قرارات البنك المركزي.. حشود تتطلع لحضور الدولة
احتشد الآلاف في مظاهرات يوم الاثنين 15 يوليو في مدينة تعز تأييدا لقرارات أصدرها البنك المركزي اليمني في عدن بحق بنوك خاصة، ورفضها الحوثيون ومنعوا البنوك من الامتثال لقرارات البنك المركزي.
وأصدر البنك المركزي اليمني في عدن قرارا في أبريل الماضي يلزم كل البنوك بنقل مراكزها الرئيسية إلى عدن، من صنعاء، لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، ولبسط نفوذه على النظام المصرفي وحماية العمل والنظام البنكي.
وفي مطلع شهر يوليو أصدر البنك المركزي قرارا بتعليق نظام السويفت الخاصة بتلك البنوك، لإجبارها على الانصياع لقراراته، ولتنفيذ أهداف البنك المركزي المختلفة ذي الطابع الاقتصادي البحت، لكن تدخلا أمميا عبر المبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبيرغ دفع بمجلس القيادة إلى تعليق تلك القرارات حتى نهاية أغسطس وفق الرسالة التي أرسلها المبعوث الأممي إلى مجلس القيادة.
مساندة الدولة
الحشود الغاضبة في تعز يوم الاثنين سبقتها حشود غاضبة أيضا في محافظة مأرب يوم السبت الماضي، كما شهدت مديرية الخوخة في محافظة الحديدة تظاهرة حاشدة أخرى، تعبر عن دعم المتظاهرين من مختلف الفئات الشعبية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لقرارات البنك المركزي، ورفضا للتدخل الأممي المهيمن على قرارات الحكومة الشرعية التي يفترض أنها دولة ذات سيادة.
ورفع المحتجون شعارات ولافتات تعبر عن دعم البنك المركزي وتحثه على الصمود في وجه الضغوط التي يتعرض لها ومن تلك الشعارات "إلى المبعوث ما ينقذ الاقتصاد الا إعادة تصدير النفط وتوحيد العملة، الشعب مع قرارات البنك المركزي ولا تفريط بقرارات الشعب، استعادة الجمهورية، تبدأ باستعادة البنك المركزي ومقدرات الدولة المنهوبة".
وتعزز الحشود الشعبية حاجة وتطلع الشعب للدولة في فرض قراراتها، واستعادة التحكم بالمؤسسات السيادية التي عمل الحوثيين خلال السنوات الماضية للعبث بها، والتحكم بقوت اليمنيين، وتعزيز الانقسام في البلاد.
البنك المركزي ورمزية الدولة
كما رفع المتظاهرون شعارات قوية في وجه المبعوث الأممي وتدخلاته السافرة في حكم الجمهورية بمناطق الشرعية: نرفض مساعي المبعوث لتقويض السلطة الشرعية في اليمن... كما رفع مشاركون لافتات تسخر من المبعوث إلى اليمن "هانس غروندبرغ" كتب عليها "مبعوث العمائم السوداء".
على الضد من ذلك ارتدى عشرات المتظاهرين كوفية زنجبارية، تشبها بصورة لمحافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي قبل توليه منصب المحافظ، تعبيرا عن دعمهم لقرارته.
تعليقا على التحرك الشعبي الغاضب من المبعوث الأممي والموقف الحكومي غير الصارم معه تدخلات المبعوث. قال محمد البذيجي "إن احتشاد الآلاف في تظاهرات داعمة للبنك، ولبس الكوفية الزنجبارية تشبها بمحافظ البنك المركزي".
وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "الناس بحاجة إلى دولة، الدولة بحاجة إلى رمز، رمزية الدولة وجدوها الناس في محافظ البنك المركزي أحمد المعبقي، لكن حاجتها الملحة لرمز الدولة التي تجتمع حوله تجعلها تخرج من أجله مرة تلو أخرى حتى تجده".
من جانبه اعتبر السياسي، عبد الهادي العزعزي "إن رسالة المتظاهرين والحشود في عدة محافظات داعمة للبنك المركزي إن الناس يبحثون عن دولة وعن رموز تمثلها، وتحقق مصالحهم".
هلع حوثي من التحرك الشعبي
تعامل الحوثيون بهلع شديد من المظاهرات الشعبية التي أيدت قرار البنك المركزي، وخرج عدد من عناصر الجماعة على وسائل التواصل الاجتماعي يشنون حملات واتهامات ضد المتظاهرين.
التظاهرات اوجدت قلق حوثي من أن التظاهرات في تعز ومأرب تعبر عن رفض الناس للواقع الحالي، ورفضهم لتدمير الدولة لصالح العصابات الإجرامية كالحوثيين، ورفضهم أيضا لأن تكون حكومة الدولة اليمنية غطاء لتنفيذ هيمنة السياسة الدولية والإقليمية بالضد على مصالح الشعب اليمني.
كما أنه قلق حوثي من أنه قد يقود لتحرك شعبي مماثل في صنعاء ضد الحوثيين في مناسبات عدة، ولأسباب مختلفة بما ينهي مزاعم الحوثيين ودعاويهم أنهم يمثلون شريحة كبيرة من الشعب وأن الشعب معهم. وكما أثبتت الفترة الماضية من الهدنة، فلا شيء يقلق الحوثي أكثر من قلقه من التحركات الشعبية الفردية والجماعية.
وقال الصحافي، عدنان الجبرني "شعر الحوثيون بالغيظ من مظاهرات مأرب وتعز تأييدا لقرارات البنك وخرجوا مسعورين بفيديوهات وتغريدات مكثفة يشرحون لناشطين عرب يوالونهم".
وأضاف في تدوينة على منصة إكس "يخشى الحوثيون أن يعرف الخارج بأن اليمنيين يكرهونهم، يحمون فقاعتهم بالأكاذيب".
- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها