بعد الإفراج عنهما من المعتقلات السورية.. الطالبان اليمنيان يصلان إلى صنعاء
وصل إلى صنعاء مساء يوم الاثنين الطالبين اليمنيين ناصر مرشد غلاب الهلالي، ومهدي محمد قاسم الشيخ اللذين اعتقلتهما السلطات السورية في الرابع من إبريل الماضي وأفرج عنهما في الرابع عشر من الشهر الجاري.
واحتشد العشرات من أهالي وذوي الطالبين وحقوقيين وإعلميين ومشائخ وقبائل من بني الحارث بصنعاء ومذيخرة في إب أمام بوابة مطار صنعاء لاستقبالهما والترحيب بعودتهما بعد فترة الاعتقال التي قضاها في سجون النظام السوري.
ورفع المحتشدون لافتات منددة بسجنهما والمطالبة برد الاعتبار للطالبين وكل اليمنيين الذين يتعرضون للإهانة والإذلال في دول المهجر بصورة مستمرة.
وكان في مقدمة المستقبلين عضو مجلس النواب زيد الشامي، وفور وصولهما اتجه موكب الاستقبال إلى منطقة بني الحارث حيث استقبلا بالزغاريد وإطلاق الرصاص والألعاب النارية في الهواء.
وبدا الطالبين في حالة إنهاك كانت واضحة من ملامحهما خاصة الطالب ناصر الهلالي الذي تنقل في عشرة سجون وتعرض للتعذيب والتحقيق، لكنهما رفضا الإدلاء بأي تفاصيل لوسائل الإعلام عن أوضاعهما في السجن وتعامل الأمن السوري معهما.
وذكر أقارب الطالبين أن مسؤولين يمنيين طلبوا منهم الهدوء وعدم الحديث عن فترة سجنهما ترفقاً ببقية الطلاب اليمنيين الذين لازالوا عالقين في سوريا.
ويستعد أقارب الطالبين إلى تنظيم مأدبة غداء وحفل استقبال اليوم الثلاثاء تعبيرا عن فرحتهما بالعودة.
وكانت سفارة الجمهورية العربية السورية في صنعاء أبلغت الخميس الماضي ذوي الطالبين بإفراج حكومتها عنهما
مؤكدة أنهما نقلوا من السجن إلى الجوازات لاستكمال إجراءات تسفيرهم إلى صنعاء.
لكن السفارة اليمنية بدمشق رفضت يوم السبت الفائت تسلمهما من الأمن السوري الذي أفرج عنهما، وذكروا أن المسؤولين في السفارة رفضوا كتابة تعهد للأمن السوري بتسكينهم في السفارة وإحضارهما يوم الاثنين كي تتم عملية ترحيلهما إلى اليمن ما دفع بالأمن السوري إلى تسكينهما في مطار دمشق استعدادا لترحيلهم أمس إلى صنعاء.
وجاء قرار الإفراج السوري عن الطالبين بعد تنفيذ أهاليهم وذويهم عدة وقفات احتجاجية منذ شهرين أمام مقر السفارة السورية بالعاصمة صنعاء ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية ووزارة التعليم العالي للمطالبة بالإفراج عنهما، والتلويح بتصعيد الاحتجاجات في حال التقاعس عن ذلك.
وكان الأمن السوري اعتقل أولاً الطالب ناصر الهلالي في الرابع من ابريل الماضي من داخل الحرم الجامعي بكلية الهندسة جامعة تشرين بمدينة اللاذقية، ولم يقف معه احد سوى زميله مهدي الذي تابع قضيته لدى الأجهزة الأمنية السورية التي كان يراجعها ويتردد عليها باستمرار لمتابعة مصير زميله وإبلاغ أقاربه في اليمن بأخباره، وبسبب تلك المتابعة اعتقله الأمن السوري في الثاني والعشرين من ابريل بعد ثمانية عشر يوماً من اعتقال ناصر، وهما من الطلاب المتفوقين دراسياً منذ ابتعاثهم في منحة دراسية من وزارة التعليم العالي قبل حوالي أربع سنوات.
وينتمي الطالب ناصر الهلالي الى مديرية مذيخرة بمحافظة إب وهو يتيم الأب والأم، وتخرج من مدرسة الشعب، وحصل على معدل 92% في القسم العلمي، وابتعث في العام 2009م الى سوريا وألتحق بجامعة تشرين بمدينة اللاذقية، وكان من اوائل الطلاب المتفوقين في كلية الهندسة وتخصص في الهندسة الميكانيكية.
اما الطالب مهدي الشيخ فهو منطقة العروق بني الحارث بمحافظة صنعاء، ووالده محامي ومستشار قانوني، وينتمي الى قبيلة آل الشيخ، وابتعث الى سوريا في 2009م ويدرس مع زميله ناصر بذات الجامعية والكلية وتخصص في الهندسة الصناعية.