية في خضم انتظار ردة فعل أيرلندية لم تأت لينتهي بأرجحية الهدف اليتيم للكتيبة الإيطالية، فيما كانت الوضعية مع نهاية الـ45 دقيقة الأولى تؤشر إلى تأهل إيطالي في الصدارة ووصافة إسبانية ورفع علامة "آوت" في وجه المتمرّد الكرواتي عطفاً على النتيجة القادمة من غدانسك التي تؤكد استمرار التعادل السلبي بين إسبانيا وكرواتيا.
التلميذ النجيب !
تراباتوني أخفق أمام تلميذه برانديلي
نجح "التلميذ" تشيزاري برانديلي في أحد أبرز اختباراته في هذا اليورو عندما واجه ابن بلده العجوز الماكر "تراب" اختصاراً لكلمة تراباتوني أي "الفخ" صاحب الـ73 ربيعاً وأكبر مدربي الحدث القاري.
برانديلي قام بتغيير جوهري في الرسم التكتيكي للأزوري مقارنة بمباراتيه الماضيتين أمام كل من إسبانيا وكرواتيا حيث تحوّل من خطة (3-5-2) إلى خطة (4-3-1-2)، وعطفاً على هذا التحوير سقطت جملة من الأسماء خارج القائمة الأساسية وهم أربعة (ليوناردو بونوتشي، إيمانويلي جياكيريني، كريستيان ماجيو، ماريو بالوتيلي) في حين شهدت التشكيلة الجديدة بزوغ شمس كل من أنطونيو دي ناتالي كأساسي وعودة بارزالي في محور الدفاع وإقحام الجناحين إغناسيو أباتي وبالزاريتي.
تغييرات عديدة نجح من خلالها برانديلي في ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد حيث تمكن من خطف التأهل والتغلب على أستاذه تراباتوني.
إيطاليا تتأهّل و"سوبر ماريو" يرد
بالوتيلي يرد على المشككين
استهل الإيطاليون النصف الثاني من حوارهم مع أيرلندا بشيء من التفاؤل والارتياح، مشاعر أملتها الوضعية الراهنة التي تؤشر إلى تقدم وقتي بهدف كاسانو مع تحرّر ذهني من لعبة "البيسكاتو" أو نظرية المؤامرة التي تعود بمحبي الأزوري إلى ذكريات أليمة تعود إلى سنة 2004 لا يريدون استعادتها.
وبدأت ملامح الأريحية الإيطالية تلوح بوضوح مع تحرّر أرجل لاعبيه أكثر فأكثر منذ بداية الشوط الثاني الذي شهد فرصة تضعيف النتيجة عبر فرصة نشط فيها بالزاريتي من جديد على الجناح الأيسر وبعد مجهود بدني وفني ممتاز أهدى كرة في طبق لكاسانو الذي سدّد برعونة كرة سهلة استقرت بين أقدام المدافعين الأيرلنديين (48).
وتابع الإيطاليون أفضليتهم وأحقيتهم بسيناريو التقدم، بينما واصل أبناء العجوز الإيطالي جيوفاني تراباتوني سباتهم الشتوي وكانت تحركاتهم عقيمة وغير منتظمة لذلك لم ترتق إلى درجة أن تشكّل خطورة حقيقية على مرمى "الكابتن" العملاق جيانلويجي بوفون.
الإصابة تفرض على كيليني الخروج الإضطراري
وبقيت كتيبة برانديلي على أدائها الثابت رغم حالة التوتر التي كانت تسجّل حضورها من حين إلى آخر على خلفية التطورات التي تفرضها أحداث المباراة، على غرار التغيير الإضطراري الذي أجبر جيورجيو كيليني على ترك مكانه لزميله ليوناردو بونوتشي (69).
وفي أواسط هذا الشوط شهد المردود الإيطالي انخفاضاً واضحاً كما حصل في المباراة الماضية وهو ما قد يؤكد حالة عدم الجاهزية البدنية الكاملة للاعبين، وهو مادفع ببرنديلي لإجراء تغيير آخر على مستوى الخط الأمامي الذي خفت بريقه عن الشوط الأول وزجّ ببالوتيلي الذي سقط من حسابات التشكيلة الأساسية عقب مباراتين مخيبتين لمحترف المان سيتي ليحلّ مكان دي ناتالي (75).
هذا التغيير كان ضرورياً ومنطقياً وغيّر بعض الشيء من وجه الأزوري الذي تعب كثيراً في نهاية اللقاء الأمر الذي استثمره الأيرلنديون بشكل جيد وحققوا استفاقة متأخرة لخّصتها مخالفة غير مباشرة مهدها داميان داف لزميله كايث أندروز الذي سدّد كرة قوية لكن بوفون عبّر عن وجوده بأسلوبه الخاص بتصدّيه المتمكّن (79).
ما تبقى من اللقاء حمل خبراً سعيداً قد لايمثل شيئاً للكثيرين، ولكنه حتماً أدخل البهجة على قلب برانديلي الذي كان الأسعد بهدف نجمه "المشاكس" ماريو بالوتيلي من ازدواجية جميلة عبر ركنية منفذة من المتخصّص بيرلو (90) لينجح سفراء الموضة في المرور من البوابة الأيرلندية عبر أشد الأسلحة فتكاً في الكرة العصرية والحديث عن "سلاح الكرات الثابتة".
هدف "سوبر ماريو" ساوى مطلب الإطمئنان على نتيجة اللقاء، على اعتبار أن الإسبان كانوا يتقدّمون بهدف خيسوس نافاس على حساب الكروات في غدانسك وهو ما يعني أن إيطاليا رافقت الإسبان إلى الدور ربع النهائي في ثوب الوصيف، وتجنّبت سيناريو المغادرة من الباب الصغير في هذه البطولة منذ سنة 2004 في يورو البرتغال عندما غادرت البطولة منذ دورها الأول بحصيلة مخزية.
هذا التأهل الشاق الذي تعوّد على مجاراته المنتخب الإيطالي في خضمّ فضائح الـ"كالتشيو سكوميسي" قد يكون حافزاً جدياً له للظهور بمستوى أميز في الشق الثاني من مشوار البطولة وهي سمة مميّزة للتاريخ الإيطالي في عالم المستديرة.
التشكيلة الأساسية للمنتخبين :
إيطاليا :
حراسة المرمى : جيانلويجي بوفون (1)
خط الدفاع : جيورجيو كيليني (3)، فريديريكو بالزاريتي (6)، إغناسيو أباتي (7)، أندريا بارزالي (15)
خط الوسط : تياغو موتا (5)، كلاوديو ماركيزيو (8)، دانييلي دي روسي (16)، أندريا بيرلو (21)
خط الهجوم : أنطونيو كاسانو (10)، أنطونيو دي ناتالي (11).
المدرب : تشيزاري برانديلي
أيرلندا :
حراسة المرمى : شاي غيفن (1)
خط الدفاع : سان سانت ليدجير (2)، جون أوشي (4)، ريتشارد دان (5)، غلين ويلان (6)
خط الوسط : أيدن ماك غيدي (7)، كايث أندروز (8)، داميان داف (11)
خط الهجوم : كيفن دويل (9) ، روبي كين (10)
المدرب : جيوفاني تراباتوني
طاقم التحكيم :
حكم الساحة : التركي كونيت شاكير
الحكمان المساعدان : التركيان باهتين دوران و طارق أونغون
الحكمان الإضافيان : التركيان حسين غوتشيك و بولنت يلدرم
الحكم الرابع : الأوكراني فيكتور سفيتشوف