سيناريوهات جناح البيض في مواحهة الحوار الوطني
في ظل اصراره ورفضه المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، أعلن الفصيل الذي يتزعمه نائب الرئيس السابق علي سالم البيض عن تبني خيار إسقاط المناطق في الجنوب بهدف تحقيق الانفصال بالقوة إثر إبلاغ الدول الراعية أي طرح انفصالي وهو ما أحرج البيض، الذي أعلن مسبقا أنه لن يدخل مؤتمر الحوار إلا إذا كان للتفاوض مع الشمال لتحقيق الانفصال، منافسيه في الحراك الجنوبي الذين يقبلون بالحل السوداني أي فيدرالية انتقالية لمدة خمسة أعوام يتم بعدها الاستفتاء على الانفصال، حيث دخل في مواجهة مع الاتحاد الأوروبي وروسيا اللذين هددا باستصدار قرار من مجلس الأمن يمنع انفصال جنوب اليمن عن الشمال.
وقبل أيام من تشكيل الرئيس عبدربه منصور هادي اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، قام فصيل البيض بإعادة تشكيل «مجلس الثورة لاستقلال الجنوب» برئاسة حسن باعوم وضم عدداً من رموز الحراك في عدة محافظات لقطع الطريق على غريمه التقليدي الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وتبنى خيار إسقاط المناطق في الجنوب لمنع أي محاولة لنجاح مؤتمر الحوار وخيار الفيدرالية المرحلية.
الامر الذي جعل جناح البيض يصدر بيانا دعا فيه الى «إسقاط المناطق وتشكيل مجالس أهلية لإدارتها، والحفاظ على مؤسسات الدولة»، وسط مخاوف من أن يتمكن هذا الفصيل من السيطرة على لجان المقاومة التي شاركت في القتال ضد تنظيم «القاعدة» وتم تسليحها من مخازن الجيش وباتت تفرض سيطرتها على الكثير من المناطق في محافظات أبين وشبوة ولحج الى جانب سيطرة عناصر الحراك على أغلب مناطق مديريات يافع وردفان بمحافظة لحج ومحافظة الضالع وانتشار عدد كبير من مسلحي الحراك بمدينة عدن.
وقال بيان فصيل البيض إن خطة «الحوار الوطني» هي نموذج من «مخططات المحتل». وتابع البيان إن «هذه الخطة تقف على طرفي نقيض منها القوى المتصارعة في الشمال، وبرفضها يمكن تفويت الفرصة على كل الذين كانت الجنوب هدفا لمخططاتهم بالاحتلال والتدمير الكامل بالأمس؛ وبالإغراق بالمشاريع السياسية المهادنة والمشاكل وزرع الفتن اليوم»، على حد وصفه.
وأضاف البيان «ننادي النخب السياسية الجنوبية كافة، وإن ذاكرة التاريخ الوطني ستسجل حكم الوطن لكم أو عليكم، ورجاؤنا أن الحكم سيكون لكم، وبذلك يكون المجد الحقيقي الباقي أبداً»، على حد قول بيان مجموعة البيض.
وغمز البيان، مجموعة الرئيس السابق علي ناصر محمد التي وافقت على المشاركة في مؤتمر الحوار، مشيرا: «قضيتنا الوطنية هي مع هذا الاحتلال الأثيم الخارج بكل صلافة وفظاظة على كل القواعد والأعراف والمواثيق والتقاليد والمقررات الدولية وعلى كل قيم التعامل البشري المقبول والمعقول».
وبدوره أكد محمد غالب احمد وهوقيادي بارز في الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم الجنوب قبل الوحدة أن دعوات الانفصال التي يرفعها أمينه العام الأسبق علي سالم البيض لا تعبر عن مواقف الحزب، الذي لم تعد هناك أي علاقة تربطه بالحزب.
وقال رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي محمد غالب أحمد إن «البيض لم يعد في الحزب الاشتراكي، حيث كانت أول خطوة أعلنها مباشرة بعد خروجه من منفاه القسري لمدة 15 عاماً هي تخليه عن الحزب الاشتراكي وما يطرحه البيض من آراء أو دعوات، فهي تعبر عن رأيه الشخصي فقط».