من سينتصر؟ الصريمة وبن علي (وجها لوجه): مواجهة مرتقبة بين المال النفوذ
حين اخترق رجل الأعمال أحمد بن فريد الصريمة الموقف المتشدد لدى الحراك الجنوبي من مسألة الاشتراك في مؤتمر الحوار الوطني وتزعم الهيئة القيادية لواحد من أكبر الفصائل الجنوبية المعتدلة التي انخرطت في الحوار، رأى نشطاء الحراك في هذا الموقف انتهازية سياسية من الرجل وحيلة لتعزيز فرصه التجارية.
لكن الصريمة الذي ينظر إليه أنه يفتقر للخبرة السياسية انتهز الفرصة لصقل صورته لدى أنصار الحراك الجنوبي المنادين باستعادة الدولة الجنوبية التي ألغتها اتفاقية الوحدة عام 1990 فانسحب من مؤتمر الحوار، قائلاً إن الحوار بالكيفية التي يجري بها يشكل مؤامرة على القضية الجنوبية.
فقد أعلن الصريمة نهاية الأسبوع الماضي انسحابه من مؤتمر الحوار الوطني الذي كان أحد نواب رئيسه، قائلاً إن «وقائع الحوار تسير نحو إعادة إنتاج منظومة الحكم السابقة في صنعاء بعلم كل الأطراف».
ومنذ انسحاب الصريمة الذي يرأس الهيئة القيادية لما يسمى بـ«المؤتمر الوطني لشعب الجنوب» لم يتخطً عدد مندوبي الحراك المنسحبين من مؤتمر الحوار عضوين اثنين من إجمالي 85 عضواً يمثلون فصائل في الحراك الجنوبي داخل المؤتمر، أبرزها مؤتمر شعب الجنوب، ومن هنا ينبع التحدي السياسي الجديد أمام الصريمة.
فلقد تعهد في بيان إعلان انسحابه باتخاذ إجراءات ضد مندوبي مؤتمر شعب الجنوب المستمرين في أعمال مؤتمر الحوار، قائلاً إنهم يمثلون أنفسهم ولم تعد لهم صلة بالفصيل الذي يرأسه.
وجاء في البيان «لقد ساهمنا بجدية وإخلاص في تأسيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب وفق مبادئ وأسس اتفقنا عليها جميعاً (...) حددت مسار التفاوض والحوار إلا أن بعض الإخوان تنكروا لذلك وخالفوا وثائق مؤتمرنا من خلال الاستمرار في وقائع هذا الحوار، مع علمهم أن مجرياته تخالف وثائقنا فبتلك التصرفات فإنهم لم (يعودوا) يمثلون إلا أنفسهم وليس لهم صله بمؤتمر شعب الجنوب وستتخذ ضدهم الإجراءات التنظيمية وفقاً للنظام الداخلي».
وأوضح الصريمة أنه سيعقد مؤتمراً استثنائياً لمؤتمر شعب الجنوب في محافظة جنوبية لم يسمها، لاتخاذ إجراءات تنظيمية ضد أعضاء المؤتمر المشاركين في الحوار الوطني وضم القوى المطالبة باستقلال الجنوب إليه.
في وقت لاحق، ذكرت أنباء صحفية قريبة من الحراك الجنوبي أن الصريمة سيعقد المؤتمر الاستثنائي لمؤتمر شعب الجنوب في منطقة ردفان بمحافظة لحج.
ولردفان رمزية نفسية وتاريخية لدى الجنوبيين بوصفها المكان الذي انطلقت منه الثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني في أكتوبر 1963، فضلاً عن أنها إلى جانب الضالع تمثلان مركزاً للحراك الجنوبي المتشدد، ترتفع منه الدعوات لاستعادة الدولة الجنوبية.
تبدو هذه الخطوة اختراقاً سياسياً جيداً من الصريمة وهو يستجير بالحراك المتشدد للاستقواء به في مواجهة الحراك المعتدل الذي يقوده المسؤول التنفيذي السابق محمد علي أحمد وتسويق نفسه كزعيم جنوبي مخلص للقضية الجنوبية.
لكنها في الوقت ذاته تدلل على رؤية حالمة، ينظر بها الصريمة إلى تفاعلات القضية الجنوبية، التي يعتقد أن ثروته المالية بمفردها قادرة على حسم تعقيدات هذه القضية لمصلحته، مثلما أن انسحابه من مؤتمر الحوار يشير إلى اعتقاده أن المؤتمر سيقرر بالفعل تفاوضاً بين ممثلي الحراك وممثلي الشمال بشأن انفصال الجنوب.
ففي حال انعقد المؤتمر الاستثنائي برئاسة الصريمة فإنه سيشعل مواجهة مباشرة بينه وبين العراب الحقيقي لمؤتمر شعب الجنوب محمد علي أحمد الذي تولى على مدى أشهر حشد نشطاء الحراك وقادته للانخراط فيه.
وأحمد هو نقيض مكتمل للصريمة بوصفه صاحب نفوذ واسع في المناطق الجنوبية ويملك خبرة سياسية. وسيكون من شأن اصطدامه بالصريمة أن يتسبب في متاعب جمة للأخير.
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها