عامان على اغتيال الشيخ الباني: ألم الخذلان ومحاولات تمييع القضية

يمر العام الثاني على التوالي واليمنيين لم ينسوا الجريمة البشعة جريمة اغتيال وتصفية امام وخطيب مصلى العيد بمديرية بيحان الشيخ عبدالله بن عبدالله الباني، الذي قتل امام المصليين في حادثة تجاوز صداها الجغرافيا اليمنية ليتفاعل معه إعلاميين وكتاب من الدول العربية، عامان على الحدث دون ان تحقق العدالة.
عامان من الخذلان والتآمر
رغم مرور عامين على اغتيال الشيخ الباني، لا تزال أسرته تعيش مرارة الخذلان وسط مماطلات قضائية ومحاولات مستمرة لتمييع القضية وإفلات الجناة من العقاب.، ورغم التوجيهات العليا بسرعة التحقيق، إلا أن هناك من يسعى لإعادة القضية إلى البداية وتأخير تحقيق العدالة خصوصا بعد إصدار محكمة عتق الابتدائية بإعدام أحد المتهمين وسجن آخرين، ليأتي قرار محكمة الاستئناف بتحويل القضية إلى المحكمة العسكرية، مما زاد الشكوك حول نية السلطات في إضاعة حقوق أسرة الشيخ الباني.
تؤكد أسرة الشهيد أن التأخير المتعمد في تحقيق العدالة لم يكن مجرد إهمال، بل هو تواطؤ واضح مع الجناة. فحتى اليوم، لا يزال بعض المتهمين فارين رغم وجود الأوامر القضائية بالقبض عليهم.
وتضيف اسرة الشهيد ماذا تريد الجهات المسؤولة لتحقيق العدالة والقصاص اكثر من دماء الشهيد التي سفكت بدم بارد وبدون اي وجه حق امام مرأى ومسمع من العالم.
العدالة المهددة.. إلى أين تتجه القضية؟
بعد عامين من الجريمة، لا تزال التساؤلات قائمة: إلى متى ستظل العدالة رهينة المصالح السياسية؟ ولماذا لم يتم تنفيذ الأحكام القضائية بحق المتهمين؟ وهل سيكون مصير هذه القضية النسيان كما حدث مع قضايا أخرى؟
أسرة الشهيد الباني، رغم كل الضغوط، تؤكد أنها لن تتنازل عن حقها، وتطالب القيادة السياسية والقضائية في البلاد بالتدخل العاجل لضمان محاكمة عادلة وشفافة، وتنفيذ الأحكام القضائية بحق الجناة، حتى لا يكون قتل الأبرياء في وضح النهار بلا ثمن.
يرى مواطنون انه عندما يتأخر القضاء في البت في القضايا، خاصة تلك التي تتعلق بالعدالة الجنائية وحقوق الضحايا، تتراجع ثقة الناس في المؤسسة القضائية، مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المجتمع.
مضيفين ان غياب العدالة أو التلاعب بإجراءاتها يولد شعورًا بالإحباط والخذلان لدى المواطنين، ويعزز لديهم الإحساس بأن القانون لا يحمي الضعفاء بل يخدم مصالح الأقوياء. ومع مرور الوقت، يتحول هذا الشعور إلى حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي.
معاناة لا تنتهي.. وجراح تنتظر الإنصاف
تعيش أسرة الشهيد عبد الله الباني منذ عامين في دوامة من الألم النفسي والمعاناة المستمرة، وسط خذلان لم يكن في حسبانهم. أطفاله الصغار يكبرون وهم يحملون أسئلة لا تجد إجابات: لماذا قُتل والدهم أمام المصلين؟ ولماذا لم يُقتص له حتى الآن؟ أما والده، وهو رجل مسن، فقد أرهقه الحزن والانتظار، يعيش على أمل أن يرى العدالة تُنصف ابنه قبل أن يرحل عن هذه الدنيا. أفراد العائلة جميعًا يعيشون تحت وطأة الظلم، ممزقين بين الحزن والخوف من أن تُطمس قضيتهم كما طُمست قضايا كثيرة من قبل. إن مطالبهم ليست سوى حق مشروع: أن يُعاقب القتلة، وأن لا يُترك دم عبدالله الباني يضيع في زحام السياسة والمصالح.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها