صلاة تراويح وفعاليات متنوعة..رمضان ساحة التغيير بصنعاء والنشاط الثوري المتجدد
يستقبل شباب الثورة اليمنية في ساحة التغيير بصنعاء رمضانهم الثاني بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وأبرز معاونيه وقطعت شوطاً كبيرا في نقل السلطة،يستقبلونه بروح ثورية جديدة وعزم على تحقيق ما تبقى من أهداف الثورة.
وقبل رمضان بيوم واحد تستمر الفعاليات الثورية،حيث شهدت العاصمة صنعاء اعتصاما كبيراً أمام منزل رئيس الجمهورية لمطالبته بإقالة مقربين من الرئيس المخلوع من هرم المؤسسات المدنية والعسكرية وسرعة هيكلة الجيش اليمني.
ويرى الشاب والكاتب الصحفي رداد السلامي ان رمضان الجديد يأتي بلون الربيع الثوري وروحه، مصبوغا بالروح الجياشة والاتقاد السامي ، فرمضان الحاضر حسب رايه أعاد صياغتنا بطريقة مختلفة اختلفت عن رمضان الماضي الذي عكر صفوه النظام المخلوع وأركانه.
واختلفت ملامح استقبال هذا الشهر عن رمضان السابق الذي أتى والثورة الشعبية في قمة شعلتها ، وقوات النظام وآلة القتل في أوج إجرامها وجنونها وايغالها في ارتكاب جرائم القتل على مساحة واسعة من جغرافيا البلاد.
ويرى الناشط في الثورة الشبابية حمزة الكمالي ان رمضان الماضي اتى و الثورة في عزها و صالح مازال "مبحبح" في مكانه ويتحدى إرادة الشعب والثورة.
ويضيف "الثورة الان خافتة وليست كما كانت في الشهور الماضية لكن روحها قويا و ستنتفض من جديد.
يأتي رمضان هذا العام وقد اصطبغت مفردات الثورة بشعارات جديدة، بعد عملية سياسية شهدتها البلاد توجت بإنتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً للبلاد وسقوط مقربين من صالح من على قائمة مؤسسات عسكرية ومدنية.
لكن شباب الثورة يقولون ان ثورتهم مستمرة وانهم سيواصلون اعتصاماتهم وفعالياتهم حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة وبناء أسس الدولة المدنية الحديثة.
ولم يغب شهداء الثورة السلمية في زحمة استقبال رمضان حيث تجد شعارات الترحيب بالشهر الفضيل على يافطات تغطي معظم ساحة التغيير فيها صور لبعض الشهداء الذين سقطوا منذ انطلاق الثورة الشعبية على يد قوات النظام السابق.
و لساحة التغيير بصنعاء طقوس مختلفة في استقبال هذا الشهر الكريم ومذاق خاص عند شبابها، حيث تتحول الى منزل واحد تقطنه عائلة واحدة يسودها الوئام والخير، وجامع تغشاه الروحانية والسكينة ، وساحة تجمعهم فيها روح الثورة وسمو قيمها ونبل أهدافها.
ويصف الكمالي رمضان في الساحة بأن له مذاق اخر فالكل واحد ، يأكلون نفس الاكل ويعيشون نفس الحياة ومايجمعهم هو حب الوطن.
وشهد اليوم الأول من رمضان سقوط أمطار غريزة على ساحة التغيير، مما أظهر الروح الواحدة فيما بين شباب الساحة حيث قاموا ببناء الحواجز حول الخيام وتنظيف الشوارع من فعل مخلفات السيول.
ويتوافد أصدقاء وأقارب شباب الساحة من الساعة الثالثة مساء حيث يتناولون طعام الإفطار ويؤدون صلاة التراويح أمام المنصة الرئيسية والتي تنقل عبر الفضائيات ومن ثم يسهرون ويتابعون المسلسلات الرمضانية ويشاركون في الفعاليات والأنشطة الثقافية والدينية ويناقشون خطوات اليوم التالي من الثورة.
ويقول المنشد هشام المعلمي قائد فرقة انشادية بساحة التغيير والحائز على لقب منشد ذمار انهم يحيون ليالي رمضان بأمسيات فنية تحوي عدة فقرات منها اناشيد روحانية واناشيد رمضانية واغان وطنية وثورية سواء عبر برنامج المنصة أو في استضافات للحركات الثورية.
وتنشط الحركة الإقتصادية في الساحة حيث تتحول الى سوق مفتوح يكتظ بالباعة المتجولين الذين يعرضون مقتنيات الشهر الفضيل ولوازمه،كما تنشط الحركة في المحلات التجارية داخل الساحة.
وكان شباب الثورة في رمضان الماضي قد تغلبوا على الإنطفاءات المتكررة للكهرباء حيث قاموا بشراء مولدات كهربائية ، لكنهم يتوقعون توفر الكهرباء هذا العام خاصة في ظل حكومة تعمل جاهدة على توفير الخدمات وتسعى لإيجادها.
وتتغير اهتمامات الشاب اليمني في ساحة التغيير حسب الأحداث التي يشهدها الربيع العربي، حيث كانت أنظارهم ودعواتهم في رمضان الماضي تتجه الى ليبيا حيث تخوض الثورة هناك معارك ضارية مع نظام معمر القذافي الذي خلعته يد الثورة.
لكن رمضان الحالي يأتي في ظل ايغال نظام بشار في جرائمه تجاه ثورة الربيع السوري، وهو الأمر الذي يحظى بإهتمام ومتابعة وألم واسع من قبل شباب ساحة الغيير بصنعاء.
واعلنت لجنة الخدمات تكفلها بتغذية الألاف من شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء،عبر توزيع كروت التغذية للإئتلافات والمكونات الثورية.
ويدعوا شباب الثورة الشعب اليمني الى مزيد من رص الصفوف والوحدة لمواجهة العوائق والعراقيل التي تستهدف الثورة والوطن والعمل على خلق السكينة للمجتمع اليمني، ومحاربة المشاريع التي تهدف الى تمزيق الجسد اليمني.